مقتل الرجل العسكري الثاني في الحوثيين.. مواجهات أم صراع أجنحة؟

الأربعاء 13 فبراير 2019 03:31:00
مقتل الرجل العسكري الثاني في "الحوثيين".. مواجهات أم صراع أجنحة؟
في ضربة قاسمة، فقدت مليشيا الحوثي الانقلابية محمد عبد الله المترب الرجل العسكري الثاني لدى المليشيات، فيما ساد غموضٌ بشأن كيفية وفاته.
وفيما اعتاد الحوثيون فرض سرية تامة عندما تفقّد قادتها المسلحة في المواجهات، جرى الإعلان هذه المرة عن مقتل المترب حسبما أفادت وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات، حيث كان يقود مجموعة من الإرهابيين في "نهم"، فيما تباهى "إعلام المليشيات" بدور هذا القيادي البارز في تأجيج الصراع على الأرض رفقة الانقلابيين المدعومين من إيران.
وسمّت وسائل الإعلام هذه، المترب بأنّه كان "رئيس عمليات المنطقة العسكرية المركزية"، وعرّفته بأنّه الرجل العسكري الثاني في المليشيات، وتحدّثت عن أدائه أدواراً كبيرةً على الأرض ضمن ممارسات المليشيات الإرهابية التي أشعلت الحرب في البلاد في 2014.
رواية وكالة سبأ الناطقة بلسان المليشيات الحوثية أشارت إلى أنّ المترب قُتل إثر مواجهات مع قوات الجيش في مديرية نهم، إلا أنّ شكوكاً ثارت حول ذلك إثر توقّف العمليات العسكرية هناك منذ فترة طويلة.
في الوقت نفسه، تحدّثت مصادر مقربة من الحوثيين بأنّ المترب الذي وصفته بأنّه الذراع اليمنى لشقيق قائد المليشيات عبد الخالق الحوثي - تمّت تصفيته في إطار الصراعات القائمة بين الأجنحة داخل المليشيات، واستندت هذه الرواية إلى توقف المواجهات في "نهم".
وما يُعضّد الرواية الأخيرة، أنّ مليشيا الحوثي الانقلابية كثيراً ما تفتّتها خلافات حادة، أنذرت في أكثر من مرة أنّها بانهيار الجماعة، حيث كشفت مصادر لـ"المشهد العربي" - أمس الأول الأحد - أنّ الخلافات تفاقمت بين قيادات المليشيات الإرهابية في إطار صراع أجنحة وقوى نفوذ ومصالح داخلخا، أنذر بانهيارها بعد إشعالها حرباً في البلاد منذ 2014 بدعمٍ من النظام الإيراني. 
المصادر قالت إنّ القيادي البارز محمد علي الحوثي المعروف باسم "أبو أحمد" رئيس ما تُسمى اللجنة الثورية العليا, دخل في صراع قوي مع القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، حيث يشتكي "الأخير" من عدم تنفيذ قراراته وأوامره من قِبل بعض المسؤولين والقيادات الحوثية الموالية لمحمد الحوثي. 
واحتدمت الخلافات بين الرجلين بعد قيام المشاط بإقالة عدد من المحسوبين على محمد الحوثي, وبحسب المصادر نوقشت هذه الخلافات في اجتماعات ما يسمى المجلس السياسي التابع للمليشيات, الذي قرر إيقاف إقالة المسؤولين والتعيينات إلا بعد المشاورة في المجلس السياسي. 
وأوضحت المصادر أنّ محمد الحوثي استغلّ هذا القرار في تحريض القيادات الموالية له على رفض الأوامر الصادرة من المشاط والتي تهدد مصالحه ونفوذهم، مشيرةً إلى أنّ القيادي الحوثي عبدالحيكم الخيواني المعروف باسم "أبو الكرار" رفض أوامر من مهدي المشاط, بتسليم 36 سيارة استولى عليها "أبو الكرار" من السفارات في صنعاء, غير أن الأخير رفض الأوامر, مستندًا في رفضه على "محمد الحوثي". 
وبحسب المصادر، فإنّ المشاط طرح في اجتماع للمجلس السياسي للحوثيين موضوع تمرد "أبو الكرار" على قراراته, وطالب بمنحه الصلاحيات الكاملة في القرارات دون الاعتراض, واتهم المجلس بتقييده ومنح القيادات الحوثية فرصة للتمرد على أوامره وقراراته.