مشاورات السويد.. هل تكون الأخيرة في سجل المراوغات الحوثية؟

الخميس 6 ديسمبر 2018 20:00:50
مشاورات السويد.. هل تكون الأخيرة في سجل المراوغات الحوثية؟


رأي المشهد العربي

بعد وصول وفدي الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الانقلابية لمقر المشاورات يعلق الشعب اليمني والمجتمع الدولي آماله على مشاورات السلام اليمنية المرتقبة في السويد خاصة وأن المليشيات تسببت من قبل في إفشال المحادثات السابقة فهل تكون هذه المحادثات الأخيرة في سجل المراوغات الحوثية.

واعتادت المليشيات الحوثية على إفشال المفاوضات السابقة، والتي كانت آخرها مفاوضات جنيف، فمع كل مفاوضات، تديرها الأمم المتحدة تخرج المليشيات وتتذرع بحجج واهية تؤدي في النهاية إلى فشل المفاوضات.

وفي أكتوبر الماضي دعت الخارجية الأميركية إلى وقف فوري للأعمال القتالية في اليمن، وأكدت أن الوقت مناسب الآن للمضي قدما في محادثات سلام تنهي الحرب في هذا البلد.

وأعلنت الأمم المتحدة عن محادثات في جنيف في أيلول/سبتمبر، لكنها لم تعقد بعد مطالب تقدم بها الحوثيون في اللحظة الأخيرة.
ونوه جريفيث إلى أن محادثات السويد سترتكز على وثيقة قام هو بإعدادها، مؤكداً أن الوثيقة التى قدمها ترتكز على آليات سياسية وأمنية بضمانات للتنفيذ، وتهدف لوقف إطلاق النار فى اليمن.

وزار صنعاء مؤخراً والتقى بزعيم الحوثيين، ثم بعدها غادر للرياض وتم التنسيق بين جميع أطراف المحادثات وسط ترقب من الشعب اليمني والمجتمع الدولي ككل.

من جانبه أبدى التحالف العربي حسن النوايا ووافق على إجراءات لنقل الجرحى من بعض المناطق في صنعاء لتلقي العلاج كما أعلن جريفيث إتمام إتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين في إجراء يهدف لبناء الثقة.

كما أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على المشاركة في المشاورات المقبلة المزمع عقدها في السويد ووصل الوفد الحكومي الأربعاء السويد لبدء الجلسات التمهيدية.

وأوضحت وزارة الخارجية اليمنية أن الحكومة أبلغت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي قضت بتأييد جهود المبعوث الأممي ودعمه لعقد المشاورات القادمة، وإرسال وفد الحكومة للمشاورات بهدف التوصل لحل سياسي للأزمة مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦".

وأعلنت الحكومة في خطابها إلى المبعوث الأممي أهمية الضغط على المليشيا الحوثية للتجاوب مع الجهود الأممية والحضور إلى المشاورات دون قيد أو شرط.

ودعت الحكومة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من أي تعطيل قد تقوم به المليشيا لتأخير المشاورات في موعدها المحدد.

على الجانب الأخر دفعت الانتصارات التي حققتها قوات ألوية العمالقة والقوات المشتركة في مدينة الحديدة الساحلية مليشيات الحوثي على القبول بهذه المفاوضات نتيجة الخسارة الكبيرة التى منيت بها في هذه المعركة بعد سيطرة القوات المشتركة على مسحات واسعة ومواقع استراتيجية في الحديدة حتى اقتربت من الوصول إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي والذي بالسيطرة عليه ينقطع شريان المليشيات الذي يمدهم بالسلاح والعتاد.

ونتيجة لهذه الانتصارات أعلنت مليشيات الحوثي في بيان أنها مستعدة "لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولا إلى سلام عادل ومشرف.

وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي بناء على "طلب من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث".

كما دعا القيادي في الجناح السياسي للمتمردين اليمنيين، محمد على الحوثي، إلى وقف إطلاق الصواريخ ضد السعودية معلنا الاستعداد لوقف «جميع العمليات العسكرية».

وكتب «الحوثي»، في بيانه نشره في تغريدة على موقع «تويتر»، " نعلن عن مبادرتنا بدعوة الجهات اليمنية إلى التوجيه بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على دول التحالف".

وفي أول رد منه على إعلان الحوثي لوقف إطلاق النار، وموافقة الحكومة الشرعية، رحب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، بالقرارين.

ودعا جريفيث الأطراف السياسية لممارسة ضبط النفس لخلق مناخ للمشاورات السياسية.

وقال جريفيث في تغريدة له على تويتر: "يرحب المبعوث الخاص بإعلان جماعة الحوثي، إيقاف اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، ويأمل استمرار جميع الأطراف في ممارسة ضبط النفس، بما يساهم في خلق مناخ موات لانعقاد".

ورأى سفير مصر السابق في اليمن، يوسف أحمد الشرقاوي، أن الحوثيين أصبحوا أكثر ترحيباً بعقد مباحثات السلام مع الحكومة اليمنية برعاية الأمم المتحدة في السويد، وذلك في أعقاب تقدم القوات المشتركة في ميناء الحديدة، وعدد من المناطق الأخرى.

وأوضح السفير الشرقاوي أن مجريات الأحداث في اليمن وتصريحات الإدارة الأمريكية بضرورة وقف إطلاق النار في اليمن حقناً للدماء والدخول في مفاوضات السلام اليمنية سريعاً، ساهمت في تغيير الوضع في اليمن.

وأشار سفير مصر السابق في اليمن إلى أن تزايد الاهتمام الدولي واهتمام المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالوضع هناك يساهم في العمل بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.