الرابحون والخاسرون في المشاورات اليمنية بالسويد

الجمعة 14 ديسمبر 2018 19:59:35
الرابحون والخاسرون في المشاورات اليمنية بالسويد


رأي المشهد العربي

بعد 8 أيام من مشاورات السويد بين وفد الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران، والتي تأتي تحت رعاية الأمم المتحدة، يزداد المشهد اليمني تعقيداً بعد فشل المشاركين في تحقيق مكاسب تضمن للشعب اليمني الأمن والاستقرار على أقل تقدير وتلبي طموحات المواطنين، لكن هناك أطراف أخرى انعشتها تلك المشاورات.

وأعلن المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن جريفيث، عن آخر أيام المشاورات اليمنية في ستوكهولم بالسويد.

وبحسب بيان أصدره مسؤول في مكتب جريفيث، فإن يوم الخميس كان آخر أيام المشاورات الثنائية بين وفدي الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الانقلابية.

وأعلن جريفث النتائج النهائية للمشاورات في ملفات الحديدة والملف الاقتصادي ومطار صنعاء وتعز، كما سيتم الإعلان عن مكان انعقاد المشاورات المقبلة.

الرابحون

كعادة الثعابين، استطاعت المليشيا، أن تتلوى وتكسب مزيدا من الوقت في مشاورات السويد لكي تنفذ خطتها الإيرانية والتي فشلت في مفاوضات جنيف التي لم تكتمل وعطلتها مليشيا الحوثي بحجة الإجراءات، من خلال سفر مصابي إيران من خبراء الصواريخ وجنود حزب الله الإرهابي لتلقي العلاج، وهو ما فعلته المليشيا وظهر جليا في قوائم تبادل الأسرى، حيث ستحصل على 7500 شخص من المقاتلين مقابل 8500 شخص من المدنيين الأبرياء.

وسلم كل طرف قائمة تضم أكثر من 16 ألف شخص من الأسرى والمخطوفين، للأمم المتحدة، بواقع (8500) شخص من المعتقلين المدنيين والمختطفين لدى الحوثيين، و(7500) أسير لدى قوات الجيش.

وتولى الفريق الأممي المعاون للمبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، عملية تسليم قوائم كل طرف إلى الطرف الآخر، تمهيدًا لتنفيذ الآلية الخاصة بتبادل الأسرى والمختطفين، والتي تم تحديدها بستة أسابيع، مع إمكانية إضافة أسماء جديدة قد تكون غابت عن اللوائح الأولية المقدمة.

وتظهر تقارير حقوقية دولية ورسمية أن عدد المختطفين والمعتقلين في السجون الحوثية، بلغ أكثر من 18 ألف معتقل ومختطف، بينما لا يزال أكثر من 8 آلاف منهم في السجون والمعتقلات السرية للجماعة الانقلابية.

وشملت كشوفات الحكومة جميع المعتقلين الذين وصلت أسماؤهم إلى لجنة الأسرى والمعتقلين، ومن ضمنهم المعتقلون من الطائفة البهائية وعائلة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، إلى جانب جميع فئات الشعب اليمني الذين تضرروا من الحوثي.

وأكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، ياسر اليافعي، أن نتائج مشاورات السويد تصب في صالح مليشيا الحوثي بكل بنودها.

وفي تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، بين اليافعي عبر عدة نقاط، الاستفادة الكبيرة التي حظاها الحوثي من مشاورات السويد.

وأشار إلى، "إطلاق سراح مقاتلي الحوثي، لكي تعزز بهم المليشيا جبهات القتال.. فتح مطار صنعاء لنقل عناصرها وتسهيل تحركاتهم بين دول العالم.. وقف الحرب في الحديدة متسائلا : "ما هي مكاسب وفد الشرعية إذن؟".

وأكد الإعلامي بفضائية سكاي نيوز عربية، جمال الحربي، إن مليشيات الحوثي أحرزت تقدمًا جزئيًا بمشاورات السويد.

وقال في تغريدة عبر "تويتر": "انتهت مشاورات السويد مع إحراز تقدم جزئي في ملف الأسرى الذي سيتم بموجبه تبادل آلاف الأسرى من الجانبين مدنيين يعتقلهم الاٍرهاب الحوثي مقابل مقاتلين حوثيين تم أسرهم في جبهات القتال".

الخاسرون

ورغم التفاؤل الذي أبداه "جريفيث"، خلال الأيام الماضية، إلا أن ملف الحديدة وفك الحصار عن تعز ومطار صنعاء لا يزال عالقا، في ظل تعنت حوثي ملحوظ.

وبات من المؤكد تأجيل المشاورات الكاملة الخاصة بالحديدة ومينائها، إذ يرفض الحوثيون الانسحاب من الحديدة وتسليم مينائها كما يرفضون الانسحاب من الموانئ الساحلية الأخرى في المحافظة نفسها (ميناء الصليف وميناء رأس عيسى.

ويطالب الوفد الحوثي بإشراف أممي على "الحديدة"، ما يعني تحويلها إلى منطقة محايدة؛ لكن هذا الطلب قوبل برفض قاطع من قبل الجانب الحكومي، والذي تمسك بانسحاب كلي للمليشيات وتسليم المدينة للحكومة.

وأعلنت، رنا غانم، عضو وفد الحكومة في مشاورات السويد، عدم وجود أي تقدم في ملف حصار تعز.

وأوضحت أنه حتى الآن لا توجد أي مؤشرات نحو التقدم في ملف حصار تعز من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، مؤكدة أن الوفد الحكومي ينظر إلى الملف من زاوية إنسانية فقط.

ولم تتوصل النقاشات في مشاورات السويد حول ميناء الحديدة بشكل واضح كما لم تتمكن الحكومة من الوصول إلى أي نتيجة بشأن وضع الميناء، بعد تمادي المليشيا الانقلابية في غطرستها وعدم تسليمه.

وكانت الأمم المتحدة عرضت مبادرة لوقف الحرب في مدينة الحديدة تقوم على انسحاب الحوثيين مقابل وقف القتال ثم تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة.

كما اقترحت الأمم المتحدة نشر مراقبيها في ميناء الحديدة وموانئ أخرى في المحافظة.

ومن جانبه طالب وفد الحوثيين، بوقف إطلاق النار في حين ركّز الجانب الحكومي على إلزام الطرف المقابل بالانسحاب من المدينة.

ويبدو ملف الحديدة الأكثر تعقيدا في ملفات الأزمة اليمنية ومن المتوقع في حال تحديد مشاورات قادمة أن ينتقل الملف بكامل تعقيداته إليها.

ويعتقد أن تبدأ الجولة السادسة من مشاورات السلام اليمنية، في النصف الثاني من يناير المقبل؛ دون تحديد دولة بعينها لاستضافة هذه المحادثات، وفقًا لما أكده مصدر مطلعة.

وانطلقت مشاورات السلام اليمنية في قلعة جوهانسبيرج بإحدى ضواحي العاصمة ستوكهولم، في محاولة لإيجاد حل سياسي لبلد يئن تحت انقلاب المليشيا التابعة لإيران منذ ما يزيد على 4 أعوام.

يشار إلى أن هذه المشاورات حملت أول لقاء بين طرفي الأزمة، منذ أكثر من عامين، بعد انهيار آخر جولة من المحادثات في 2016 بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المفاوضات.