التحالف يكشف عن عمليتين أمنيتين ضد القاعدة في حضرموت

الثلاثاء 19 فبراير 2019 03:59:25
التحالف يكشف عن عمليتين أمنيتين ضد القاعدة في حضرموت
نفذت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن عمليتين أمنيتين من خلال القوات الخاصة السعودية ومشاركة الوحدات الأمنية اليمنية، استهدفتا وكرًا لتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي أن العملية الأولى نُفذت في 7 يناير 2019 والثانية في 7 فبراير 2019، من خلال معلومات استخباراتية ورقابة دائمة، حيث تم اقتحام أحد المنازل لقائد ميداني لتنظيم القاعدة في حضرموت.
وأسفرت العمليتين عن اعتقال 6 أشخاص من جنسيتين مختلفتين، والعثور على أسلحة ومتفجرات ومستندات إيرانية المصدر والصنع، ومخدرات وكتب طائفية وأجهزة اتصالات وعملة يمنية تعادل 350 مليون ريال يمني.
وأشار المالكي إلى أن هاتين العمليتين تهدفان إلى إرساء الأمن الإقليمي والدولي ضمن الجهود المشتركة لدول التحالف، كونها تؤكد مدى حرص التحالف على استقرار الأمن ونبذ أشكال التطرف، والكشف عن مصادره.
وقال المالكي في المؤتمر الإعلامي لقوات التحالف إن الجهود التي يبذلها تحالف دعم الشرعية في اليمن منذ بداية العمليات العسكرية لا تنحصر على تنفيذ عمليات عسكرية، بل إن هناك الكثير من الجهود السياسية والجهود الإغاثية، إضافة إلى الجهود الاقتصادية والعمليات العسكرية، كإحدى الضرورات لإنهاء الانقلاب في اليمن، وأيضًا مكافحة التنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
واستعرض المالكي عددًا من الأحداث خلال الفترة الماضية ومواقف العمليات لدعم الشرعية داخل اليمن، وتطرق للاختراقات والتهديدات الحوثية للأمن الإقليمي والدولي.
وقدم المالكي عرضًا تفصيليًا لاستهداف القدرات الحوثية داخل اليمن ضمن عمليات إسناد الجيش.
وأوضح أن الجهود السياسية والدعم في اليمن كانت قبل بداية العمليات العسكرية، حيث قامت المملكة العربية السعودية ودول الخليج في 2011 بإيقاف حرب أهلية كانت على وشك أن تندلع في اليمن، واستمرت الجهود آنذاك لدول الخليج العربي لتوفير بيئة تصالحية واستقرار سياسي في اليمن.
وقال المالكي إن الجهود السياسية الخليجية التي قادتها المملكة نجحت، من خلال المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها، والتي تم توقيعها في الرياض.
وأضاف أنه في عام 2014 ومن خلال العمل مع الأمم المتحدة، تم توقيع اتفاقية السلم والشراكة بين الأطراف اليمنية والتي أخلت حينها المليشيات الحوثية بهذه الاتفاقية، وانقلبت على الحكومة في 2 سبتمبر 2014.
وأكد أن الجهود استمرت من خلال المحادثات التي تمت بين الأطراف اليمنية سواء في جنيف 1 وجنيف 2 أو في الكويت، واستمرت لأكثر من 100 يوم، وصولًا إلى دعم كافة الجهود السياسية لمؤتمر السويد أو اتفاق ستوكهولم، حيث استمرت دول التحالف في دعم الجهود السياسية لإنجاح العملية السياسية، وإنهاء الانقلاب في اليمن من خلال القرارات الأممية المتمثلة في 2216، وأيضًا القرارات الأممية بعد اتفاق ستوكهولم الممثلة في قرار 2451 وقرار 2452.
وقال المالكي: "نعلم جميعًا أن المليشيات الحوثية تقوم بانتهاك القانون الدولي والإنساني، وهناك القرار 2140 ضد معطلي العملية السياسية في اليمن، الذي أشار إلى بعض الأسماء، وكما ذكرت لجنة تنسيق الخبراء بعض الأسماء من المليشيات الحوثية، خصوصًا الإرهابي على محمد الحوثي الذي أصبح بحسب معايير الأمم المتحدة أحد أهم الأسماء التي ستكون ضمن القائمة".
ونوه المالكي بالجهود التي يبذلها التحالف بالتفصيل، مستعرضًا ذلك عبر جدول زمني وبيانات دقيقة تم عرضها في المؤتمر الصحفي، لافتًا النظر إلى أن جهود التحالف الإغاثية -التي انطلقت منذ بداية العمليات العسكرية- أجلت أكثر من 365 ألف من المقيمين في اليمن لأكثر من 85 دولة كانت رعاياها في اليمن، واستمرت بدعم الشعب اليمني والمحتاجين، وأطلقت في عام 2018 العمليات الإنسانية الشاملة بـ1.5 مليار دولار، بجهود إغاثية شاملة بالتعاون مع المنظمات الأممية وغير الحكومية بالداخل اليمني".
