بالصورايخ الباليستية.. هل انتهكت إيران القرار رقم 2231 لمجلس الأمن ؟ ( تقرير خاص )

الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 20:22:44
بالصورايخ الباليستية.. هل انتهكت إيران القرار رقم 2231 لمجلس الأمن ؟ ( تقرير خاص )


استمراراً في سياسة العناد والكبر التي يتبعها ملالي إيران، في مواجهة الانتقادات التي تُجمع على رفض الأنشطة ذات الأهداف الإرهابية التي تنفذها، خاصة خلال الفترة الأخيرة والتي هددت خلالها إيران باستهداف دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وأجرت تجارب صاروخية يصل مداها إلى عمق أوروبا.


وجاء صباح اليوم الثلاثاء، تأكيد النظام الإيراني، على قيامها فعلياً بإجراء تجربة صاروخ بالستي متوسط المدى، خلال الآونة الأخيرة، ما يدل على تصميمها على مواصلة أنشطتها البالستية التي يندد بها الغرب.

وبحسب وكالة الانباء الايرانية "فارس" فان تأكيد هذه التجربة صدر عن مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وأعلن قائد القوة الجيوفضائية التابعة لحرس الثورة الإيرانية العميد أمير علي حاجي زادة “إجراء اختبار لصاروخ بالستي مؤخرا”، مضيفاً: “نحن نقوم باختبار صواريخنا والعملية الأخيرة كانت اختبارا مهما”، بحسب ما نقلت الوكالة.

وأوضح “اننا نجري ما بين 40 و 50 اختبارا في العام” مضيفا أن “إبداء الأمريكيين رد الفعل تجاه بعض هذه الاختبارات مؤشر الى مدى الضغط عليهم”.

وفي مطلع كانون ديسمبر الجاري، ندد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بما وصفه بأنه تجربة إيرانية جديدة “لصاروخ بالستي متوسط المدى قادر على نقل عدة رؤوس” و”ضرب بعض مناطق أوروبا وخصوصا في الشرق الاوسط”.

من جانبه قال الدكتور السعيد عبد المؤمن استاذ الدراسات الايرانية بجامعة عين شمس المصرية، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، أن التجربة الصاروخية الإيرانية التي أجريت الأسبوع الماضي، تمثل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن 2231 الذي صادقت المنظمة الأممية عبره على الاتفاق النووي عام 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة لاحقًا، والذي يدعو إيران إلى الإقلاع عن إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نوويّة.

وأضاف أن هذا القرار يمنع إيران من القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على إنتاج أسلحة نووية، بما في ذلك إطلاق صواريخ باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية".

وأكمل الدكتور سعيد عبد المؤمن، قائلاً: "إن إيران منذ فرض العقوبات الأمريكية عليها وهي تحاول فرض عضلاتها من أجل عنترية زائفة، مؤكداً أن الأولى بها أن تعمل على إصلاح الموقف الدولي تجاهها لإنقاذ اقتصادها الذي ينهار والشعب الذي سيعاني قريباً ويلات الفقر والدمار الاقتصادي.

وقد واجه مجلس الأمن الدولي، الاسبوع الماضي، التجربة الباليستية الإيرانية، بعقد اجتماعًا مغلقًا بناءً على طلب فرنسا وبريطانيا اللتين اتّهمتا إيران باختبار صاروخ بالستي متوسّط المدى قبل أيام.

ووصف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت التجارب الصاروخية الإيرانية بأنها "استفزازية وذات طبيعة تهديدية ومناقضة" للقرار الأممي، وأكد أنها "يجب أن تتوقف".

فيما تزعم إيران أنّ برنامجها الصاروخي دفاعي بطبيعته ولا يهدف إلى إطلاق سلاح نووي، وهو موقف تدعمه روسيا في مجلس الأمن.

وصرّح المتحدث باسم الجيش الإيراني العميد أبو الفضل شكرجي أن طهران ستواصل تجاربها الصاروخية ولن تفاوض بشأن برنامجها الصاروخي تحت أي ضغط.

وشدد على أن ذلك لا يخالف قرار مجلس الأمن الرقم 2231، مؤكدا أن صواريخ بلاده أغراضها دفاعية.

وحضّ المبعوث الأميركي الخاص بإيران، بريان كوك، الاتّحاد الأوروبي على فرض عقوبات تستهدف برنامج إيران الصاروخي.

وبعدما نددت فرنسا وبريطانيا بدورهما بالتجربة الصاروخية، طلبتا عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي حول مسألة البرنامج البالستي الايراني.

وخلال هذا الاجتماع في 4 ديسمبر، لم تتمكن الولايات المتحدة من الحصول كما كانت ترغب على “إدانة بالاجماع” لهذه التجربة بوصفها “انتهاكا” لالتزامات ايران.

والامريكيون غير متفقين مع الفرنسيين والبريطانيين حول طريقة وصف تجارب الصواريخ البالستية الايرانية.

بالنسبة للولايات المتحدة فان تجارب الصواريخ البالستية من قبل ايران تشكل “انتهاكا” للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي تمت المصادقة فيه على الاتفاق النووي الايراني المبرم عام 2015، وانسحبت منه واشنطن في مايو الماضي.

من جهتها لا تعتبر لندن وباريس هذه التجارب انتهاكا للقرار 2231 وانما انها “لا تتوافق” مع هذا القرار وتنطوي على “استفزاز”.

ومسألة التجارب الصاروخية التي تقوم بها الجمهورية الايرانية تسمم العلاقات بين ايران والغربيين منذ سنوات.

وبموجب القرار 2231 فانه “على ايران الا تقوم بأي نشاط مرتبط بالصواريخ البالستية المصممة لكي تكون قادرة على نقل شحنات نووية بما يشمل عمليات اطلاق تستخدم تكنولوجيا صواريخ بالستية”.

وعلى صعيد متصل كشفت صحيفة ألمانية، أن إيران ضاعفت عدد اختباراتها للصواريخ مقارنة بالعام الماضي، وأنها قامت بنشر واختبار صواريخ يمكن أن تصل إلى دول الاتحاد الأوروبي.

ونقلت صحيفة "فيلت أم سونتاغ" الألمانية، أنها استندت إلى وثائق من أجهزة استخبارات غربية، تؤكد أن إيران أجرت في عام 2018 اختبارات صاروخية، شملت سبعة صواريخ متوسطة المدى، وعلى الأقل خمسة صواريخ قصيرة المدى بالإضافة إلى صواريخ كروز.