لينين والفيل

قال احمد بن مبارك أن السيد عبدالملك الحوثي قال لجمال بن عمر حين سأله عن وضع الجنوب في المعادلة التي بدأت تصنعها الحركة الحوثية بعد احتلالهم صنعاء قال (الجنوب سنقاتل عليه حتى آخر رجل) قال ذلك بعد أن قال (الشمال حقي)، وقد ذكرني ذلك بعبارة كان يكتبها شقيقي احمد، رحمة الله تغشاه، على كتبه التي يقتنيها منعا لقرصنة الأصدقاء، فقد كان يكتب في إحدى زوايا الغلاف من الداخل عبارة (حقي وبا قاتل عليه).

ما قاله السيد عبدالملك الحوثي رمى عرض الحائط بكل مقولاته وقادة حركته من اعترافهم بحق أبناء الجنوب، وهي عادة تشمل كل أبناء (هضبات) العربية اليمنية في نقض العهود من وثيقة الوحدة إلى وثيقة العهد والاتفاق إلى أن قلب صالح ظهر المجن لشركاء الوحدة وحتى لمن قاتلوا معه في حرب ٩٤م وصولا إلى (عيال) الهضبة السفلى الذي احتضنهم الجنوب وطعنوه في الضهر.

القاسم المشترك بين كل (عيال) الهضبات أنهم يرون الجنوب (حقهم) وأن لا حق لابناءه فيه اعتمادا على وهم استوطن عقولهم وهو أن الجنوب، في الأصل، يمينا، هذا مع أن اليمننة السياسية، ذاتها، طارئة على التاريخ والجغرافيا، (١٩١٨م)

هم لا يريدون أن يفهموا أن الجنوب العربي كان يسمى البر العربي وأن اتحاد الجنوب العربي التي اسسته بريطانيا في منتصف القرن الماضي لم يشمل كل الجنوب العربي، بل إن بريطانيا كانت تلاحق دعاة الجنوب العربي قبل تأسيس اتحادها الهزيل.

لم يعد خافيا على أحد أن يمننة الجنوب العربي تمت في ١٩٦٧م بطلب من (عيال الجبهة القومية) وأن وثيقة استقلال الجنوب العربي التي حملت توقيع ممثل الجبهة القومية وممثل المملكة المتحدة ذكرت ذلك بوضوح.

وقائع التاريخ ليست مجال (لفذلكات) مساطيل القات أو خريجي (غرزات) تعاطيه من أولائك الذين لا تخلو احاديثهم من أساطير غرائب وخيال لا تمت للواقع بصلة.

قيل في النوادر أن مركز سوفيتي طلب من أحد (الكلمنجية) إعداد دراسة عن الفيلة، ولم يكذب صاحبنا الخبر، وبدلا من أن يذهب إلى مجاهل افريقيا أو ادغال الهند أو يرجع إلى ما سبق أن كتب عن هذه المخلوقات، بدلا من ذلك انزوى في إحدى الغرف مع ما يلزم من زجاجات الشراب وتوابعها، وبعد بضعة أسابيع كتب ثلاثة مجلدات، (الفيل قبل الوحدة، الفيل بعد الوحدة، لينين والفيل)، وهذا حال (كتبة مساطيل غرزات تعاطي القات).