كيف تحاول إيران إفساد ما تصلحة الإمارات والسعودية بأفغانستان؟ تقرير خاص

الأربعاء 26 ديسمبر 2018 20:14:08
كيف تحاول إيران إفساد ما تصلحة الإمارات والسعودية بأفغانستان؟ "تقرير خاص"





في ظل الدور الإيجابي الذي تلعبه الإمارات والسعودية مع أفغانستان، من أجل إحلال السلام بها، والذي قلص الدور الخبيث الذي تلعبه إيران بها، ما دفعها إلى السعي نحو عقد محادثات مع حركة طالبان الأفغانية، بحسب ما نقلت الأربعاء وكالة “تسنيم” الإيرانية عن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
ونقلت الوكالة القريبة من الحرس الثوري الإيراني عن شمخاني قوله إن “الحكومة الأفغانية تبلّغت بالتواصل والمحادثات التي عُقدت مع طالبان”، وتأكيده أن “هذه العملية ستتواصل”.
وهذا التصريح الرسمي النادر من نوعه، يأتي بعيد محادثات السلام الأفغانية التي أجريت في الإمارات هذا الشهر ووصفتها السعودية بأنها ستسفر “في بداية العام المقبل عن نتائج مثمرة” معززا الآمال بتحقيق تقدم ينهي الحرب الدائرة منذ 17 عاما.
وشارك مسؤولون من السعودية والإمارات في اجتماع أبوظبي وهو الثالث على أقل تقدير بين خليل زاد وممثلي طالبان منذ اختارته واشنطن في سبتمبر أيلول للإشراف على جهود السلام.
ويبدو أن دور السعودية والإمارات المتنامي في هذا الملف يقوض جهود إيران لبسط نفوذها في أفغانستان.
فبينما يكثر الحديث عن نفوذ إيران في العراق وسوريا ولبنان، قلما يُذكر، دور طهران المتنامي في أفغانستان.
وفي تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، قال الدكتور جمال لطفي الخبير في الشأن الإيراني، إن إيران أكثر دولة أضرت بأفغانستان وشعبها وهي التي تتلاعب بأمن أفغانستان، مشيراً إلى أن الحل يجب أن يكون أفغانياً، والانتخابات هي المَخرج من الأزمة.
وأضاف "لطفي"، أن إيران كان لها الدور الأكثر سلبية في أفغانستان منذ زمن، فهي توظّف أموالها لاستمرار الحرب في أفغانستان ومنع استقرارها، مؤكداً أنه لو بقي الاهتمام العربي بأفغانستان كما كان سابقاً لما تمكنت إيران من التوغل بها والتدخل في سوريا والعراق واليمن، مشدداً على أن التصدي للدور الإيراني ووقف زحفه يبدأ من أفغانستان.
وتابع: أن أميركا في البداية حاولت الاستئثار بأفغانستان لكنها لم تستطع ففتحت الباب لكلٍّ من روسيا وإيران للمساعدة في حل الصراع، بعد فشلها في تحقيق أهدافها في أفغانستان، وبالتالي فإن إيران هي التي استفادت أكثر من أي دولة أخرى، وللأسف انحسر دور الدول العربية في أفغانستان، وهذا كان لصالح الدور الإيراني. 
وألمح إلى أن إيران استفادت من الحرب في أفغانستان أكثر من أي دولة أخرى، واستغلت غياب الدول العربية التي كانت خلال الأعوام الثلاثين الماضية تكتفي بدعم الحكومات الموجودة في كابل في حين أن الأخيرة كانت أكثر ولاءً وقرباً لإيران. 
وأصبحت خلال هذه الفترة هناك قاعدة للحرس الثوري الإيراني داخل القصر الجمهوري في كابل، وأصبح هناك دور للحكومة الإيرانية في تشكيل الحكومة الأفغانية والقوات الحكومية الأفغانية.
وتقوم إيران بمناورة جريئة لتشكيل أفغانستان لصالحها، على مدى السنوات الماضية، حين قامت الولايات المتحدة بالتخلص من حكومة طالبان في أفغانستان.
وكما حدث في العراق، تستخدم إيران ذلك لصالحها، وتعمل بهدوء وبلا توقف لنشر نفوذها.
ففي العراق، استغلت إيران الحرب الأهلية الفوضوية والانسحاب الأمريكي لإنشاء دولة افتراضية تابعة، وفي أفغانستان، تهدف إيران إلى التأكد من مغادرة القوات الأجنبية وأن أي حكومة تسود لن تهدد مصالحها، وتكون في أحسن الأحوال صديقة لها ومتحالفة معها.
وقال الأفغان :”إن إحدى الطرق للقيام بذلك هي أن تساعد إيران عدوتها في الماضي طالبان، وبذلك تضمن وجود وكيل مخلص لها، وكذلك تحافظ على زعزعة البلد دون أن ينقلب ذلك عليها”.

كيف يستخدم المخطط الإيراني حركة طالبان ؟
أولاً: تخريب موارد الدولة الأفغانية
استخدمت إيران طالبان في إصابة الدولة الأفغانية بالشلل، وذلك من خلال ضرب مشاريع الطاقة والمياه في الداخل، وتقويض مشاريع التنمية.

ثانياً: الدعم العسكري
يزود الاحتلال الإيراني حركة طالبان بالأسلحة والذخيرة، ينعكس ذلك على ارتفاع حدة الاعتداءات الإرهابية لطالبان، وتشمل تلك الأسلحة التي تنقلها إيران لحركة طالبان، ألغامًا أرضية وبنادق وقنابل صاروخية وقذائف هاون، كما تلقت الحركة طيارات بدون طيار (يرّجح أنها على الأغلب من إيران)، لمساعدتها في عملياتها الانتحارية، ويأتي ذلك بمساعدة روسيا.

ثالثاً: الجاسوسية
تقوم إيران بتكوين شبكة جواسيس سرية، حيث يسلل اتباعه إلى صفوف الشرطة والإدارات الحكومية، إضافة إلى وجود مستشارين عسكريين إيرانيين وروس داخل أفغانستان إلى جانب "طالبان"، بهدف خلق جارة ضعيفة غير مستقرة.

دور الحرس الثوري الإرهابي
ويقوم الحرس الثوري بالمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب حركة طالبان بأفغانستان، ويدلل على ذلك، مقتل عدد من عناصر الحرس الإرهابي في الداخل الأفغاني، إضافة إلى تجنيد مهاجرين أو لاجئين أفغان سنة في إيران وإعادة توجيههم للقتال في صفوف طالبان،
كما أن النظام الصفوي سمح بافتتاح مكتب لطالبان في مدينة مشهد الإيرانية، فيما تقيم عائلات كبار قادة طالبان في المدن الإيرانية، وهي يزد وكرمان ومشهد، كما يتم نقل جثامين قتلى قيادات الحركة إلى عائلاتهم داخل إيران.