العدنيون وبائعو الوهم

مساء "الاثنين" زرت قريبي في حي الممدارة شمال عدن، وشاهدت عملية البسط العشوائي بطريقة تشعرك بالقهر على الحال الذي وصلت اليه مدينة عدن.
جنوبيون ونازحون من شمال اليمن، بسطوا على شارع الـ50، وبنوا فيه منازل بطريقة عشوائية واغلقوا طريقا رئيسا في الحي، بشكل كامل.
واثناء محاولتي الخروج من الحي الذي أصبح مزدحما وجد نفسي على مشارف أرضية كبيرة مسورة، تبين لي انها أرض استحوذ عليها متنفذ يدعى "درهم".
كيف استحوذ عليها درهم؟.. هل اشتراها من حر ماله، بكل تأكيد لا.. مستحيل، بل حصل عليها وفقا لمعلومات تحصلت عليها، كهدية من نظام علي عبدالله صالح، كدعم للاستثمار والمستثمرين الشماليين في عدن.
مثل "درهم" حصل المئات ان لم يكن الآلاف من النافذين على مساحات واسعة في عدن بدعوى تشجيع الاستثمار، لكن ليس فيهم أي جنوبي.
إلى دعاة عدن للعدنيين.. هل تمتلكون الرجولة وتطالبون بعودة الأرضية التي تبلغ مساحتها نحو أربعة كيلو متر ان لم تكن أكثر، ليس من حق درهم ولا غيره ان يمتلك مثل هذه المساحة.
وان كان لـ"درهم" حق، فعلى الحكومة ان تعوضه وتعيد صرف هذه الأرضية لأبناء عدن الذين لم يجدوا مكانا للسكن، بعد ان تعرضت مدينتهم للغزو والهجرة غير الشرعية منذ ستينات القرن الماضي.
وأقول للبعض "امتلكوا الرجولة يا هؤلاء وطالبوا بحقوق أبناء عدن، ان كان فيكم خير لعدن وإلا، اما اذا كان هدفكم الابتزاز فانتم رخاص لا تشتروا بفلس.