مهاجرون أفارقة في عدن.. لقمة عيش محفوفة بالمخاطر والأضرار

الاثنين 11 فبراير 2019 01:51:00
مهاجرون أفارقة في عدن.. "لقمة عيش" محفوفة بالمخاطر والأضرار

المشهد العربي - عدن - رعد الريمي

"يحملون أمتعتهم، يهربون من ضيق الحياة وألم الفقر وغصة الجوع، لكنّ الرحلة ليست هينة، فانتقالهم غير شرعي، وأوراق ثبوت دخولهم لم تكتبها أحبارٌ رسمية".

يُشكل وجود المهاجرين الأفارقة في العاصمة عدن معضلة أمنية واجتماية كبيرة، تبدأ من لحظة دخولهم غير الشرعي إلى البلاد، وهو ما يزيد احتمالية دخول عناصر تروّع المواطنين.

"مشاهدة الأفارقة" في عدن وهم يفترشون الشوارع أصبحت أمراً مألوفاً، وذلك رغم أنّ السلطات المحلية في العاصمة كثيراً ما تعلن توقيف عدد كبير منهم بداعي دخولهم البلاد بطريقة غير شرعية.

"المشهد العربي" رصد شكاوى من مواطنين أعربوا عن مخاوفهم من الانتشار اللافت لأعداد الأفارقة في مديريات محافظة عدن، وتحدّثوا عن تزايد ملحوظ في أعداد المتسللين الأفارقة للمدينة وبخاصةً الواصلين إليها عبر سواحل باب المندب ورأس العارة، وذلك في ظل تراجع حملات ترحيلهم من قِبل وزارة الداخلية، كما يربط كثيرٌ من المواطنين في عدن تفشي الأمراض المعدية والمزمنة باللاجئين.

بحسب إحصائية رسمية حصل عليها "المشهد العربي" من وزارة الداخلية، استندت إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنّ عدد المهاجرين الواصلين من القرن الإفريقي إلى اليمن عام 2018 بلغ 150 ألف شخص، أغلبهم والصومال وإثيوبيا وإرتيريا، وذلك بطرق غير شرعية.

يهرب هؤلاء المهاجرون من فقر مدقع في بلدانهم، افترس بطونهم الجائعة، لكنّ وصولهم في الظرف الاستثنائي الذي يمر به اليمن جعل رحلاتهم محفوفة بالمخاطر، إذ كثيرًا ما يسقطون في قبضة رجال الأمن بسبب عدم شرعية دخولهم.

سعيد الحظ من هؤلاء، ذلك الذي ينجو من التوقيف، قد يسقط في خندق العدم، فقد لا يتمكن من الحصول على عملٍ يعيش منه، وهنا ستكون أرصفة الطرقات هي مساكنهم على أسلفت عدن.

الإحصائيات التي حصل عليها "المشهد العربي"، تشير إلى أنّه حتى عام 2017، بلغ إجمالي عدد اللاجئين وطالبي اللجوء 279 ألفًا و480 شخصًا، بينهم 166 ألفاً و892 من الذكور، و112 ألفاً و588 من الإناث.

تصدّرت الصومال هذه القائمة، بإجمالي 255 ألفاً و598 شخصاً من الإحصائيات.

في حديثٍ خاص لـ"المشهد العربي"، يُفسّر سفير جمهورية الصومال الفيدرالية إلى اليمن عبدالله حاشي شورية أنّ سبب كثرة نزوح الصوماليين لعدن هو التقارب الكبير بين الدولتين، وبخاصةً في مجال العادات والتقاليد.

يضيف السفير سبباً آخر، وهو التقارب الحدودي والجغرافي بالإضافة إلى كون اليمن هي الدولة الوحيدة التي لا يجد فيها الصوماليون مضايقات لا سيّما "عنصرية" إذا ما قورنت من حيث تعامل الشعبين بالدول الأخرى.

في السابق، كان كثيرُ اللاجئين لا يستقرون في عدن، ومن الملاحظ انتقالهم إلى محافظات أخرى، يتحدث السفير عن ذلك: "أغلب هؤلاء المهاجرين يفرون من الجوع وقَدِموا إلى عدن بحثاً من مصدر رزق وفرّوا من الجوع، وعندما لا يجدون عملاً يضطرون للبحث عن لقمة عيشة في محافظة أخرى دون طلب اعمال معينه دون اعمال أخرى.

لكنّه ينفي استمرار مغادرة الصوماليين للعاصمة عدن والانتقال إلى مناطق أخرى، كما رفض استغلالهم للأزمة القائمة في البلاد.

السفير أوضح أنّ عدد من تمّ ترحيلهم من الصوماليين إلى بلادهم بلغ 3500 شخص وذلك بالتنسيق مع السلطات اليمنية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP"، لافتًا إلى أنّ المشروع قائم حتى نهاية العام الجاري.

يشير السفير إلى أنّه يتابع قضايا العنف التي يُحاكم فيها صوماليون، لافتًا إلى أنّ يبذل جهوداً من أجل الإفراج عنه والتيقن من سلوكهم، ومن ثم إخراجه من البلاد.

السفير طالب مواطنيه بـ"الاكتفاء من الغربة"، وقال: "الصومال اليوم كبلد يتحسن أكثر من أي وقت ومضى.. عنوان الدولة يتمثل في سلام وحياة"، كما طمأن اليمنيين المقيمين في الصومال بتذليل كل الصعوبات التي قد يتعرضون لها.