وأشار المالكي إلى الدعم الذي قدمته السعودية والإمارات والكويت، مشيرًا إلى آخر الأعمال الإغاثية، حيث تم تقديم مبلغ 500 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي في اليمن، وتقديم رواتب العاملين بالمدارس ممثلة في 70 مليون دولار تم تقديمها إلى المدرسين في اليمن، وإسقاط المساعدات الإنسانية من خلال طائرات التحالف في كثير من مناطق الداخل اليمني، التي يصعب الوصول إليها، وتقييم استفادة المواطنين من ذلك.
وأضاف أن السعودية قدمت أكثر من 13.1 مليار دولار من عام 2014، منها 3 مليارات كوديعة في البنك المركزي، واستمرت في دعم الاقتصادي اليمني من خلال اللجنة الرباعية للمحافظة على قيمة الريال اليمني، وأيضًا دعم المشاريع الإنمائية والتنموية والمستدامة عبر تنفيذ العمليات الإنسانية الشاملة، لتشمل رفع الطاقة الاستيعابية، وإعادة الطرق وإيجاد الوظائف وتقييم أهمية تطوير البنى التحتية عبر مراحل، لتسهم بذلك في استقرار المواطن اليمني بالداخل.
وبيّن المالكي أن العمليات العسكرية جاءت لإنهاء الانقلاب، بعد أن قامت المليشيات الحوثية بالانقلاب على الحكومة المعترف بها دوليًا، لا سيما انتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في اليمن قبل بداية العمليات العسكرية، مع غياب دور الحكومة وضعفها، مما نتج عن ذلك ظهور التنظيمات الإرهابية كالقاعدة في جزيرة العرب، وليس هناك اختلاف بين الحوثية والقاعدة، كونها تشكل خطرًا على أمن الشعب اليمني والأمن الإقليمي، مبينًا استمرار التحالف في تنفيذ ضرباته ضد المليشيات الإرهابية الحوثية والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وتابع أنه في العام 2016 كانت هناك عملية عسكرية مشتركة باستخدام القوة الجوية والبحرية والعمليات الخاصة، تمثلت في تحرير المكلا من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، بعد أن سيطرت على المدن والقرى وفرضت الضرائب على أبناء الشعب، خصوصًا بعد أن سيطرت على المعسكرات والوحدات اليمنية، وقامت بمصادرة الأسلحة الموجودة فيها واستخدامها ضد المدنيين العزل، وهذا يعد نموذجًا من النماذج التي أسهمت من خلالها قوات التحالف في حماية الشعب اليمني ونبذ التطرف والإرهاب.
وبشأن جهود التحالف في عمليات محاربة الجماعات الإرهابية أيضًا، بيّن المالكي أنه في العام 2018 نفذ التحالف العديد من العمليات العسكرية، منها عملية السيل الجارف وعملية الفيصل ضد المليشيات الحوثية في حضرموت وشبوة.
وكشف المالكي عن عدم صحة ما تم تداوله عبر بعض الوسائل الإعلامية العالمية بشأن تزويد قوات التحالف للمليشيات الحوثية والقاعدة ببعض الأسلحة الأمريكية، قائلًا: "هناك بعض المزاعم من وكالة إعلام دولية بأن التحالف زود المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة ببعض الأسلحة الأمريكية، وهذا غير صحيح إطلاقًا، وهناك بيان من التحالف في هذا الجانب".
وعرض المالكي صورًا توثق عدم صحة ما تناولته الوكالة، مبينًا أن هذه الصورة عبارة عن الأسلحة التي يتم استخدامها من قِبل قوات التحالف، ومن القوات السعودية، مشيرًا إلى البيان الصحفي السابق الذي ينفي أن يكون هناك من المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أي جهود لتسليح تنظيم القاعدة والمليشيات الحوثية.
وفيما يتعلق بالعمليات الإنسانية في اليمن وما يقدمه التحالف، أشار المالكي إلى الموانئ اليمنية بعدد 22 ميناءً لا تزال تعمل بالطاقة الاستيعابية، سواء كانت جوية أو برية أو بحرية، مؤكدًا استمرار التصاريح المعطاة خلال الفترة منذ بداية العمليات العسكرية وحتى الآن، بما مجموعه 41 ألف تصريح، كما يستمر التحالف في إعطاء أوامر تأمين تحركات المنظمات الأممية داخل اليمن التي وصلت إلى 20145 أمر تأمين لتحركات الأمم المتحدة والصليب الأحمر وأطباء بلا حدود ومركز الملك سلمان، وفقًا للعرض البياني، حيث بلغت الأوامر في الأسبوع الأول 226، وفي الأسبوع الثاني 291، وبلغ مجموع أوامر تأمين التحركات للمنظمات الإغاثية 517 خلال الفترة الماضية.
