قطر ومليشيات الحوثي.. أشقاء في الانقلابات تحت رعاية الجزيرة

السبت 29 ديسمبر 2018 19:58:19
قطر ومليشيات الحوثي.. أشقاء في الانقلابات تحت رعاية الجزيرة


رأي المشهد العربي

"ما خفي أعظم" فليم وثائقي بثته قناة الجزيرة القطرية، لشرعنة الانقلابات لخدمة مليشيات الحوثي التي انقلبت على الحكم في اليمن عام 2014 باجتياحها العاصمة صنعاء وسيطرتها على المؤسسات العامة في الدولة.

ليس غريبا على قطر بأن تشرعن الانقلابات العسكرية وأن تصف ما حدث من انقلاب حوثي في اليمن بأنه إعادة للشرعية، وذلك للتغطية على الانقلاب الذي قام به أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني على والده عام 1995م .

الجزيرة أثبتت بدون أن تقصد عدم قانونية نظام حمد الحالي باعتباره نظام انقلابي شأنها شأن الحوثيين، وإن التحالف العربي بصيغته الحالية عبر الدول نفسها حاولت إعادة الشرعية إلى قطر كما تفعل في اليمن حاليا وبالآلية ذاتها تقريبا.

قناة الجزيرة لعبت دورا مشبوها فى أحداث الربيع العربى التى عصفت بمصر وتونس وليبيا وسوريا، وبثت القناة القطرية التى يدعمها النظام الحاكم عدد كبير من الشائعات والفتن بهدف خلق حالة من عدم الثقة بين الشارع العربى وحكامه، وروجت عدد من الشائعات حول المؤسسات العسكرية فى تلك الدول سعيا منها لضرب الثقة بين الشعوب العربية وجيوشها تمهيدا للنيل من قادة ورموز تلك المؤسسات لإسقاطها.

إمارة قطر معروفة بالانقلابات العسكرية فمعظم من وصلوا للحكم جاءوا عن طريق الانقلاب فلم يكن وصول الأمير السابق حمد بن خليفة إلى الحكم عبر انقلاب على والده خليفة مفاجأة، فمعظم من سبقوه وصلوا عبر الطريق نفسه.

هناك سلسلة انقلابات قام بها الحكام فى قطر منذ إعلانها دولة فى عام 1971 وتولى الحكم حينها لمدة عام أحمد بن على آل ثانى، قبل أن ينقلب خليفة بن حمد أل ثانى على مؤسس الدولة فى عام 1972، زاعما تورط أطراف - لم يسمها – فى التخطيط لانقلاب بالدوحة عام 1996م، ومثلما فعل حمد مع والده، دارت الدائرة عليه، حيث لم يكن يعلم أن زواجه من موزة آل مسند، التى تزوجها ليضمن ولاء آل مسند له لكونها ابنة خصمه التي ستدق المسمار الأخير فى نعش منافسه.

آخر لقطة للشيخ خليفة بصفته حاكماً لـ قطر في المطار، وهو يودع مسؤولين قطريين متجهاً لقضاء عطلة في سويسرا.

وبدا وداع الشيخ خليفة بن حمد في مطار الدوحة عادياً جداً وفي الصور ظهر توديع ابنه وولي عهده حمد عادياً أيضاً.

وحال مغادرة الشيخ خليفة للدوحة شرع حمد في مخططه فوراً فأمر القوات بالسيطرة على القصر الأميري والمطار وأظهر الوثائقي لقطات للدبابات في شوارع الدوحة.

بعدها اتصل الشيخ حمد بوالده ليخبره بأن الأمور انتهت فأغلق والده الخط في وجهه.

واستنكر الكثير من القطريين ما حدث ووصفوه بـ«الخيانة» ودوّن بعضهم شعارات داعمة للشيخ خليفة بن حمد آل ثاني على الجدران في الوقت الذي اعتقل فيه قائد الانقلاب الأمير حمد العشرات من أنصار والده الذين هبوا دفاعاً عنه بشعارات «خليفة أميرنا إلى الأبد».

«هذا تصرف غريب من شخص جاهل».. هكذا علّق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني على انقلاب نجله عليه وراح يحاول استرجاع حكمه عقب الانقلاب من خلال عدد من التحركات.

وفي عام 1996، اتهم حمد عدداً من أنصار والده بمحاولة تدبير محاولة انقلابية جديدة من أجل استعادة الحكم، واتخذ إجراءات تعسفية غير مسبوقة ضدهم، وألقى القبض على العشرات ولاحق كل معارض ومنشق في الداخل، ودفعت قبيلة آل مرة خاصةً إلى جانب عشرات العسكريين والضباط من الجيش والحرس الأميري فاتورة ثقيلة للانقلاب ومحاولة إعادة الشرعية طوعاً أو قسراً.

وصدرت أحكام مشددة بحقهم وصلت حتى نزع الجنسية والحرمان من كل الخدمات كالعلاج والتعليم ونزعت جنسية فخيذة آل غفران أحد فروع قبيلة آل مرة.

وبرغم ظهور قناة الجزيرة في 1996، فإنها لم تنتبه في 1997 إلى المحاكمات الخاطفة التي تعرض لها عشرات القطريين المتهمين بتأييد مشروع الانقلاب على الأمير حمد بن خليفة، والتي طالت أكثر من 120 من الضباط والعسكريين في سلكي الجيش والحرس الأميري وحتى بعض أفراد العائلة الحاكمة المناهضين للانقلاب، وعشرات المواطنين، خاصةً المنتمين منهم إلى آل مرة، أو آل غفران.

لم يكتف الابن المنقلب بهذا القدر بل حُرِّكَت دعاوى ضد والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وعدد من المسؤولين في عهده من أجل استرداد مليارات الدولارات منهم، وتم وقف تلك الدعاوى بعد ذلك ضمن إجراءات المصالحة بين الشيخين.

ودخلت موزة إلى الأسرة الحاكمة كزوجة رابعة لحمد الذى ارتبط ببنات عمومته لكى تطيح به من الحكم ولكن ليس من أجل أحد من أسرتها المعروفة بعلاقاتها الواسعة بإيران، وإنما من أجل ابنها تميم بن حمد الأمير الصغير الذى ساندته للانقلاب على والده فى 25 يونيو من عام 2013 حيث ظهر حمد وهو منحنيا شاحب الوجه ليعلن تخليه عن الحكم لابنه تميم.

وعلى الرغم من أن حمد عين ابنه البكر من موزة "جاسم بن حمد" وليا للعهد فى أكتوبر من عام 1996 لكن لأسباب غير معلومة تنازل عن الحكم فى 2003 لأخيه "تميم"، الذى وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، والدفاع والتسليح.

وشرح المتحدث الرسمي للمعارضة القطرية خالد هيل أن الاعتقاد السائد بأن الشعب القطري فرح جداً بوصول الشيخ حمد للسلطة خاطئ.

وأوضح أن 90% من الناس الذين عاصروا تلك الفترة يؤكدون أن المبايعة تمت من دون علمهم حيث أقفلت السلطات طرقات الدوحة،

وحوّلت سير الناس إلى الديوان الأميري حيث دخل الناس غير مدركين لما يحصل فوجدوا أنفسهم يبايعون الشيخ حمد.

وبحسب هيل يمكن عند مراقبة الفيديوهات والصور بدقة التثبت من أن الناس بالفعل لم يكونوا يدركون ما الذي يحصل، وكان القطريون مجبرون على المبايعة لأن سلطات الدولة كانت بيد الشيخ حمد.