في ذكرى استشهاده.. رحل جياد الشعيبي بجسده وبقيت سيرته خالدة  

السبت 9 فبراير 2019 23:09:00
في ذكرى استشهاده.. رحل "جياد الشعيبي" بجسده وبقيت سيرته خالدة  
تمر اليوم الذكر السابعة لاستشهاد شهيد الجنوب جياد محمد مطهر الشعيبي من مواليد شهر أبريل من العام 1989م في قرية ( اقذيذ المشارع ) بالشعيب في محافظة الضالع.
شهيد الجنوب من أسرة جنوبية مناضلة نشأ وترعرع مع أسرته وفي قريته التي رضع من لبنها العز والحرية، وتناول من خيراتها الصمود والتضحية والفداء وحب الوطن .
كما تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية من الصف الأول وحتى الثالث الابتدائي ثم انتقل إلى مدرسة الشهيد ( الحازمي - لنجود ) لإكمال دراسة المرحلة الأساسية ثم إلى مدرسة الفقيد ( الحبيشي – بخال ) لدراسة مرحلته الثانوية ثم التحق بجامعة عدن كلية التربية – الضالع قسم التربية الإسلامية وكان في فصله الأول من عامه الجامعي الثاني حين استشهاده . 
عاش الشهيد جياد الشعيبي، حياته هادئا وكان يحظى باحترام وتقدير وقبول بين أوساط الناس في منطقته وخارجها، فتواضعه وابتسامته أبرز ما تلاحظه فيه عند رؤيتك له . 
حرص الشهيد الشعيبي على المشاركة والحضور في الفعاليات والمظاهرات في الشعيب والضالع وخارجها منذ انطلاق الحراك الجنوبي، وهو لا زال طالبا في مرحلته الثانوية برفقة زملائه من أبناء القرية والقرى المجاورة رغم إمكانياته المحدودة .
عاش حياته حراً فبالرغم من ارتباطه بالدراسة لكن ذلك لم يثنه عن أداء العمل لمساعدة أسرته فتراه يعمل في إصلاح أرضه متى أتيحت له الفرصة أو طُلب منه القيام بذلك.
رحل الشهيد جياد الشعيبي وأسرته ومجتمعه في أمس الحاجة إليه لأنه عاش وفيا لأسرته ووطنه، وكان ختام حياته متمسك بالوفاء متوجة بالشهادة وليس كرحيل غيره من البشر لأنه دفع فاتورة نضال بطولي وأي نضال اكبر من دفع الروح فداء لهذا الوطن.
 فبرغم الفاجعة المريرة والقاسية على الجميع لكننا صامدون و بثباتنا وصمودنا سنسد فوهة بندقية من قتلوه وأعطوه مفتاح النعيم ليذهبوا بجرمهم إلى جهنم وبئس المصير .
الحنين إلى يوم استشهاده: 
كم كان كبيرا وهو يتمنى تحويل أيام دراسته الجامعية إلى النصف الأخير من الأسبوع بدلا من النصف الأول ليس لشيء إلا ليشارك في تظاهرات ( يوم الأسير الجنوبي ) خميس كل أسبوع وكم كان محضوضا حين تحقق حلمه واستطاع أن يكون في مقدمة صفوف المتظاهرين في المظاهرات التي تنطلق كل يوم الخميس من كل أسبوع تجوب شوارع الضالع ضمن ما كان يعرف بيوم الأسير الجنوبي .
وعقب المشاركة في هذه التظاهرات الأسبوعية يعود الشهيد إلى قريته مبتسما مبتهجا محملا بالآمال والتطلعات بقرب نيل التحرير والاستقلال بعد أداءه واجب المشاركة في يوم الأسير الجنوبي .
وفي يوم التاسع من فبراير من العام 2012م، شهدت مدينة الضالع تظاهرة احتجاجية سميت بمسيرة الرفض الشعبي لإجراء الانتخابات الرئاسية حينذاك والمطالبة بطرد لجان الانتخابات من الضالع للمرشح الواحد وباءت بالفشل الذريع في طول وعرض الجنوب الحبيب، وكان الشهيد يومها وسط المشاركين في حين كانت أسرته لا تعلم أن يوم الـ 9 من فبراير 2012م سيكون له معنى آخر.
 وكانت قوات الاحتلال اليمني قد قامت بمواجهة المتظاهرين بقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي حيث أصيب عدد من المتظاهرين بينهم العقيد محمد سعيد جرادة حيث كان الشهيد جياد الشعيبي وعدد من رفاقه يقومون بإسعاف الجرحى إلى المستشفيات .
وعقب مشاركته في إسعاف الجرحى عاد الشهيد الشعيبي إلى الالتحاق بالتظاهرة المتوجهة إلى مقر إقامة لجنة ما سميت حينها بالانتخابات واستطاع المتظاهرون الوصول إلى مقر اللجنة وعقب عودة المتظاهرين إلى الشارع العام تعرضوا لإطلاق نار كثيف وعشوائي، من أسلحة جنود اعتلوا أسطح منازل ومحال تجارية ليسقط الشهيد جياد الشعيبي مضرجا بدمائه بالقرب من مستشفى التضامن القريب من مقر لجنة الانتخابات .
وتلقت قريته وأسرته خبر إصابته واستشهاده ليفجر فيها براكين الحزن وتهتز أصقاعها وتخيم عليها أجواء من الصمت والاستماتة إذ أنها ستفقد في هذا اليوم شاب من خيرة شبابها في قمة العطاء وريعان الشباب لكنه لم يمت ! لان أمثاله لا يموتون دائما وإنما يتوارون ليعيشوا أحياءً عند ربهم يرزقون وفي ضمير محبيهم وشعوبهم . 
وفي يوم الـ 12 من فبراير شهدت الضالع والشعيب، مراسم تشييع مهيب لمئات الآلاف من أبناء الجنوب الأوفياء الذين جاءوا للمشاركة في تشييعه وإلقاء النظرة الأخيرة وأداء الصلاة على روحه الطاهرة ومواراة جثمانه الثرى وسط سكون وصمت الفراق الذي خيم على مسقط رأسه بعد تساقط دموع حرائر الشعيب التي اختلطت بزغاريد الاستشهاد لحظة وصول موكب تشييع المهيب إلى مسقط رأسه في أقذيذ المشارع .
فنم قرير العين وكن على ثقة بان شعبك في الجنوب لن يكل ولن يمل حتى تحقيق الهدف الذي بذلت روحك الطاهرة لأجله، وعما قريب بإذن الله مستمدين قوتنا وعزيمتنا من الله سبحانه وتعالى ثم من الحق و دمائكم التي أرخصتموها لأجل الجنوب الحبيب وإننا على العهد ماضون.