بعد سيطرة «الأحمر والعرادة» على مأرب..مخطط لأخونة التعليم في الجنوب

الأربعاء 23 يناير 2019 20:02:20
بعد سيطرة «الأحمر والعرادة» على مأرب..مخطط لأخونة التعليم في الجنوب
رأي المشهد العربي

بعد الفشل الذي لحق بحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن، يحاول الحزب جاهدًا إلى فتح فروع وآفاق جديدة له بحيث يمكن من خلالها التوغل داخل المؤسسات بعد طرده من المحافظات الجنوبيةكافة.
تمكن حزب الإصلاح من السيطرة على مؤسسات بعينها تتمركز غالبيتها في الشمال بعد تسليمه المحافظات لمليشيات الحوثي في صفقة تعد الأقذر في تاريخ اليمن السياسي، ومن خلالها استطاع الإخوان تشكيل دويلتهم الخاصة في محافظة مأرب، في ظل سيطرة المحافظ سلطان العرادة، الذي يعتبر من أبرز المتعاونين مع الجماعة، وقدم للإخوان محافظة مأرب على طبق من ذهب، فمكنهم من قطاعات الصحة والكهرباء والاقتصاد والأمن والجيش وأخيرًا التربية والتعليم.
وأصدر المحافظ مؤخرًا قرارات لإقصاء مديري ومسؤولي التربية والتعليم في المحافظة واستبدالهم بقيادات من حزب الإصلاح، ليس ذلك المهم فالكل يعلم أن الإخوان يسيطرون على القضاء والتعليم والصحة وحتى الجيش في محافظات الشمال، لكن اللافت للنظر هو محاولة الحزب الظهور في مديرية تريم بوادي حضرموت من خلال أهم قطاع في المديرية، حيث أكدت تقارير إعلامية أن تربويين حذروا من تحركات يجريها أعضاء في حزب الإصلاح لتعيين شخصية تابعة لهم على رأس مكتب التربية والتعليم في المديرية.
وكشف التربويون عن أن ذلك الشخص شُوهد أكثر من مرة بمعية أفراد من حزبه في إدارة مكتب التربية والتعليم في الوادي والصحراء بمدينة سيئون، بهدف تزكية قرار تعيينه مديرًا عامًا لمكتب التربية والتعليم في مديرية تريم.
وأكد التربويون أن أي محاولة لإزاحة مدير تربية تريم الحالي السيد علي عمر بن شهاب بتلك الشخصية -التي تحفظوا على ذكر اسمها مكتفيين بأن صاحبها يحمل شهادة الدكتوراه من جمهورية السودان- ستُواجه بحزم واستنفار من قِبل المعلمين في المديرية.
وأوضحوا أن ذلك الشخص -الذي وصفوه بـ"الانتهازي"- سبق وأن أدلى بتصريحات خطيرة ضد المعلمين في تريم، ووصفهم بـ"الحقراء"؛ لرفضهم وعدم قبولهم بالسلوكيات المعادية للحضارة والتعليم.
وتحصل «المشهد العربي» على معلومات تفيد بأن ذلك الشخص كان له دور كبير في زعزعة استقرار التعليم في مدارس المديرية، حيث ترأس أعضاء حزبه ومناصروه حملات لمنع إجراء الامتحانات الشهرية، وعرقلة باقي المعلمين غير المناصرين لهم لعدم تنفيذ تلك الامتحانات في المدارس، الأمر الذي دفع التلاميذ إلى التمرد والخروج في الساحات، في تحدٍ صارخ لقيم وأخلاقيات المهنة والدين.
مأرب كمثال
أكدت مصادر مسؤولة أن محافظ مأرب مكّن الإخوان من السيطرة على جامعة إقليم سبأ والتحكم بها، بالإضافة إلى قرارات السيطرة على التربية والتعليم في عموم المديريات، مقصيًا الكوادر الوطنية في مأرب.
ولم تتوقف «أخونة التعليم» من قِبل حزب الإصلاح، فسيطر الإخوان على مؤسسات الأمن والجيش في المحافظة، حيث شكلت عناصر جيش الإخوان في مأرب من أعضاء الحزب الذين تغلغلوا في الجيش بصورة كبيرة، في مقدمتهم أبناء «الأحمر» أبرز العائلات اليمنية الإخوانية، التي تمتد بعلاقات واسعة مع قطر وتركيا؛ حيث يقيم رجل الأعمال الإخواني اليمني حميد الأحمر بين أنقرة والدوحة، ويشكل داعمًا كبيرًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وتأسيس إمارة للإخوان في إقليم سبأ.
وكشف مراقبون عن نهب حزب الإصلاح إيرادات الدولة من النفط والغاز بما يقدر بأكثر من 540 مليار ريال حصيلة إيرادات النفط والغاز خلال ثلاث سنوات، لاستخدمها في دعم نفوذ الإخوان في اليمن، لافتين إلى أن أموال الدولة في مأرب لا تذهب للحكومة كما يدعي مسؤولو مأرب، أو البنك المركزي اليمني في عدن، بل تذهب إلى دُويلة الإخوان في مأرب، ويتم منها صرف مرتبات العسكريين الموالية للإخوان.
ولم يتوقف مخطط الإخوان عند التعليم والنهب فقط، بل وصل إلى سرقة المساعدات،فقد رصدت تقارير اختفاء 3 مليارات ريال يمني، تم تقديمها من قِبل المملكة العربية السعودية إلى قائد ما تُسمى بالمقاومة الشعبية في تعز حمود سعيد المخلافي، وهو أحد أبرز القيادات العسكرية لمليشيات الإخوان، إلا أن هذا الدعم سقط في النهاية في حوزة جماعة الإخوان في تعز، كما تم رصد اختفاء 400 مليون ريال يمني من مخصصات محافظة تعز، ونهب 200 مليون ريال من رواتب المجندين.
ويسعى حزب التجمع اليمني للإصلاح -الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية- إلى زعزعة أمن واستقرار المحافظات الجنوبية المحررة، بعد اختراقه بعض قطاعات الصحة والكهرباء والاقتصاد والأمن والجيش وأخيرًا التربية والتعليم في محافظات الشمال، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون بمثابة «أخونة التعليم» من أجل تخريج جيل يؤمن بمبادئ وأفكار هذا الحزب الإخواني.