الأمم المتحدة بين أن ترعى السلام أو أن ترعى الحرب

كل الخوف هو أن يأتي إلى الأمم المتحدة جيل من الخبراء يقلبون المفاهيم بشأن دور الامم المتحدة في فك النزاعات الدولية ومواجهة الحروب ويعملون على تغيير دورها إلى رعاية هذه الحروب بمزيد من الاهتمام بتحسين شروطها فقط لدوافع انسانية . أبرز صور هذا الانقلاب في المفاهيم هو ما شهدته وتشهده الحديدة .

عند النقطة التي كان من المفروض أن تشكل بداية حاسمة لانهاء الحرب يتم تفريغ ديناميات هذه العملية بالحديث بصخب عن الخوف من كارثة انسانية ، وكأن اليمن الان في بهجة لن يهدرها سوى تحرير الحديدة من أيدي الانقلابيين .

لقد كان تحرير الحديدة ، وسيظل، خطوة هامة على طريق إنهاء هذا الحرب ، ذلك أن تمسك الانقلابيين بإغتصاب الدولة وتحويل الوضع الانساني الكارثي إلى وسيلة لحماية مشروعهم المليشاوي هو ما يجب على الأمم المتحدة أن تتفهمه جيداً حتى تعيد تصحيح موقفها من الحرب ومن الحل في اليمن في أن واحد.

الكارثة الحقيقية هي في استمرار الحرب ، وبدون أن يكسر الموقف المتصلب والمتعنت للانقلابيين من استعادة العملية السياسية السلمية فلن يكون بمقدار الأمم المتحدة بأدواتها الحالية أن ترعى عملية للسلام ، وكل ما ستسطيع أن تعمله عوضاً عن ذلك هو رعاية الحرب ، وهنا تكمن المشكلة .