كيف ساهمت إيران ومليشياتها في عودة داعش للعراق ؟ (تقرير خاص)

الجمعة 14 ديسمبر 2018 21:18:00
كيف ساهمت إيران ومليشياتها في عودة داعش للعراق ؟ (تقرير خاص)









تدور مشاورات من قبل الحكومة العراقية، لإجراء تحقيق موسع، حول الجرائم الإرهابية التي ارتكبها تنظيم داعش خلال الشهور الأخيرة، والذي بدوره يسلط الضوء على الدور الإيراني ومليشياتها في عودة ذلك التنظيم الإرهابي إلى العراق، وإطلاق يده بهذا الشكل في المدن السنية الكبرى.
من جانبه طالب مراقبون الحكومة العراقية، بأن يكون التحقيق في هذا الشأن من جهة قضائية محايدة للتحقيق في تلك الجرائم الإرهابية، والتي لا تبتعد أيادي إيران عنها، ولفتوا أن التهاون بشأن هذه الحوادث، قد يكلف العراق الكثير فالقبضة الأمنية والسياسية المهترئة ستدخل العراق في دوامات كبيرة.
كما طالبوا بمعرفة الأماكن والمواقع التي ينشط فيها، إضافة الى السجون التي فتحت وهرب منها بعض قادة داعش الكبار، وقالوا إن الحوادث الأخيرة بخصوص داعش الارهابي وهروب كبار عناصره تثير الريبة والشك.
من جانبه قال الخبير في الشأن العراقي، الدكتور عصام المشلاحي، في تصريحات خاصة لـ"المشهد العربي"، إن التغلغل الإيراني في العراق جزء من مشروع إقليمي كبير، تهدف من خلاله طهران إلى تقوية شوكتها وزيادة تأثيرها في كل من سوريا ولبنان واليمن وأفغانستان، مؤكداً أن تواجد داعش يصب في مصلحة المخطط الإيراني بامتياز.
وأضاف "المشلاحي"، أن إيران تنوع من تأثيراتها ومساحات نفوذها داخل العراق، بين الشؤون العسكرية والسياسة والاقتصاد والثقافة، فبخلاف تشكيل ميليشيات وتدريب مسلحيها على الأراضي العراقية مثل مليشيا الحشد الشعبي التي يتولى فيلق القدس الإرهابي بقيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، تقود شركات إيرانية مشروعات مدنية بحتة في عدد من مدن العراق، منها على سبيل المثال تولي رفع وفرز النفايات في النجف، بقرار من مجلس المدينة.
وتابع: "وسياسيا، لإيران العديد من الحلفاء داخل البرلمان العراقي بإمكانهم المساهمة في تمرير مصالحها، كما أن تأثيرها في اختيار وزير الداخلية يكفل لها السيطرة على الوزارة بكافة أفرعها".
وأشار الخبير في الشأن العراقي، إلى أن إيران تضمن نفوذا قويا في المنطقة، عن طريق تقوية شوكة حلفائها حتى البحر المتوسط، من العراق حتى سوريا مرورا بلبنان.
وعلى صعيد متصل، كشف مراقبون أن هناك تقارير أمنية عليا، تفضح دور إيران في إعادة بعث داعش الإرهابي للحياة مرة ثانية. واستخدامه كمخلب قط للتخريب في العراق وحرق مقدرات البلد وإثارة جو من الاضطرابات.
وكانت قد تضاربت المعلومات التي أوردتها الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان، بشأن هروب قادة من تنظيم داعش الإرهابي من سجن اتحادي في السليمانية .
ونفت وزارة العدل العراقية، وقوع عملية هروب نزلاء من سجن سوسة، وقالت في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك": إن الإجراءات الأمنية تشهد أعلى مستويات الضبط وبإشراف مشترك من القوات الأمنية المسؤولة على حماية أسوار السجن الخارجية"، ودعت الوزارة "وسائل الإعلام لتوخي المصداقية في نقل المعلومة، خاصة تلك المتعلقة بملف السجون كونها تضر بأمن البلد بشكل عام"، داعية إلى "اعتماد الأخبار من مصدرها الرسمي في الوزارة للابتعاد عن المعلومات الكاذبة.

هروب الدواعش
في المقابل، قال مصدر أمني في إقليم كردستان، إن 21 قياديا من تنظيم داعش هربوا من السجن الاتحادي، وألقي القبض على 6 منهم في مدينة السليمانية، وعلى 10 آخرين في ناحية بازيان، فيما لا يزال 5 آخرين هاربين، ويعتقد أنهم في منطقة ديليزه، مؤكدا أن القوات الأمنية تجري عمليات تمشيط بحثا عنهم.
ويقع سجن سوسة، بمنطقة جمجمال بالسليمانية في إقليم كردستان، وعلى بعد 60 كليومترا غربي محافظة السليمانية. ويضم السجن عددا من السجناء المدانين بقضايا إرهابية وجنائية، وغالبيتهم من قادة داعش، حيث يقضي البعض منهم عقوبات تصل إلى 20 عاما.
في نفس الوقت، كان العراق قد أحيا الذكرى الأولى لاستعادة المدن من تنظيم داعش الإرهابى، مع تعهد رئيس الوزراء عادل عبد المهدى بإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى مناطقهم.
 وأعلن عبد المهدي فى ديسمبر 2017، دحر الجهاديين بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك الدامية.
وقال رئيس الوزراء، فى كلمة لهذه المناسبة اليوم إن العراق سجل "أكبر نصر على قوى الشر والإرهاب، وانتصرنا بشرف عظيم". وتعهد عبد المهدى بالعمل على "عودة النازحين وإعمار مدنهم"، إضافة إلى تقديم "الخدمات وفرص العمل للمحافظات التى أسهمت بتحقيق النصر".
وأكد عبد المهدى على أن "النصر النهائى الذى نصبو إليه هو تحقيق الرفاه لشعبنا والقضاء على الفساد. ما لم ننتصر على الفساد، سيبقى نصرنا منقوصا"، مشدداً على أن العراق "لن يكون مقرا أو ممرا للإرهاب ومصدرا للاعتداء على دول أخرى".
وقال مراقبون، أن إيران تكره هذا النصر وتكره الاستقرار في العراق، وتعتبر أن العراق المستقر لا يناسب هواها. ولا يتماشى مع مصالحها. لكن الفوضى تخدمها وتجعل كل قادة العراق السياسيين تحت رحمتها.
وحذر مراقبون، من تزايد الهيمنة الإيرانية على العراق، وقالوا إن الهيمنة الإيرانية بدأت تأخذ أشكالاً مرعبة، فهناك فرض علني لسياسات إيران على العراقيين وزيارة قاسم سليماني الأخيرة فضحت هذا الأسلوب تمامًا. وهناك فرق إيرانية للاغتيالات بدأت تمرح في الشارع العراق ونفذت قبل ساعات اغتيالا بحق قيادي بارز في سرايا السلام التابعة للصدر.
 كما انها تقوم بتصفية النشطاء والسياسيين في البصرة وغيرها.
وقال المراقبون، أنه اذا لم تكن هناك وقفة سياسية حقيقية ضد إيران فإن بغداد على أبواب الفوضى والدمار الشامل.
وكان قد انتفض التيار المدني، ودعا إلى تظاهرات حاشدة في بغداد، في وجه الهيمنة الإيرانية على جميع مفاصل الحياة في البلاد. وتأتي الدعوة إلى التحرك، احتجاجاً على ما يعتبره التيار محاولات لفرض إملاءات إيرانية، تتعلق بالتدخل في فرض شخصيات معينة داخل الحكومة.