بعد فشلها عسكرياً.. مليشيات الحوثي تمحو الهوية اليمنية

الجمعة 25 يناير 2019 20:07:15
بعد فشلها عسكرياً.. مليشيات الحوثي تمحو الهوية اليمنية
رأي المشهد العربي

 بعد فشلها في العديد من الجبهات العسكرية تحاول ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران محو الهوية اليمنية عن طريق قصف ونهب المعالم التاريخية والمكتبات وسرقة محتوياتها في اليمن.
آخر هذه المحاولات كانت عندما قامت مليشيا الحوثي الانقلابية بنهب الكتب التاريخية والعلمية من مكتبة مدينة زبيد التاريخية الواقعة بالقلعة التاريخية بالمدينة التابعة لمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وتحتوي المكتبة التاريخية كتباً توثق تاريخ هذه المدينة التاريخية التي تشغل موقعاً تاريخياً وأثرياً كبيراً على مستوى الوطن العربي.
وقالت مصادر محلية وقتها إن مليشيا الحوثي لم تكتفي بنهب الكتب التي تحتوي على تاريخ وحضارة المدينة التاريخية، بل قامت بنهب المولد الكهربائي الخاص بالمكتبة.
وفي رد فعل سريع على ما قامت به مليشيات الحوثي أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ما قامت به المليشيات من سرقة مخطوطات وكتب تاريخية وعلمية ونفائس نادرة من مكتبة مدينة زبيد.
وقال المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجري في بيان له "إن المخطوطات والكتب المنهوبة تمثل تراثًا نفيسًا يوثق تاريخ مدينة زبيد التي كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي". 
وأكد أن سرقة هذا التراث تُعتبر عملًا إجراميًا بحق التراث الحضاري اليمني، ومخالفةً خطيرةً للمواثيق والإعلانات الدولية الخاصة بحماية التراث الحضاري والمحافظة عليه. 
ودعا المدير العام للإيسيسكو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى التدخّل لإجبار مليشيات الحوثي على إعادة ما نهبته من مكتبة مدينة زبيد باعتباره جزءًا من التراث الثقافي للإنسانية جمعاء، حيث تجرم اتفاقية لاهاي لعام 1954 الاعتداء على الممتلكات الثقافية في فترات النزاعات المسلحة.
من جانبه أكد الناشط السياسي والأكاديمي الدكتور محمد جميح، أن "سرقة الحوثيين للمخطوطات من مكتبة زبيد التاريخية تعد جزءًا من حملة منظمة لاستهداف الذاكرة".
 وأشار جميح، إلى أن زبيد إحدى أقدم المدن الإسلامية، مشددا على أن "استهداف مكتبتها يشير لجهود الحوثيين الطائفية لمحو الذاكرة".
وشدد على ضرورة أن تقوم منظمتي الإيسسكو واليونسكو بواجبها تجاه هذا الحدث ولم تكتفي بالإدانة فقط.
فيما دعا وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة وفي المقدمة منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة لإدانة إقدام مليشيا الحوثي على نهب مكتبة زبيد التاريخية، والتي وصفها بـ" الفعل الإجرامي"، مطالبا بالضغط على المليشيا الحوثية لإعادة المنهوبات من مكتبة زبيد ووقف كل أشكال الاعتداء على الآثار والمواقع الأثرية والتاريخية التي يعود عمرها لآلاف السنين.
وعبر الإرياني عن إدانته واستنكاره الشديدين لقيام الميليشيات الحوثية بنهب الكتب التاريخية والعلمية والمخطوطات الأثرية وبينها نفائس نادرة من مكتبة زبيد الواقعة بالقلعة التاريخية للمدينة، والتي توثق تاريخ وحضارة المدينة التاريخية التي كانت عاصمة اليمن لثلاثة قرون، وتمثل أحد أهم المواقع التاريخية والأثرية في اليمن.
وأكد الإرياني أن اعتداء المليشيات الحوثية الإيرانية على مكتبة زبيد التاريخية ونهب محتوياتها يأتي في سياق التدمير الممنهج للمواقع الأثرية والتاريخية والموروث الثقافي والحضاري لليمن، ويكشف عن نوازع انتقامية تقف خلفها المليشيا وتطال هوية وتراث وارث وحضارة الشعب اليمني الضاربة في جذور التاريخ.
وتتميز مدينة زبيد بأنها مدينة العلماء حيث يتوافد إليها الطلاب من كافة أنحاء العالم.
ونظراً لمكانتها العالمية فقد أصدرت منظمة اليونسكو عام 1993 قراراً باعتبار المدينة معلماً حضارياً تاريخياً ضمن معالم التراث الإنساني العالمي، وفى مارس من العام 1998 صنفت ضمن المدن التاريخية العالمية.