هكذا أجهضت ألمانيا مخططاً تركياً تحت عباءة الدين (تقرير)

الخميس 14 فبراير 2019 01:02:19
هكذا أجهضت ألمانيا مخططاً تركياً تحت عباءة "الدين" (تقرير)

كشفت السلطات الألمانية نشاطاً تركياً خطيراً تحت غطاء الدين، حيث كلف رئيس الدكتاتورية التركية رجب طيب أردوغان، أتباعه من رجال الاتحاد الإسلامي للشؤون الدينية "ديتيب" بجمع معلومات عن المعارضين الأتراك داخل ألمانياً، بحجة ممارسة أنشطة دينية.
من جانيها أجهضت وزيرة العدل الألمانية بمقاطعة ساكسونيا، باربرا هافليزا، مخطط أردوغان، وأعلنت رفضها مطالب أنقرة بإلغاء قرار الحظر المفروض على أئمة الاتحاد بممارسة الدعوة داخل السجون.
ونقلت صحيفة “هانوفر” عن المسؤولة الألمانية قولها إن الأئمة التابعين لنظام العدالة والتنمية يجمعون معلومات عن الرعايا الأتراك داخل ألمانيا، ثم يرسلونها إلى الأجهزة التركية لملاحقة المعارضين.
وحذرت هافليزا من خطورة تلك الأنشطة غير المشروعة، قائلة:” قد تسفر المعلومات عن تعرض السجناء من الأكراد وأنصار حركة الخدمة للخطر”.
وشككت في قدرة “ديتيب” على التحول إلى مؤسسة ألمانية تعمل وفق قوانين برلين بقولها:” أئمة الاتحاد يتلقون رواتبهم من تركيا، وهم مكلفون بإرسال تقارير إلى سلطات أنقرة”، وتابعت:” إلى الآن فشل الاتحاد في التخلص من التبعية لحكومة العدالة والتنمية، والتحول إلى مؤسسة ألمانية”.
وانتبهت ألمانيا مبكرًا لمخطط رجب إردوغان، في نشر أفكاره المتطرفة في مساجدها، عبر “ديتيب”، وأبدت وزارة الداخلية في ولاية بافاريا استعدادها لوضع أنشطته تحت عيون استخباراتها.
ورصدت الداخلية الألمانية يناير الماضي، استضافة الاتحاد أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية، للترويج لأفكارها المتطرفة بحجة المشاركة في ندوة في المسجد المركزي بكولونيا حسب “دويتشه فيلله”.
وخلال الندوة التي عقدت على مدار 3 أيام، حرض أعضاء وممثلو الإخوان مسلمي ألمانيا ضد العادات والقيم الأوروبية، وزعموا أن “ألمانيا تروج لأفكار وتقاليد تتناقض مع تعاليم الإسلام”.
وقال وزير داخلية بافاريا يواخيم هيرمان، في يناير الماضي إن المؤسسة التركية قد تخضع مستقبلا لمراقبة الاستخبارات الداخلية “هيئة حماية الدستور”، فيما أكد وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أن “ممثلي الاتحادات والجمعيات الإسلامية عليهم الانفصال تدريجيا عن الجهات المانحة الأجنبية”، في إشارة إلى الدعم التركي المشبوه لبعض المساجد.
الوزير الألماني شدد على ضرورة قيام الاتحادات الإسلامية بإدارة شؤونها التنظيمية والتمويلية، بالإضافة إلى تدريب الأئمة، ووعد بدعم مشروعات دمج المسلمين في ألمانيا، وإقرار مناهج إسلامية بعيدة عن الأفكار المتطرفة التي يدعمها نظام أنقرة.
يعد “ديتيب” أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، يضم ما يقرب من 860 مسجدا و800 آلاف عضو، وفق بيانات الاتحاد، تلقى أموالا في السنوات الماضية من صناديق مالية مختلفة في برلين، على رأسها صندوق خاص بالدعم في إطار الخدمة التطوعية لدى الجيش الألماني، وبرنامج “أن تعيش الديمقراطية” الذي تشرف عليه وزارة شؤون الأسرة، ومن بين أهداف تلك المشاريع مكافحة التطرف بين المسلمين.
الحكومة الألمانية أكدت مراجعتها آلية الدعم ورفضت منذ عام 2017 طلبات دعم مشاريع تابعة للمؤسسة التركية المشبوهة، بعد رصدها تورط أئمة المساجد المعينين من قبل أنقرة في أعمال تجسس على عناصر من حركة “الخدمة” التابعة للمعارض فتح الله جولن وفق “دويتشه فيلله”.
نهاية أغسطس الماضي، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن الحكومة أوقفت الدعم الذي تقدمه لمشاريع “ديتيب”، وأن القرار سوف يستمر حتى نهاية العام الجاري، وفق صحيفة حرييت.
رئيس المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا أيمن مزيك، قال إن الاتحاد التركي يسعى لنشر أفكاره الرجعية المتطرفة.
مزيك كشف مخطط أنقرة ممثلة في وزارة الشؤون الدينية “ديانات” لغسل أدمغة المسلمين في ألمانيا، بتعليم 400 إمام اللغة الألمانية، فضلا عن 960 آخرين يعملون بالفعل في خدمتها، ودعا إلى استقلال المساجد إداريا لقطع يد أنقرة .
على نفس النهج سار القيادي في حزب الخضر جيم أوزدمير حينما أكد أن إردوغان يواصل مد أذرعه في أوروبا، داعيًا إلى ضرورة إجهاض خطته للتأثير على مسلمي ألمانيا