بدمار الحوثي للاقتصاد.. بطل جمهورية في الملاكمة يتحول لصاحب مطعم بمصر (تقرير)

الخميس 7 فبراير 2019 02:33:00
بدمار الحوثي للاقتصاد.. بطل جمهورية في الملاكمة يتحول لصاحب مطعم بمصر (تقرير)


"من بطل ملاكمة بارز إلى صاحب مطعم"... هذا هو حال الملاكم رفعت عبده نصر الذي اضطرته الظروف لترك عدن للبحث عن لقمة العيش في مصر، بعد أن احتكر بطولات الجمهورية لسنوات لا تحصى، ويُشار إليه بالبنان.
ومن المقرر أن يفتتح البطل رفعت عبده نصر غدًا الخميس مطعمًا تحت إشرافه في إحدى مناطق محافظة الجيزة في مصر، بعد أن كان من أبرز الملاكمين الذين شرفوا الوطن خارجيًا سواء مع ناديه شمسان أو مع المنتخب الوطني للملاكمة.
ويُعد نصر واحدًا من الكثيرين الذين اضطرتهم الظروف إلى الهجرة إلى بلدان عدة، إلا أن ارتباطهم بوطنهم يظل حاضرًا في أمور كثيرة، ومنها الطعام.
وقد تدهور الاقتصاد اليمني نتيجة أربع سنوات من الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الانقلابية والتي جعلت اليمن ليس بسعيد ووضعته ضمن الدول الأشد فقرًا على مستوى العالم بسبب النهب الممنهج لخيرات البلد.
وارتفع عدد اليمنيين في مصر من 75 ألفًا في عام 2014 إلى أكثر من 200 ألف شخص حملوا معهم مطاعمهم بمختلف مستوياتها إلى العاصمة المصرية.
ولئن خلفت الحرب التي تشهدها البلاد منذ عام 2014 كارثة إنسانية غير مسبوقة، انتجت أيضًا شتاتًا جديدًا وزع اليمنيين على البلدان، ومع ذلك يبقى الطعام اليمني عابرًا للزمان والمكان.
وعلى عكس حركة المد التي يشهدها الطعام اليمني في المهجر، تعصف بالمطاعم اليمنية في الداخل موجة تهددها بالإفلاس جراء تفشي الفقر وتوقف الرواتب.
ويُعد الإرهاب الحوثي نبتة شيطانية زرع بذورها في أرض اليمن الذي كان قبل الحوثيين مستقرًا، وبعد أربع سنوات عجاف من الحرب، تدهور الاقتصاد، وتلك المدة كانت كفيلة بانهيار الدولة ووضع الاقتصاد ضمن الأكثر احتياجًا إلى معونات ومساعدات إنسانية، وبالتالي انهار سعر العملة، ففقد الريال اليمني أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب.
وكشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن تسريح 70% من العمالة لدى شركات القطاع الخاص، وبحسب إحصائيات البنك الدولي، فقد بلغت نسبة البطالة في عام 2017 نحو 60%.
وأكدت الحكومة قيام مليشيات الحوثي الانقلابية بصرف ما يقارب الـ25 مليار ريال شهريًا لما يُسمى "المجهود الحربي"؛ ما سبب عجزًا في الموازنة العامة بلغ 15.4% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2015، وأدى إلى ارتفاع معدل تضخم أسعار المستهلك أكثر من 30% في العام ذاته، كما ارتفعت نسبة الفقر إلى أكثر من 80% من السكان، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 26 مليونًا يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة.
ونهبت المليشيات اللصوصية نحو 5 مليارات دولار هي إجمالي احتياطيات البلاد من العملة الصعبة بالبنك المركزي، إضافة إلى نحو تريليوني ريال من العملة المحلية كانت على هيئة سيولة.
وعلى الرغم من المساعدات التي يتلقاها اليمن، فإن إرهاب الحوثي وارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي المُتردي تدفع المواطنين إلى حافة المجاعة، وذلك وفقًا لآخر تحليل لسلسلة تصنيف الأمن الغذائي المتكامل الصادر في ديسمبر الماضي.
ويعيش اليمن أزمة إنسانية كبيرة، إذ يواجه 250 ألف مواطن مستويات كارثية للأمن الغذائي، ويهدد انعدام الأمن الغذائي المتسارع حياة ما يقرب من 20 مليون شخص، فيما قال برنامج الأغذية العالمي إن المساعدات الغذائية حالت حتى الآن دون حدوث مجاعة واسعة.