المستفيدون والمتورطون في هجوم العند.. من ساعد الحوثيين؟

الجمعة 11 يناير 2019 20:03:00
المستفيدون والمتورطون في هجوم العند.. من ساعد الحوثيين؟

رأي المشهد العربي

الاستهداف الإرهابي من قِبل المليشيات الحوثية الانقلابية لقاعدة العند الجوية في محافظة لحج أثناء تدشين العام التدريبي يؤكد نية الحوثي في عدم الرغبة في الانصياع إلى وتطبيق بنود اتفاق السويد، كما يكشف سير المتمردين الحوثيين قدمًا بالأجندة الإيرانية الرافضة لإعادة الاستقرار في البلاد.
وفي الوقت الذي يُشَكِّل فيه الهجوم الغادر على العرض العسكري للجيش دليلًا على أن المليشيات المدعومة إيرانيًّا لا تريد إلا إحباط مشاورات السويد، تتكشف أيضًا البصمات الإيرانية التي تدعم المليشيات بالأسلحة والصواريخ والطائرات بدون طيار، من أجل انتهاك الاتفاق القاضي بانسحابهم من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، بجانب تورُّط قيادات في الأمر، من خلال مساعدة المليشيات في المرور من فوق معسكرات تعز المكتظة بحزب الإصلاح الإخواني.

إيران ودعم الإرهاب
تقارير عدة أبرزها ما أصدرته الأمم المتحدة تكشف عن تزويد إيران للمتمردين الحوثيين بصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، لديها خصائص مماثلة للأسلحة المُصَنَّعة في إيران، تم إرسالها من طهران إلى اليمن منذ فرض الحظر على الأسلحة في عام 2015 وحتى الآن.
وجاء في التقرير الذي قدمته لجنة الخبراء لمجلس الأمن في 125 صفحة أن أسلحة استخدمها الحوثيون وتم تحليلها في الآونة الأخيرة بما في ذلك صواريخ وطائرات بدون طيار تظهر خصائص مماثلة لأنظمة أسلحة معروف أنها تصنع في إيران.
وخلال جولاته في السعودية، تمكن فريق الخبراء من فحص حطام 10 صواريخ، وعُثِر على كتابات تشير إلى أصلها الإيراني، بحسب ما جاء في التقرير الذي يغطي الفترة الممتدة من يناير إلى يوليو 2018.
وأضاف التقرير: "يبدو أنه رغم الحظر المفروض على الأسلحة، لا يزال الحوثيون يحصلون على صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار من أجل تكثيف حملتهم ضد أهداف في السعودية".
وبحسب لجنة الخبراء، من المحتمل أن تكون الصواريخ صُنعت خارج اليمن، وشُحنت أجزاؤها إلى الداخل اليمني حيث أعاد الحوثيون تجميعها.
وفي رسالة وجهتها إلى الخبراء، قالت إيران إن هذه الصواريخ عبارة عن نسخة مطورة محليًّا من صواريخ «سكود»، وإنها كانت جزءًا من الترسانة اليمنية قبل اندلاع النزاع في اليمن.
وتسعى لجنة الخبراء أيضًا إلى تأكيد معلومات مفادها أن الحوثيين يستفيدون من مساعدة مادية شهرية من إيران على شكل وقود، في وقت تؤكد طهران أنها لا تدعم المتمردين ماليًّا.

دلالات الهجوم
واعتبر مراقبون أن استهداف مليشيات الحوثي للعرض العسكري يُشَكِّل إنهاءً للمسار السياسي، ويؤكد ضرورة الحسم العسكري ضد المليشيات، مضيفين أن الهجوم كشف عن استفادة الحوثيين من ترتيب أوراقهم بعد الهدنة في الحديدة واتفاق السويد.
وقد قُتِل 6 من أفراد الجيش، وأُصِيب 31 مجندًا بينهم 6 قيادات عسكرية، جرّاء استهداف مليشيات الحوثي عرضًا عسكريًّا في قاعدة العند العسكرية شمال محافظة لحج بطائرة بدون طيار «درون».
ورأى فريق من المراقبين أن الحوثي استهدف من وراء عملية الهجوم على قاعدة العند الحصول على العديد من المكاسب، في مقدمتها انتصار إعلامي كبير باستهداف قاعدة الجيش، وهو انتصار يساعده في إعادة شحن معنويات مقاتليه عقب خسائرهم في عدة جبهات، والهدف الثاني هو إرباك قادة الشرعية، وإرسال رسالة إلى المقاتلين في صفوفهم أنهم يقاتلون بالجانب الخطأ في محاولة لهزيمتهم نفسيًّا.
وأكد المراقبون أن مليشيات الحوثي تهدف أيضًا من وراء العملية التأكيد على أنها موجودة ومخترقة للجيش، بما يعني أنها مخترقة أيضًا للشرعية، بالإضافة إلى انتهاء المسار السياسي والعودة إلى مسار الحسم العسكري من أجل إنهاء حكم المليشيات الكهنوتية.
من جانبه، قال ‏عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة إن «حادث العند الإرهابي دليل واضح على أن الجنوب المحرر منذ حرب 2015 أضحى مخترقًا من قِبَل أطراف محسوبة على الشرعية مكنتهم من ذلك».
وأضاف شطارة، في تغريدة على موقع التدوينات المصغرة «تويتر»: «الشرعية ابتزت التحالف وتريد إعادة من أخرجهم الجنوبيون من الباب لتعيدهم من النافذة.. باختصار الجنوب مخترق، ولابد من صحوة حقيقية قبل فوات الأوان».

قاصف K2
على مسافة 50 مترًا تقريبًا من المنصة الرئيسية لعرض عسكري، انفجرت طائرة مسيّرة تابعة لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًّا، ما أسفر عن مقتل 6 من المرافقين للقيادات العسكرية بالمنصة.
الطائرة التي مرّت بسرعة كبيرة فوق منصة الضباط إيرانية الصنع، فضلًا عن أنها كانت تحمل كمية كبيرة من المتفجرات، بحسب تصريحات مصدر عسكري لفضائية «سكاي نيوز».
وكشف المصدر عن أن الطائرة المستخدمة من قِبل مليشيات الحوثي الانقلابية التي استهدفت قاعدة العند الجوية في لحج من طراز «قاصف 2k»، إذ تنفجر الطائرة من أعلى إلى أسفل بشكل «متشظي»، إضافة إلى قدرتها العالية على حمل كمية كبيرة من المواد المتفجرة.