هكذا تصنع إيران مليشياتها من أطفال سوريا واليمن 

الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 22:37:59
هكذا تصنع إيران مليشياتها من أطفال سوريا واليمن 

كشفت معلومات حديثة، عن تورط الحرس الثوري الإيراني، في إقامة 6 معسكرات لتجنيد الأطفال في سوريا، وإخضاعهم لدروس عقائدية وتحريضية وتدريبات عسكرية وإعدادهم لخوض المعارك في سوريا واليمن ومناطق أخرى يخطط ملالي إيران للتدخل فيها مستقبلًا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الدور الإيراني ليس حديث العهد في المنطقة، إنما زاد من توسعه خلال السنوات الأخيرة من دون ضوابط، إذ لم يكن هذا الدور بالمحبذ لدى الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، إلا أن التغاضي الدولي ظهر جلياً عن هذا التدخل، إلى أن تعدى الأمر الشؤون العسكرية، بل زاد الإيرانيون من تصعيد تدخلهم المعنوي والأيديولوجي في الداخل السوري عموماً، وفي البنية الفكرية للمجتمع السوري والمجتمعات التي دخلتها في المنطقة العربية.
وأوضح أن النظام السوري أفسح المجال للتغلغل الإيراني، فالاستجداء العسكري من النظام للإيرانيين، كان ثمنه صبغة جديدة يحاول الجانب الإيراني صبغ السوريين بها، وآخرها ما يجري اليوم في مدينة الميادين السورية غربي نهر الفرات بالريف الشرقي لدير الزور من طقوس مذهبية.
من جانبه قال الدكتور عبد النبي طلبة الخبير في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي" إن التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان تؤكد أن إيران على رأس الدول المنتهكة لحقوق الأطفال بالعالم، وهو ما يضعها بشكل شبه دائم بالقائمة السوداء التي تصدرها الأمم المتحدة لمرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال "قائمة العار".
وأضاف "طلبة" أن النظام الإيراني يمارس مختلف أنواع الانتهاكات الجسيمة والجرائم ضد الإنسانية بحق الأطفال، سواء في إيران تحديداً، مؤكداً أنه على الرغم من جسامة هذا الانتهاك لحقوق الإنسان الذي يعتبر جريمة حرب، فإن النظام الإيراني يمارس هذا النوع من الانتهاكات بحق الأطفال في إيران، وبالعديد من الدول التي تمتلك نفوذاً أو سيطرة بها كما هو الحال في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
وأكمل أن هناك تقارير أصدرتها منظمات حقوق الإنسان، تشير إلى امتلاك إيران لعشرين مؤسسة معنية بتجنيد الأطفال داخل إيران و6 معسكرات لتجنيد الأطفال في سوريا، إضافة إلى عدد واسع منها في كل من العراق واليمن ولبنان، تقوم بتدريب ما يقارب الثلاثين ألف طفل يزج بها في الحروب والصراعات المسلحة دون أن تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر عاماً.
وتابع إنه، بحسب ما رصده الاتحاد العربي لحقوق الإنسان، فإن الأطفال الأفغان من أبناء المهاجرين في إيران هم الأكثر استغلالاً في مجال تجنيد الأطفال، وتم تجنيد ما يقارب 1200 طفل لم تتجاوز أعمارهم أربع عشرة سنة والدفع بهم للمشاركة في الحرب بسوريا تحت لواء «فاطميون»، حيث يتعرضون لأسوأ ظروف وأوضاع الحرب ويتعرضون للموت والإصابات.
إن إيران التي عملت بكامل طاقتها وقيادتها لفتح طريق طهران – بيروت، لم تفعل ذلك بيدين طاهرتين، إنما ظهرت يداها مغموسة بدماء أبناء الشعب السوري، فالمحاولة الإيرانية لإثبات نفسها وبخاصة منذ سبتمبر من عام 2015، أمام الجانب الروسي والدول الإقليمية، بأنها القادرة على ضبط الوضع السوري وأن حل القضايا والمسائل والأمور وربطها بيديها، وهذا ما دفع الروس لمحاولة تخفيف هذا الدور بمساعدة تركية خالصة.
وسجل المرصد السوري استشهاد أكثر من 2500 طفل سوري على يد القوات الإيرانية وميليشياتها، من ضمن نحو 21 الف طفل استشهدوا منذ مارس من عام 2011، خلال عمليات قصف واستهداف بالقذائف الصاروخية والمدفعية والرشاشات الثقيلة وفي ظروف مختلفة، كان الفاعل الرئيسي فيها القوات الإيرانية والميليشيات المساندة لها من جنسيات مختلفة.
وكشف أن أكثر من 83% من مجموع 104 آلاف معتقل، جرت تصفيتهم داخل المعتقلات بين مايو 2013 وأكتوبر 2015، وهي الفترة التي كانت تشرف فيها القوات الإيرانية العسكرية والأمنية على السجون والمعتقلات في سوريا.
وأكد مدير المرصد أن ردة الفعل العربية، أقل مما يمكن به مواجهة محاولة زرع التطرف الجديد، عبر تشكيل ميليشيات فكرية ومذهبية وعسكرية على أساس عقائدي يكون فيه الولاء لإيران التي تدفع بها أطماع تاريخية إلى الانتقام من حاضر المنطقة العربية وتشويهها أمام المجتمع الدولي، والظهور بمظهر الحل الوسط بين الانحلال والتطرف، وهذا الأخير هو ما تسعى إليه إيران اليوم من خلال قلب الطاولة على الاتفاقات الدولية والإقليمية في الداخل السوري، متذرّعة بذرائع باتت واضحة، ويجب على الدول العربية التي أناطت نفسها بهذا الدور، تشكيل لجان مشتركة تهدف إلى محاولة محاربة التطرف بشكل جاد، عبر برامج توعية بمخاطر التطرف أولاً ومخاطر الدور الإيراني.
وأجمع حقوقيون ومختصون على أن الهدف الظاهر للكثيرين أن تجنيد الأطفال من قِبل إيران وبعض الجهات الإرهابية هدفه توفير الجنود للمساندة في أعمال القتال، ولكنّ السبب الأقوى هو أن هؤلاء الصبية هم الأقل كلفة والأكثر طاعة لتحقيق أجندة مستقبلية تسيطر بها إيران على المستقبل العربي ممثّلاً بالشباب، كما يؤكدون أن إيران والميليشيات الموالية لها تعتمد استراتيجية أبعد بكثير، تسعى من خلالها إلى السيطرة على العقول قبل الأبدان والولاء الفكري والعقائدي الأعمى والمطلق لجيل لا يستهان به قد يشكّل نصف المجتمع في مناطق مختلفة من العالم العربي، لإدراكها أن هؤلاء الفتية هم مستقبل تلك الدول، وبالتالي تحقق سيطرتها الطائفية ومطامعها التوسعية، مرتكزةً في ذلك على فتيان هم أدواتها الفاعلة في اختراقها تلك الدول والأساس الذي تنطلق منه.