الفشل ودعم الإرهاب.. أبرز خفايا انسحاب قطر من أوبك (تقرير خاص)

الاثنين 3 ديسمبر 2018 18:02:23
الفشل ودعم الإرهاب.. أبرز خفايا انسحاب قطر من "أوبك"  (تقرير خاص)



كشف خبراء نفطيون عن الأسباب الحقيقية وراء قرار قطر بالانسحاب من منظمة الدول المصنعة للبترول (أوبك)، والذي أعلن عنه وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي، ليتم تطبيقه اعتباراً من العام 2019، مؤكدين أنها خطوة تؤكد إفلاس نظام الحمدين.

وأشار خبراء النفط، أن قرار المغادرة يؤكد عمق الأزمة التي تعاني منها صناعة الطاقة في قطر، بعد تأثر مؤشرات الاقتصاد المحلي بفعل المقاطعة الرباعية العربية والتي تسببها دعم قطر للإرهاب، وسياساتها المستقبلية في دعم استمرار التحالف مع تركيا وإيران ودعم الجماعات الإرهابية.

ويرى مراقبون أن تلك الخطوة تمثل مساعي قطرية للخروج من سياسة "أوبك" التي تقلل الانتاج، وتجعل من أعضاء المجموعة ملتزمين بسياسة المنظمة الخاصة بأكبر مصدري النفط في العالم، وهو ما يؤثر على ميزانية قطر التي تتراجع في ظل مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصرن في الخامس من يونيو 2017.

وقال الخبير النفطي هاشم عقل، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، أن إعلان دولة قطر، انسحابها من "أوبك" في هذا التوقيت بالذات، له عامل أساسي وهو شعورها بالتهميش من قِبَل المنظمة والدول المنتجة المتعاونة معها من خارج المنظمة.

وأضاف عقل، أن التنسيق الدائم والمستمر بين السعودية وروسيا ليس فقط استثار قطر وحرك غضبها كونها لا تستشار إطلاقاً، ولكن وجدت أنه ربما هنالك فرصة لقلب الطاولة على المنظمة وحلفائها، لكن تناست أمراً هاماً وهو أنها لا تنتج أكثر من ٦٠٠ ألف برميل يومياً، وليس لديها طاقة إنتاجية فائضة".

وأوضح أن الخزينة القطرية تعاني من عجز في الموازنة في ظل سياسية تنظيم "الحمدين" الذي يهدد الاقتصاد القطري والاحتيطات النفطية والمالية والغاز الطبيعي، حيث تذهب أموال قطر إلى دعم الاقتصاد التركي والنظام الإيراني الإرهابيين، لا سيما وأن الدوحة قدمت 15 مليار دولار من أجل دعم الليرة التركية، هذا إلى جانب دعمها الدائم النظام الإيراني عبر صفقات المنتجات الغذائية.

وتابع عقل: "هنالك أمثلة لدول أعضاء خرجت من أوبك ولم تؤثر في أداء المنظمة أو تحقيق أهدافها، مثل إندونيسيا التي خرجت من المنظمة ثم عادت ثم خرجت منها، وهي الدولة التي تنتج أكثر من ضِعف إنتاج قطر".

وقد سجل انتاج النفط في قطر خلال شهر يونيو نحو 611 ألف برميل يوميا، مقابل 594 ألف برميل في مايو أي بزيادة قدرت بنحو 2.86 % وفق أرقام صادرة عن بنك قطر الوطني.

سد عجز الميزانية:

انسحاب قطر من «أوبك» ليس ذو اهمية كبيرة سواء بالنسبة لمنظمة أوبك، لكن قد تكون له نتائج وأهمية كبيرة فيما يتعلق بسياسات قطر الإنتاجية في قطاع النفط ، عبر زيادة إنتاج الدوحة من النفط من أجل سد احتياجياتها المالية.

وبحسب تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، توقعت قطر في العام الماضي عجزًا في الميزانية يبلغ نحو 8 مليارات دولار لعام 2018، رغم أن ارتفاع أسعار الطاقة ربما أدى إلى تضييق الفجوة، لكن قطاعات مثل التجارة والسياحة والضيافة تتحمل تبعات القيود المفروضة على النقل والتجارة التي تفرضها دول المقاطعة الأربعة.

من جانبه اعتبر الخبير النفطي وضاح ألطه، أن خروج قطر عادي وغير مؤثر لا على أوبك ولا على سوق النفط العالمية خلال الوقت الحالي أو المراحل المقبلة".

