الإمارات 2018 في اليمن.. يد تبني وأخرى تحمل السلاح

الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 20:00:18
الإمارات 2018 في اليمن.. يد تبني وأخرى تحمل السلاح

رأي المشهد العربي

قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، خدمات جليلة لليمن على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية.

هذه الخدمات سيسطرها التاريخ بحروف من ذهب فقد ضحى، جنود الإمارات بدمائهم وأموالهم منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصلت القيادة الحكيمة دعمها لليمن بصد العدوان الحوثي الذي استهدفهم واستهدف دولتهم ومقدراتهم.

وبالعودة للتاريخ ففي ديسمبر 1986، توجه الشيخ زايد إلى اليمن، وبالتحديد إلى مأرب، لتدشين مشروع إعادة إحياء سد مأرب، بما يحمله من دلالات تاريخية ومصالح إنمائية فتبنت الإمارات تمويل إعادة بناء سد مأرب في وقت كان اليمن، أمس الحاجة إلى مساعدة. 

وسبق ذلك المشروع برامج دعم عديدة، ولحقته مشاريع دعم أخرى كثيرة، ضمن سياسة تواصلت بعد رحيل الشيخ زايد، وفيما لم يكن قبل الحرب واضحا الدور الإماراتي في دعم اليمن، فإن أوضاع الحرب كشفته بوضوح.

المساعدات الإنسانية 

حصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية الطارئة إلى الشعب اليمني الشقيق خلال عام 2018 كمساعدات تنفذ بشكل مباشر، وذلك وفقاً لخدمة التتبع المالي «FTS» لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية والتابعة للأمم المتحدة لدعم خطة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن للعام 2018.

يغطي التقرير المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن من بداية العام الحالي إلى 5 أغسطس 2018، حيث قدمت الإمارات مساعدات إلى اليمن بمبلغ وقدره 3.75 مليار درهم إماراتي (1.02 مليار دولار)، ومن ضمنه 1.71 مليار درهم (466.5 مليون دولار) كاستجابة لخطة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن و730 مليون درهم (198.8 مليون دولار) كمساعدات إنسانية مباشرة.

ويذكر أن المساعدات الإماراتية المقدمة إلى الشعب اليمني منذ أبريل 2015 إلى يوليو 2018 بلغت 13.98 مليار درهم (3.81 مليار دولار)، حيث استحوذت المساعدات الإنسانية ما نسبته 34.5 في المائة وبقيمة قدرها 4.82 مليار درهم (1.31 مليار دولار) من إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة، بينما استحوذت المساعدات التنموية على 65.4 في المائة من قيمة المساعدات بمبلغ 9.14 مليار درهم (2.49 مليار دولار)، وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في عديد من المحافظات اليمنية المحررة وتوفير سبل المعيشة والاستقرار في العديد من المجالات حيث شملت المساعدات المقدمة 14 قطاعًا رئيسًا من قطاعات المساعدات، و45 قطاعًا فرعيًا، بما يدل على شمولية المساعدات واحتوائها مظاهر الحياة كافة في اليمن، بهدف المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية في تلك المحافظات وغيرها من المناطق.

وعندما أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة، كانت الإمارات في صدارة الدول الداعمة، وتبوأت المرتبة الأولى كأكبر مانح مساعدات لليمن بقيمة بلغت مليارين و853 مليون درهم.

المستوى التعليمي

منذ بداية العام الدراسي الجاري 2018 - 2019، بدأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع الزي المدرسي على 100 ألف طالب وطالبة، في خمس محافظات يمنية محررة، هي: عدن ولحج وأبين والضالع وتعز، حيث يتصدر دعم قطاع التعليم أولويات الهيئة في تحسين حياة الأشقاء اليمنيين، وتعزيز قدرتهم على مواجهة الظروف الراهنة، وذلك عبر دعم العملية التعليمية، وتحسين البيئة المدرسية لتكون ملائمة للتحصيل الأكاديمي، إلى جانب توفير احتياجات الطلاب من المستلزمات الدراسية المختلفة.

ومنذ بداية العام الدراسي الجاري، افتتحت «الهلال» 15 مدرسة على امتداد الساحل الغربي لليمن، بعد تأهيلها وتأسيسها ورفدها بالممكنات التعليمية، إضافة إلى توفير المستلزمات الدراسية لأكثر من 12 ألف طالب وطالبة. 

كما عمل الهلال الأحمر على ترميم 154 مدرسة في المحافظة اليمنية، ضمن مشاريع المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني.

وتم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة الجنوبية بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس العاصمةعدن ومديرياتها.

القطاع الصحي 

وفي القطاع الصحي حرصت الإمارات على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها خمسة مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليونا و500 ألف درهم.

ورصدت الهيئة أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى إلى جانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. واستقبلت مستشفيات الإمارات عددا كبيرا من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج.

