عمال الأحواز بين مطرقة عمائم إيران وسندان التجاهل الدولي (تقرير خاص)

الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 20:43:06
"عمال الأحواز" بين مطرقة عمائم إيران وسندان التجاهل الدولي (تقرير خاص)



بعد دخول الانتفاضة العمالية بمنطقة الأحواز العربية الواقعة جنوب غربي إيران، شهرها الثاني، والتي تحتلها إيران منذ عام 1925، تفاقمت أزمة الاحتجاجات حتى طالت 90% من الشركات والمصانع في الداخل وتعالت أصوات العاملين الأحوازيين ضد سياسات العنصرية التي ينتهجها المسؤولون الإيرانيون في مختلف الشركات والمصانع والتي تتمثل في تمميز المواطنين الإيرانيين في الأجور والإجازات والحوافز وتفضيلهم في شغل الوظائف عن أبناء الأرض الأصليين.
وتتربع الأحواز العربية على كنوز من الثروات الطبيعية من بترول وغاز طبيعي، كفيلة بأن تغني العالم العربي بأكمله ولكن كلها تصب في بطون النظام الإيراني الذي اغتصب هذه الموارد لصالحه وأفقر هذا الشعب المستضعف الذي تنهب إيران خيراته حسبما تفيد التقارير.
وفى ظل الانتكاسات التى تعيشها إيران، جراء الخناق الذي يشتد عليها من العقوبات الأمريكية، والوضع الاقتصادي المتدهور، الذي زاد من وطأتها فشل نظام ولاية الفقيه في التعامل مع الأزمات الداخلية، الأمر الذي دفع بالالاف من العمال للخروج في مظاهرات وتنظيم إضرابات للمطالبة بحقوقهم المسلوبة.
وتستمر الاحتجاجات العمالية والاضرابات في كل من شركة "هبكو" في أراك، بمحافظة مركزي، وعمال شركة قصب السكر بمدينة التلال السبعة (هفت تبة) شمال مدينة الأحواز، الذين أضربوا عن العمل احتجاجا على رواتبهم المتأخرة وعدم تحسين ظروف عملهم وإخراج الكثير منهم وعدم رفع الأجور.
وبث ناشطون صوراً عن إضراب عمال شركة "خليج " للنقل في مدينة اسلامشهر التابعة لمحافظة طهران، وهي ثاني أكبر مدينة بالمحفظة بعد العاصمة، والذين تجمعوا أمام مبنى الشركة احتجاجا على عدم تحسين ظروف عملهم الصعبة وتأخر رواتبهم، وكان عمال قصب السكر قد نظموا في وقت سابق وقفات احتجاجية عدة، وقامت الشرطة وقوات الأمن بقمعها، أما عمال مصنع " هبكو" لأدوات الحفر والنقل، فهم مستمرون بالإضراب منذ 20 يوماً.
وفي تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، أكد أحد العمال الأحوازيين الذي رفض الكشف عن هويته لاحتياطات أمنية، أن حراكهم سيظل قائماً حتى يتم دفع مستحقاتهم المالية المتراكمة منذ 5 أشهر، مشيراً أن النظام الإيراني أعطى الضوء الأخضر لمليشيات الحرس الثوري وعناصر الباسيج، والتي اشتبكت مع مئات العمال الأحوازيين وتعامل بطريقة وحشية معهم، وهذا ما يعكس مدى إفلاس ذلك النظام الذي يعجز عن تحقيق مطالبهم المشروعة.
وأضاف المصدر إن مليشيا الحرس الثوري، قامت باعتقال عشرات العمال من الشركات والمصانع، دون معرفة الجهة التي يحتجزونهم بها ودون توجيه تهم بحقهم.
من جانبها أشادت اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز العربية، باستمرار الحراك الأحوازي الشعبي الرافض لجرائم النظام الإيراني وتواصل الاحتجاجات العمالية التي صمدت ودخلت في شهرها الثاني ضد الممارسات العنصرية في حق الكادحين من العمال، والتي تُعد شرارة ستفجر ثورة عارمة قريباً.
وقال القيادي الأحوازي البارز، الدكتور عارف الكعبي رئيس "تنفيذية الأحواز" في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، إن ذلك الحراك العمالي نتج من أكل حقوقهم ومستحقاتهم والذي يعكس بدوره مدى المعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا في ظل الاحتلال الإيراني المستبد، مؤكداً أن إنفجار ذلك البركان كان ضرورياً ليعرف العالم مدى بشاعة الاحتلال الفارسي، ويدرك حجم المأساة التي يعيشها شعبنا الأحوازي في الداخل، حتى يحرك ساكناً ويتدخل لنجدة الشعب المستضعف.
 وأضاف الكعبي، إن استمرارية الحراك الأحوازي أصبح منهجاً اتخذه الشعب الأحوازي للتعبير عن رفضه لسياسات النظام الإيراني المحتل والتي باتت لا تطاق حيث شهدت الأحواز حراكا واسعا في غضون الأيام الماضية في جميع القطاعات، نتيجة عدم استلام رواتبهم ومستحقاتهم التي مضت عليها شهور طويلة.
وتابع: إن سياسة الإقصاء والتمييز الممنهجة ضد أبناء الأحواز وإحلال المستوطنين الفرس محلهم في الشركات والمصانع فضلاً عن نهب مستحقاتهم المادية، واعتقال عشرات العمال خلال الأيام الأخيرة، تحت ذريعة اتهامات واهية، والتعدي على أراضي زراعية أحوازية وتهديد المزارعين بالقتل إذا لم يتركوها، هو ما زاد من اقتراب المواجهة، مشدداً أن النظام الإيراني عليه تحمل تلك النتيجة.
وأكد عارف الكعبي، أن الحراك الأحوازي الداخلي المتصاعد أدى إلى إحياء روح الثورة وإبقائها في استمرارية حيث زادت وتيرة الحراك في ظل ما يتعرض له الشعب الأحوازي من إقصاء واستهداف مباشر وتضيق كل سبل العيش على الأحوازيين، الأمر الذي ينذر بقدوم ثورة غضب عارمة من قبل الأحوازيين ضد المحتل الإيراني.
وأكمل: "إننا في الوقت الذي نشد فيه من أذر المناضلين من أبناء الشعب الأحوازي في الداخل، نحمل النظام الإيراني المُحتل المسؤولية كاملة على سلامة المعتقلين من العمال وندعو المنظمات الدولية لسرعة التدخل للإفراج عن هؤلاء المعتقلين المظلومين".
ووفقًا لنشطاء، انطلق المتظاهرون إلى مقر قائم مقامية مدينة السوس الأحوازية حيث يعتصم عمال منذ أسابيع، وهم يهتفون بشعارات مناهضة لنظام الاحتلال الإيراني وإهدار المال العام على مغامراته الإرهابية في سوريا وهدر حقوقهم.
وأوضح الناشطون أن المظاهرات مستمرة منذ 30 يومًا في الأحواز، حيث يطالب عمال قصب السكر بمستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر عدة، بسبب فساد وعنصرية النظام، ودخلت أيضًا احتجاجات عمال مصنع الصلب يومها التاسع عشر على التوالي في مدينة الأحواز العاصمة؛ حيث هتف المحتجون "شعاركم حسيني وعملكم النهب والسرقة".