وأضاف ألطه أن الإنتاج الهامشي لقطر هو ما يجعل خروجها غير مؤثر "هي منتج ولاعب في الغاز لكن النفط الخام لا".

واعتبر أن قرار خروج قطر لن يكون له أي تأثير على الأسعار سواء حاليا أو بعد خروجها رسميا من المنظمة "بالتالي لا مخاوف على الإنتاج أو الأسعار بفعل خروج قطر".

ولا يتجاوز إنتاج قطر من النفط الخام 1.85% من مجمل إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، البالغ 32.9 مليون برميل يوميا، حيث أن الدوحة هي أحد أصغر منتجي النفط في مجموعة أوبك، حيث ضخت في أكتوبر الماضي 609 آلاف برميل فقط يوميا في سوق النفط".

فشل الاقتصاد القطري:

وقد خفض صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، من توقعاته لنمو اقتصاد قطر خلال العام الجاري 0.9 %؛ ليهبط إلى إلى 2.5 %، بعدما كانت توقعاته السابقة عند 3.4 %.

وإلى جانب ما سبق فإن «الخروج من أوبك» يتيح لنظام الحمدين التحرك بسهول في سوق النفط، عبر بيع 611 ألف برميل يوميا، من النفط بعيدا عن قيود المنظمة الدولية، ويأتي ذلك مع جمع الحمدين تمويل بقيمة 12 مليارات دولار على الأقل من بيع الصكوك.

ولفتت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى أن قطر لجأت إلى بيع السندات لتضييق فجوة عجز الموازنة، مشيرة إلى أن الدوحة قامت بأكبر عملية بيع لسندات دولية منذ عام 2016.

وبحسب وكالة بلومبيرج الأمريكية فإن صندوق قطر يواصل البيع من أصوله البالغة 320 مليار دولار، بالتزامن مع إقدام جهاز قطر للاستثمار خلال الأشهر القليلة الماضية، على حفض حصصه المباشرة في كل من (مجموعة كريدي سويس، وإيه جي، وروسنفت، وتيفاني أند كو)

كأس العالم:

ومن الاسباب الاخرى الذي جعل قطر تخرج من اوبك وفي ظل ازمة العجز الاقتصادي وارتفاع الديون، تشكل منشآت كأس العالم 2022، أحد اسباب الخروجمن أوبك.

وقد تضطر قطر إلى السير بنفس خطى انفاقها للتحضير من أجل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي في عام 2022. وتشمل هذه الترقية في البنية التحتية بناء ما لا يقل عن ثمانية ملاعب رياضية جديدة وتطوير نظام المترو والسكك الحديدية، وهو ما يشكل مزيدا من الضغوط على الاقتصاد القطري المهترئ.

استمرار دعم الإرهاب:

ويتوقع مراقبون أن يكون الخروج من «أوبك» أحد أدوات نظام الحمدين من أجل سد عجز الميزانية المتصاعد، وكذلك دفع مقابل الحماية التركية الإيرانية، وكذلك مواصلة تمويل الإرهاب في المنطقة، وفقا لتقرير مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» الأمريكية الذي حمل عنوان «قطر وتمويل الإرهاب» وصدر فيثلاث اجزاء في 2014 و2017، فإن قطر تعتبر أكبر مصدر للتبرعات الخاصة للجماعات المتطرفة في سوريا والعراق.

ويتناول التقرير في جزئه الأول والجزأين التاليين علاقة قطر بتنظيم القاعدة منذ 11 سبتمبر 2001، أي منذ تفجير البرجين، واستمرار تلك العلاقة حتى اليوم، ويتتبع بالتفصيل تحركات عشرين شخصاً قطرياً، ويذكر المؤسسات الأهلية التي يتحركون من خلالها وعلاقتهم بالميليشيات المقاتلة لاحقاً في كل من سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، ومصر، وأفغانستان، والصومال، وجنوب آسيا.

هذه الأسماء التي يستعرضها التقرير في أجزائه الثلاثة هي أسماء وردت في قوائم أعلنت عنها وزارة الخزانة الأمريكية ومطلوبة للعدالة، كما تبنتها الأمم المتحدة وطالبت قطر باتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، وبعضها ورد ذكره في تقرير «بي بي سي»، ومع ذلك ما زالت تلك الأسماء حرة وتتمتع بالحماية السياسية هناك.

كما يكشف التقرير كيف ساهم المال القطري في تأسيس شبكة تمويلية خاصة مدعومة من أشخاص نافذين في أسرة آل ثاني في بقاء الكثير من التنظيمات الإرهابية ناشطة ومستمرة إلى الآن.