إنقذوا الفنان مسكين علي !!!

الفنان المبدع، مسكين علي من الأصوات الغنائية المميزة في المدرسة الفنية الابينية، دشن أعماله الفنية في نهاية الستينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي، وقد مثل بجانب الفنانين عوض أحمد ومحمد يسر الحاج والشريف ناجي و محمد علي ميسري (عليهما رحمة الله) وآخرين طلائع المدرسة الفنية الأبينية التي لعب الفنان الكبير محمد محسن عطروش دورا رياديا في تأسيسها وبنائها و تمنيتها ونشرها.

ليس هذا مجال الحديث عن الحركة الفنية في أبين، لكننا بصدد واحد من الأركان الأساسية في هذه الحركة، وهو الفنان مسكين على حيدره. منذ سنوات يعاني الفنان مسكين من آلام في الكبد تتضاعف حينا وتخمد أحيانا ، وهو ما يجعلنا نطمئن وننسى الرجل وفضله واداره الوطنية، الفنية والخدمية والسياسية، لكن مضاعفات تلك الآلام الكامنة والظاهرة تفعل فعلها في جسده النحيل وروحه الكبيرة .

مسكين ليس فقط فنانا غنائيا، بل هو شخصية اجتماعية ووطنية لعبت أدوارا مشهودة في تاريخ أبين منذ ما يزيد على أربعة عقود، وكان دوما من الشخصيات المحاضرة في مختلف المنعطفات، وساهم إيجابياً في شد اللحمة الوطنية وتنشئة ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتواؤم بين أبناء المحافظة. هذه الأيام تزداد الحالة الصحية للرجل سوءً ويمنعه كبرياؤه وتعففه من الاستنجاد بأحد.

لا اريد ان أقول أنني يائس من الحكومة الشرعية في الالتفات لحالة الرجل، فقد سبقته حالات كثيرة بقيت ضحية الإهمال والتجاهل، لكنني أتوجه إلى القائمين على مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي، وكل من يمكنه تبني منحة علاجية عاجلة وطارئة تساهم في إنقاذ كنزا من الكنوز الوطنية المجهولة والمهملة بسبب تنامي ثقافة العسكرية وتجارة السلاح على حساب ثقافة الفن والأدب وكل ما من شأنه إغناء الروح والرقي بها من عوالم الغرائز والبهيميات إلى عوالم الإنسان وأخلاقه واهتماماته ما فوق الحيوانية. الفنان مسكين يستحق منا ان نرد له بعضاً مما قدمه للوطن والمواطن. . . للشعب والأمه، فهل من يفعل ذلك؟