عمليات التحالف الاستخباراتية تقصم ظهر الحوثي في صنعاء

الثلاثاء 22 يناير 2019 20:00:17
عمليات التحالف الاستخباراتية تقصم ظهر الحوثي في صنعاء
رأي المشهد العربي

يلعب التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات دورًا استخباراتيًا ناجحًا في العمليات العسكرية التي تجرى في اليمن، حيث أسفر هذا الدور عن تحقيق مكاسب عسكرية عديدة متمثلة في حصد عدد من رؤوس قادة مليشيات الحوثي في صنعاء وغيرها من المحافظات، وكذلك تدمير معاقل وحصون المليشيات.
ولعل من أبرز العمليات الاستخباراتية التي نفذها التحالف خلال الأيام الماضية هي مقتل قائد القوات الجوية السابق المعين من قِبل مليشيات الحوثي والمطلوب رقم 19 للتحالف العربي اللواء إبراهيم علي الشامي.
وصلت جثة الشامي، وهو المسؤول الأول في مليشيات الحوثي عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، إلى أحد مستشفيات صنعاء، وسط تكتم شديد من قِبل الحوثيين على خبر مقتله.
وذكرت مصادر مطلعة أن اللواء الشامي الذي أُقيل من منصبه قبل أشهر قليلة بقرار غير معلن ضمن صراعات النفوذ بين أجنحة مليشيات الحوثي- كان خاضعًا للإقامة الجبرية بأوامر مباشرة من زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، دون معرفة الأسباب.
وأدرج التحالف العربي الشامي ضمن قائمة 40 إرهابيًا حوثيًا مطلوبًا، واحتل الرقم 19، وتم رصد 10 ملايين دولار لمن يدلي بأية معلومات عنه.
وتواصلت العمليات الاستخباراتية للتحالف في تنفيذ قيادة القوات المشتركة للتحالف مؤخرًا عملية عسكرية نوعية لتدمير أهداف عسكرية مشروعة لقدرات الطائرات المسيرة التابعة للمليشيات في سبعة مرافق عسكرية مساندة تقع في أماكن متفرقة بصنعاء.
وأوضح المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي أن عملية الاستهداف جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة ومستمرة منذ وقت طويل، شملت رصد ومراقبة نشاطات المليشيات الحوثية وتحركات عناصرها الإرهابية؛ لمعرفة وربط مكونات النظام وبنيته التحتية عملياتيًا ولوجستيًا، وكذلك منظومة الاتصالات وأماكن تواجد الخبراء الأجانب.
وأوضح المالكي أن الأهداف المدمرة شملت: أماكن التخزين للطائرات المسيرة، وورش التصنيع وقطع الغيار، وورش التركيب والتفخيخ، وأماكن الفحص وتجهيز منصات عربات الإطلاق، وكذلك مرافق التدريب لتنفيذ العمليات الإرهابية.
وأكد أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وأن قيادة القوات المشتركة للتحالف اتخذت كل الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة لحماية المدنيين وتجنيبهم الأضرار الجانبية.
كما أكد المالكي التزام قيادة القوات المشتركة للتحالف بتطبيق القانون الدولي الإنساني في كل العمليات العسكرية، واستمرار التزام التحالف بمنع وصول واستخدام المليشيات الحوثية وكذلك التنظيمات الإرهابية لمثل هذه القدرات النوعية التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وكشف المتحدث باسم قوات التحالف عن أن هدف العمليات النوعية المتتالية هو التدمير الكلي للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لدى مليشيات الحوثي الإرهابية.
ولفت المتحدث إلى أن العملية العسكرية النوعية في صنعاء استهدفت سبعة مواقع يستخدمها الحوثيون لتصنيع الطائرات المسيرة.
ودكت مقاتلات التحالف أهدافًا حوثية عالية القيمة، منها غرفة عمليات للطائرات المسيرة بقاعدة الديلمي الجوية، ومعسكرات التدريب في الفرقة الأولى مدرع، ومعسكرا "الحفاء" و"النهدين"، ومواقع عسكرية مهمة في ضواحي صنعاء يُعتقد أنها تضم خبراء أجانب من مليشيات حزب الله الإرهابي والحرس الثوري الإيراني.
وأثارت العمليات الجوية على مواقع عسكرية حساسة لمليشيات الحوثي في صنعاء أصداءً واسعة.
ورأى مراقبون أن العملية النوعية حققت نجاحًا كبيرًا بفعل جهد منظم من الرصد الاستخباراتي والمعلوماتي على الأرض.
واعتبر المراقبون هذه الضربة بمثابة خطوة مهمة في سبيل خلخلة ترسانة سلاح المليشيات التي شكلت الأسلحة الإيرانية المهربة جزءًا مهمًا فيها، مشيرين إلى أن صراخ قيادات الصف الأول للحوثيين ارتفع عقب عملية التحالف في صنعاء، وهو أثر رجعي لضربة قاسية تلقاها صدر الانقلاب.
وقال الخبير العسكري اليمني العميد جميل المعمري إن العملية العسكرية لقوات التحالف العربي -باستهداف مقار مليشيات الحوثي في اليمن- في عملية استخباراتية ناجحة، تمثلت في رصد دقيق لمواقع المليشيات الحوثية وتحركاتها ومواقعها العسكرية التي من خلالها كانت تقوم بعملية تجميع الطائرات المسيرة، كما نجحت العملية الاستباقية لقوات التحالف باستهداف عربات ومنصات الطائرات المسيرة من أماكن تمركزها وإطلاقها على مواقع قوات الجيش.
وأضاف المعمري أن العملية النوعية استطاعت تدمير العديد من مخازن السلاح والصواريخ لمليشيات الحوثي، التي كانت شبه جاهزة للاستخدام أو نقلها إلى مواقع متفرقة ومتقدمة على الحدود، والتي تستهدف المليشيات من خلالها الأراضي السعودية بشكل دائم ومستمر.
وأكد المحلل العسكري محمد العبادي أن العملية العسكرية التي نفذها التحالف هي عملية نوعية، وتأكيد جديد أن هناك جهودًا استخبارية دقيقة تعمل على الأرض بشكل مكثف من قِبل التحالف، ومن الجهة الأخرى هي مؤشر إلى أنّ الحوثي حتى هذه اللحظة ما زال يراوغ، وليس لديه نية حقيقية تجاه السلام، وبالأخص اتفاقية السويد.
وأشار إلى أن أي ضربة للحوثي موجعة بالنسبة إليه، وتشكّل عائقًا وتحجيمًا لقوته ونفوذه، ويُعد وجود مثل هذه الطائرات دليلًا على مدى الدعم الذي تقدّمه طهران للحوثي، فهذه تقنيات متطورة تُستخدم لخيارات متعددة من الاستطلاع إلى تنفيذ الهجمات، ومن المعروف أن الحوثي كان يملك أسلحة غير متطورة لا تصل إلى مثل هذه المراحل.
وشدد العبادي على ضرورة أن يكون هناك موقف جدّي وحاسم تجاه إيران لفرض العقوبات عليها، والحد من قدراتها وتحجيم نفوذها في المنطقة، لافتًا إلى أنها تحاول بكل الوسائل دعم الحوثيين والوصول إليهم ومساندتهم من خلال وسائل القرصنة الموجودة لتنفيذ مشروعها والوصول إلى أهدافها.