وافتتحت هيئة الهلال الأحمر الاماراتي مستشفى الدريهمي بالساحل الغربي لليمن بعد تأهيله بالكامل بتمويل من الهيئة ورفده بالأجهزة والأدوات والمستلزمات الطبية الحديثة اللازمة، إلى جانب استمرار عمل العيادة الطبية المتنقلة في الساحل الغربي، كما تم إجلاء سبعين جريحاً يمنياً من الساحل الغربي للعلاج في مستشفيات مصر ليصل العدد الكلي إلى أكثر من 500 جريح يمني يتلقون العلاج في مصر فقط.

كما قدمت الهيئة مساعدات إغاثية ومادية عاجلة لعائلات يمنية أصيبت بقذيفة هاون أطلقتها ميليشيات الحوثي الموالية لإيران على منزلهم الواقع بإحدى مناطق مديرية حيس في محافظة الحديدة، مما أسفر عن إصابة الأب وثلاثة من أبنائه إضافة إلى طفلة رابعة من عائلة ثانية وذلك للتخفيف من آثار هذا العمل الإجرامي.

ووصلت 4 شاحنات محملة بالمحاليل الوريدية والعلاجات الأخرى إلى مستشفى الدريهمي بالحديدة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي حيث إن مستشفى الدريهميالميداني، الذي افتتحه الهلال قبل أقل من أسبوع تحسباً لأي موجة كوليرا .

الدعم العسكري 

أيضًا شاركت الإمارات بكل قوة في التحالف العربي مع المملكة العربية السعودية، وقدمت الإمارات كوكبة من شهدائها الذين ضحوا بأرواحهم من أجل قضية عادلة، فكانوا بحق مشاعل نور تعكس أجمل صور التضحية في الدفاع عن اليمن بالغالي والنفيس.

وتمكنت قوات التحالف العربي والقوات اليمنية من قهر الانقلابيين، وتحرير مساحات كبيرة من الأراضي المحاصرة، كما أسهم التحالف في إعادة إعمار المدن المحررة، وبناء مؤسسات الدولة، وتوفير الحياة الآمنة للشعب اليمني الشقيق.

وأسهمت القوات السعودية والإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف في عمليات التحرير التي تشهدها مدن ومحافظات اليمن، وتصدت للإرهاب الغادر لإعادة الأمن والاستقرار إلى الشعب اليمني الشقيق.

وأطلقت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في 21 نوفمبر الجاري 2018، مبادرة "إمداد"، والتي تتمثل في تقديم دعم مالي لليمن بمبلغ 500 مليون دولار، مناصفة بين البلدين، لسد الاحتياج الإنساني في قطاعي الغذاء والتغذية لنحو 12 مليون يمني يعانون النقص الحاد في الغذاء وما يتعلق بذلك من تداعيات سلبية على مستويات عدة.

دعم الحل السياسي

رغبة الإمارات في عودة الشرعية إلى اليمن واستتباب الأمن والاستقرار في ربوعه كافة واستعادة الحياة لطبيعتها ظلت دائما في سلم أولويات قيادة الدولة وهو ما جعلها تتصدر قائمة الدول الأكثر تقديما للمساعدات لليمن والأكثر انخراطا في مبادرات الحل السياسي المستندة إلى مصلحة أبناء اليمن وتحقيق توازنه الداخلي وفي الوقت نفسه الوقوف في وجه أعدائه.

كذلك فإن تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤخرا لقناة " سكاي نيوز عربية" عبرت عن حرص دولة الإمارات وتحالف دعم الشرعية في اليمن بوجه عام على دعم جهود الحل السياسي في اليمن فقد أكد أن تحالف دعم الشرعية في اليمن يعمل بجهد منذ اليوم الأول على إنعاش الحوار السياسي اليمني قائلا: " إن الحل السياسي في اليمن يحتاج إلى إطار يمني مدعوم من دول الإقليم ومن الأمم المتحدة، ونتطلع إلى محادثات السويد التي قد لا تكون الجولة النهائية من المفاوضات لكننا نأمل أن تكون أساسا لمفاوضات أكثر جدية من طرف الحوثي".

في المياه والصرف الصحي

تم إفتتاح مشروع بئر مياه ارتوازية في منطقة موشج التابعة لمديرية الخوخة والتي من شأنها توفير أكثر من 30 ألف جالون مياه شرب نقية يوميا للمواطنين اليمنيين وذلك بعد حفرها بدعم من هيئة الهلال الأحمر ضمن مبادرة "سقيا الإمارات".

وقدمت الإمارات ممثلة بمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، محطة كهرباء بقوة توليد 120 ميجاوات، بتكلفة 100 مليون دولار يجري حالياً تركيبها في منطقة الحسوة بالعاصمة عدن، وسيستفيد منها ما يقارب 2.5 مليون مواطن يمني.

وشملت المساعدات الإماراتية، شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث سلمت هيئة الهلال الأحمر جمعية الطموح لرعاية المعاقين حركيا بالمكلا أدوات ومعدات لتجهيز مختبر مدرسي متكامل إضافة إلى أثاث مكتبي وحقائب مدرسية وألعاب مخصصة لذوي الإعاقة وأجهزة تكييف وتبريد.