أطفال اليمن وملازم الخميني.. سمومٌ الحوثي القاتلة

الثلاثاء 12 فبراير 2019 21:57:24
أطفال اليمن وملازم الخميني.. سمومٌ "الحوثي" القاتلة

"التعليم هو أقوى سلاح من الممكن استخدامه لتغيير العالم".. لم يكن يدري الزعيم الثوري الراحل نلسون مانديلا - أكثر مكافحي العنصرية على الأرض - أن قوله الشهير والمأثور، سيأتي عليه يومٌ تستخدمه مليشيات لتغيير هوية داخلية تنفيذاً لسياسات عدو خارجي.

إمعاناً من مليشيا الحوثي الانقلابية - المدعومة مالياً وسياسياً وعسكرياً من إيران - لأهمية التعليم، باتت تفرض حرباً طائفية الهدف منها هو تفخيخ عقول النشء منذ سن صغيرة بأفكارهم الهدامة.

تعمل المليشيات على استغلال النواب الخاضعين لها في صنعاء، لتمرير قانون إنشاء صندوق لدعم التعليم الطائفي.

الهدف من هذا التحرك يكمن في تسخير الأموال التي ستجنيها للإنفاق على طباعة الملازم الخمينية، وتمويل عناصرها الذين فرضتهم في مفاصل العمل التعليمي والتربوي.

تقول صحيفة "الشرق الأوسط" إنّ يحيى الحوثي شقيق قائد المليشيات الحوثية المعين من قِبلهم وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، يضغط على النواب الموجودين في صنعاء من أجل تمرير قانون إنشاء الصندوق الذي يريد تحويله إلى رافعة مالية لتحقيق أهداف الجماعة الطائفية.

عمدت المليشيات - عبر "ملازم الخميني" - إلى غرس بذرة الطائفية في وعي النشءلخلق جيل جديد بقناعات طائفية سوداء، لا يعترف ببلده، ويكون ولاؤه الأوحد وانتماؤه العقائدي لإيران بصفتها وطنه الأم ومرجعه الديني.

تمثل هذه الجرائم الحوثية سموماً تقتل من يتعرض لها، دون أن تنهي حياته لكنّها تقتل انتماءه وحبه للوطن وتصنع مستقبلاً لن يكون مشرقاً بأي حال من الأحوال، ويُخشى أن يدفع اليمن ثمنه في المستقبل القريب بعد القضاء على هذه المليشيات الإرهابية، ما يعني أنّ المرحلة التالية من المواجهة ستكون اجتذاذ هذا الفكر الضال.

مليشيا الحوثي كانت قد أجرت تغييراً على المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات اليمنية؛ وذلك بقصد تغيير الهوية اليمنية بأفكار طائفية، والسيطرة على عقول الأطفال والشباب بأفكار مستوردة من إيران.

خلال العامين الماضيين، أجرت المليشيات تعديلات كبيرة على المناهج التعليمية في عدد من المواد الدراسية، منها مادة الثقافة الإسلامية لطلاب الجامعات اليمنية، حيث أدخلت على المناهج التعليمية الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنها تهدف تدمير للهوية والنسيج والسلم الاجتماعي في اليمن.

تتماشى هذه السياسة الحوثية المتطرفة مع عمليات تجنيد الأطفال في سنٍ صغيرة، وهي آلية اتبعتها المليشيات يتم من خلال الزج بهؤلاء الصغار إلى ميادين القتال، لكن يسبق ذلك ملء عقولهم بسمومهم القادمة من إيران.

في دليل فاضح، كُشف النقاب عن جريمة حوثية مروّعة في مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، بقيادة محمد حسين القاري الذي عيّنته المليشيات مديراً لمكتب التربية في مديرية جبل الشرق، إذ يفرض على مدراء المدارس تجنيد خمسة أطفال من كل فصل بالمدارس الابتدائية والثانوية والزج بهم في ميادين القتال ضمن ما يُسمى بـ"لواء صماد3" التابع للمليشيات.

تقول مصادر أهلية في المحافظة إنّ هذا القرار راجعٌ بالأساس لما تعانيه المليشيات من نقصٍ في عدادها جرّاء تزايد قتلاها من جهة، ورفض الأهالي الانضمام إلى صفوفهم من جانب آخر بعدما فضحت ممارساتهم وانتهاكاتهم حقيقة توجّههم أمام الشعب اليمني.

واستمرار مليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك واختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك تمثل جرائم حرب ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل، وبحسب تقارير فإنّ الانقلابيين تسبّبوا في دفع أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل جرّاء ظروف الحرب.

وحرمت المليشيات أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال عامي 2016 و2017، فضلًا عن قصف وتدمير ألفين و372 مدرسة جزئياً وكلياً، واستخدام أكثر من 1500 مدرسة أخرى كسجون وثكنات عسكرية.

يقول الناطق الرسمي باسم مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سامر الجطيلي إنّ "عملية التجنيد تبدأ في المناطق التي تخضع لسيطرة العصابات الحوثية عن طريق المدارس، من خلال البرامج المكثفة التي يقدمونها للأطفال والشباب.

ويضيف أنّ المليشيات تدير عملية ممنهجة لتغيير الأفكار في هذه المدارس، كما أقدمت عناصرها في وزارة التعليم على تغيير المناهج.

ويوضح: "أصبحت المناهج الجديدة تقوم على تلقين الأطفال الطائفية وغرس قيم تقوم على كراهية الآخر واعتبار العنف والقتل وسيلة حل الصراعات، ومع هذا التغير الفكري يخضع الطالب إلى دورات عسكرية مكثفة يتعلم من خلالها حمل السلاح والانتظام ضمن مجموعات قتالية، ثم بعد ذلك يتم أخذ الأطفال إلى الجبهات".

ويتابع: "مليشيا الحوثي تستخدم وسائل مختلفة للتجنيد، مثل الإغراء بالمال للطفل أو لأبويه، أو سياسة الضغط والتهديد والابتزاز، كما سجلت عمليات اختطاف للطلاب من المدارس والزج بهم إلى خط النار"