الحوثي وإرث اليمن.. عندما يخطط السارق لحفظ الهوية! (تقرير)

الخميس 7 فبراير 2019 04:14:28
الحوثي وإرث اليمن.. عندما يخطط السارق لحفظ الهوية! (تقرير)
تصعد مليشيات الحوثي الانقلابية من اعتداءاتها على تاريخ اليمن وإرثه الحضاري والثقافي، في أسلوب ممنهج ومنظم لا يعبر إلا عن حقد وانتقام يستهدف حضارة الإنسان والهوية اليمنية.
ورغم ذلك، نظمت المليشيات مؤتمرًا اليوم الأربعاء في صنعاء حول "تاريخ اليمن بين الماضي وآفاق المستقبل"، في محاولة للتغطية على أطماعها في نهب إرث اليمن الحضاري والتاريخي والأثري.
وأفادت وسائل إعلام تابعة للمليشيات بأن المشاركين في المؤتمر طالبوا بإعادة صياغة كتب التاريخ المتعلقة بالحضارة والتاريخ اليمني والبرامج التاريخية التثقيفية، وهذا الأمر يهدف إلى تخريب مستقبل البلد ونشر أفكارهم المتطرفة.
وتقوم مليشيات الحوثي الإرهابية – المدعومة من إيران – بنهب الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بسرقة القطع الأثرية، والعبث بالمتاحف الأثرية والعسكرية، والعمل على طمس الذاكرة التاريخية لليمنيين.
وقد أقدمت المليشيات أمس الأول الاثنين على ارتكاب جريمة جديدة بحق المساجد التاريخية ومكتباتها العامرة بالمخطوطات وكتب التراث، بإحراق مكتبة الجامع الكبير في مديرية بني بهلول بمحافظة صنعاء، والتي تحتوي على مجموعات نادرة وقيمة من الأمهات والمتون والكثير من الكتب القيمة والنادرة، وقامت باستبدالها بكتب وملازم الصريع حسين الحوثي.
كما ارتكبت المليشيات الحوثية مؤخرًا جريمتين أخريين في محافظتي ذمار والحديدة، استهدفتا التراث والتاريخ، في جرائم تهدف لطمس عراقة الحضارة اليمنية.
وتعرض متحف بنيون الأثري في مديرية الحدا بمحافظة ذمار الأسبوع الماضي لعملية نهب من قِبل عناصر المليشيات الحوثية التي أقدمت على تدمير بعض أقسام ومحتويات المتحف، ونهب قطع أثرية وكتب ومخطوطات تاريخية، وإتلاف صور قادة ورؤساء الجمهورية المُعلقة على واجهات المتحف، واستبدلتها بصور صرعاها.
وفي مديرية المغلاف بمحافظة الحديدة، قامت المليشيات بعمل حفريات حول منارة المعجم، وقامت بعمل طوق أمني لمنع المواطنين من الاقتراب من المنطقة التي يقومون بحفرها، وكان أشخاص غير يمنيين ضمن فريق الحفر، ويُعتقد أنهم من جنسيات إيرانية ولبنانية، وأن فريق الحفر قام باستخراج القطع الأثرية وعملات معدنية قديمة وغيرها من القطع الأثرية القديمة والتحف والنفائس.
ولم تكتف المليشيات بهذا الاعتداء، فقد سبقه قيام عناصرها بنهب الكثير من المخطوطات التاريخية والإسلامية، وكتب الفقه والحديث، والصحف المخطوطة يدويًا، والتي يعود تاريخها إلى مئات السنين، وبينها ما يعود إلى القرن الثالث عشر من داخل مكتبة زبيد الواقعة في أصل القلعة التاريخية المعروفة بمديرية زبيد التي تمثل عمقًا تاريخيًا لليمنيين، وتعرف بأنها "مدينة العلم والعلماء".
وأجبرت مليشيات الحوثي 39 أسرة على النزوح من محيط المنارة بمديرية أفلح اليمن التابعة لمحافظة حجة، كما أوقفت عمل عشرات المزارع القريبة من وادي سردود التي تنوي المليشيات مد الحفريات إليها ومثلها في حوض وادي ملحان.
وفي حارة القاسمي بصنعاء القديمة، قامت عناصر المليشيات بتفجير بيوت قديمة توجد فيها آثار يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، ونهبت قطع أثرية فخارية وزجاجية تعود إلى ما قبل تاريخ المنازل، ويمتد تاريخها إلى ما قبل الإسلام.