الأزمة التونسية.. تطورات خطيرة تهدف إلى زعزعة الاستقرار تقرير خاص

الأربعاء 26 ديسمبر 2018 19:24:52
"الأزمة التونسية".. تطورات خطيرة تهدف إلى زعزعة الاستقرار "تقرير خاص"





تشهد الجمهورية التونسية تطورات خطيرة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، عبر فبركة فيديوهات وأخبار تتعلّق بالاحتجاجات التي تشهدها بعض المناطق والمدن التونسية، لسيما بعد انتحار المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي، أضرم النار في نفسه احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية، والتي تسبب في موجة غضب ومواجهات بين المواطنين والشرطة.
وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها، "أنها تنبّه المواطنين إلى أنه يتمّ تداول أخبار عديدة مفبركة، وصور وفيديوهات قديمة ومنشورات زائفة، يتمّ ترويجها على أنها تحرّكات احتجاجية وأعمال شغب في جميع أنحاء الجمهوريّة؛ بغرض التحريض على الفوضى وزعزعة الأمن العام"، حسب قولها.
ودعت وسائل الإعلام إلى التحرّي في صحّة الأخبار المنشورة ونقل المعلومة من مصادرها الرّسميّة، خاصة بعد ليلة متوترة شهدت فيها البلاد احتجاجات متجدّدة تخللتها أعمال عنف وشغب انتهت بتوقيف عدد من المحتجين.
وبحسب وزارة الداخلية التونسية، فقد “عاد الهدوء تدريجيًا اليوم الأربعاء إلى بعض المناطق والبلدات التونسية، بعد أن شهدت أحداث عنف، تمثلت في إحراق العجلات المطاطية وغلق الطرقات والرشق بالحجارة دون تسجيل إصابات”.
وقالت الوزارة إن “الوحدات الأمنية لاتزال متمركزة على عين المكان لمراقبة الأوضاع”. مؤكدة أن شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية، شهد مساء أمس مسيرة سلمية نظمها قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس، تفرق على إثرها المتظاهرون دون تسجيل أحداث شغب.
من جانبها قالت حركة "تونس إلى الأمام"، في بيان أصدرته إن تسارع الأحداث وتزايد التوترات، تؤكد بما لم يعد يدع مجالا للشكّ فشل الخيارات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية المعتمدة من الحكومات المتعاقبة بعد ثورة 17 ديسمبــر 2010.
ودعت إلى “ضرورة تجميع شتات القوى المدنية والدّيمقراطية والإجتماعية، المؤمنين بأهمية استمرار المسار الثّوري والإنتقال الديمقراطي وذلك من أجل ائتلاف يُبنى على برنامج عاجل ومتوسّط المدى هدفه إنقاذ تونس”.
وأضافت أنّ “ما تشهده تونس خلال هذه الفترة من أحداث متعاقبة، على غرار اغتيال الشهيد خالد الغزلاني وقتل رئيس الجالية الإيفوارية وانتحار المصوّر التلفزي إلى جانب الإضرابات المبرمجة في عدّة قطاعات، لها دلالات عميقة وتنبئ بانفجارات محتملة خلال شهر جانفي 2019”.
وقال الخبير السياسي التونسي عبد العزيز بوشلاق، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، إن عدم تجاوز خطاب رئيس الحكومة الأخير، مستوى التوصيف، دون الإشارة إلى حلول تبعث الأمل لدى المواطنين، فضلا عن الإستمرار في انتهاج أسلوب التشتّت بين قوى المعارضة التقدّمية، زاد في تعميق نقمة المواطن على المشهد السياسي بكافة مكوّناته، حكومة ومعارضة.
وأكد بوشلاق، أن الخروج من الأزمة ليست في الإمعان في التّداين ولا في إثقال كاهل المواطن والمؤسّسات بالأداءات المتتالية ولا في الضّغط على نفقات الخدمات الإجتماعية (الصحة، النّقل، التّعليم)، بل في استرجاع أموال الدّولة من المتهرّبين وفي التّضامن بين فئات الشّعب”.
وكانت مواجهات جديدة قد اندلعت أمس الثلاثاء، بين الأمن التونسي ومحتجين شاركوا في جنازة المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي، الذي أحرق نفسه؛ احتجاجًا على سوء وضعه الاجتماعي، في محافظة القصرين.
وبعد انتهاء مراسم الجنازة، طوق المحتجون مقر المحافظة، ورشقوها بالحجارة، قبل أن تتدخل عناصر الأمن؛ في محاولة لتفريق المحتجين باستعمال الغاز المسيل للدموع.
هذا وأحرق المحتجون عجلات مطاطية قرب مقر المحافظة، التي تقوم العناصر الأمنية بحراستها بشكل مشدّد، بعد وصول تعزيزات أمنية مكثفة إليها.
وكان الناطق الرسمي لوزارة الداخلية، سفيان الزعق، قد أكد أن المواجهات التي حصلت بين المحتجين والأمن، مساء الإثنين، أسفرت عن إصابة 6 أمنيين وإيقاف 9 محتجين.
وأفادت مصادر بتجدد الاشتباكات في عدة أحياء بمدينة القصرين، ورشق المحتجون بالحجارة قوات الأمن التي ردت باستعمال الغاز المسيل للدموع.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية في بيان أن قوات الأمن تدخلت “لإعادة الأوضاع إلى نصابها في بعض الأحياء من القصرين وجبنيانة (وسط) وطبربة (غرب)”، وتحدثت عن “أحداث شغب تمثلت في إشعال العجلات وغلق الطرقات والرشق بالحجارة دون تسجيل إصابات”.
وقال الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن الوطني، وليد حكيمة إن المواجهات أسفرت عن إصابة رجل أمن في جبنيانة، وتوقيف خمسة أشخاص في طبربة.
وتوفي المصور الصحافي عبد الرزاق زُرقي بعد ان أضرم النار في نفسه مساء الاثنين، احتجاجا على البطالة والأوضاع المتردية في منطقة القصرين.
وقال الزرقي في شريط فيديو قبل وفاته “من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق، اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي”.
وأوضحت الداخلية أن الهدوء عاد تدريجيا إلى هذه المناطق التي لا تزال الوحدات الأمنية متمركزة فيها لمراقبة الأوضاع.
وشهدت مدينة القصرين احتجاجات متقطعة ليل الاثنين والثلاثاء واستعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين.
وأعلنت نقابة الصحافيين التونسيين الثلاثاء إضرابا عاما في المؤسسات الإعلامية يوم 14 يناير المقبل، وأوضحت في بيان، أن الإضراب يأتي على خلفية “الوضع المتردي الذي بات عليه الإعلام لا سيما في القطاع الخاص من وضعيات هشة وانعدام الرقابة على المؤسسات التي لا تحترم الحقوق المهنية للصحفيين “.
كما كشفت وزارة الداخلية عن توقيف مشتبه فيه في قضية وفاة المصور الصحافي والتي وصفتها “بالغامضة”.