أما بالنسبة للتصاريح البحرية في ميناء الحديدة، أوضح المالكي أن عددها كان 13 تصريحًا تم منحها لسفن متوجهة إلى الحديدة والمنافذ البرية بعدد 5 منافذ برية، بالإضافة إلى عدد 13 تصريحًا للموانئ البحرية، و67 للمطارات الجوية، حيث بلغت عدد الرحلات 248 رحلة، وعدد الركاب 12713 راكبًا، كما شملت المواد الإغاثية والطبية والمشتقات النفطية والركاب والمواشي وأخرى، بالإضافة إلى السفن المتواجدة في مناطق الانتظار وداخل موانئ الحديدة والصليف.
كما استعرض المالكي موقف العمليات الميدانية والمواقع التي سيطر عليها الجيش ومنطق تواجد المليشيات الحوثية.
وأردف المالكي قائلًا: "ضمن الانتهاكات الحوثية، لا تزال المليشيات في محافظة الحديدة تخترق وقف إطلاق النار لاتفاق ستوكهولم، ووصلت الخروقات خلال الشهرين إلى 1421 خرقًا، وتستمر المليشيات في استهداف الأعيان من المدنيين، وهناك الكثر من الشهداء سواء من المدنيين أو الجيش، لا سيما قيام الحوثيين بتحصينات بالقرب من الموانئ في محافظة الحديدة أو حتى داخل المدينة".
وأضاف: "لا تزال صعدة وعمران نقطة لتحريك وتخزين وإطلاق الصواريخ البالستية، حيث بلغ عدد الصواريخ البالستية على المملكة العربية السعودية حتى تاريخه 218 صاروخًا بالستيًا، كان آخرها صاروخين، أحدهما سقط داخل الأراضي اليمنية، والآخر قامت وحدات الدفاع الجوي الملكي السعودي باعتراضه باتجاه نجران".
وتحدث المالكي عن استمرار المليشيات الحوثية في زراعة الألغام في البحر الأحمر وجنوبه إلى مضيق باب المندب عشوائيًا، وتهديد طرق المواصلات البحرية والتجارة العالمية، مؤكدًا أن جهود التحالف مستمرة في هذا الجانب، لا سيما أن المجموع الكلي للألغام البحرية التي تم تدميرها حتى الآن خلال الفترة الماضية بلغ 118 لغمًا.
كما عرض محاولات المليشيات الحوثية في تهريب المخدرات والقدرات وقطع الغيار وتهريب قطع غيار للاتصالات، وانتهاك المليشيات المدعومة من إيران للقانون الدولي الإنساني من خلال تحصنها في فناء المدارس، وهو ما رصدته طائرات قوات التحالف ومحاولة اتخاذ المدنيين دروعًا بشرية، حيث تم عرض فيديوهات لمنظومات الاستخبارات، تبين أخذ المليشيات الحوثية للأطفال بعد خروجهم من المدرسة، ووضع إحدى الدبابات في صعدة، لمحاولة اتخاذ موقع المدرسة كحماية لها، واستخدام المساجد والمستشفيات التي تعد من المناطق المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني.
وبشأن الصواريخ البالستية والمقاذيف على المملكة العربية السعودية خلال الفترة، أوضح الملكي أن عددها بلغ 218، كما بلغ عدد المقاذيف 70232 مقذوفًا، أما عن إجمالي خسائر المليشيات الحوثية الإرهابية خلال الأسبوعين الماضيين، فبلغ عدد قتلاها ١١١٣ قتيلًا.
وحث المالكي القبائل اليمنية وأبناء اليمن على التكاتف مع الحكومة في تنفيذ كل ما من شأنه حماية الشعب اليمني، وبناء اليمن، ورفض الحوثي، مؤكدًا أن التحالف سيقف إلى جانب كافة أطياف الشعب، بما في ذلك المناطق التي تتعرض لاعتداءات وحشية من قِبل المليشيات الحوثية التي خالفت كل الأعراف القانونية والشرعية والإنسانية والدولية، مشددًا على دعم قوات التحالف للجهود الأممية في سبيل إنهاء الانقلاب الحوثي والاعتداءات المستمرة على المدنيين، وفك الحصار عن المواطنين العزل، وإطلاق السجناء وإيقاف آلة القتل ضد الشعب اليمني.