الحرب الثنائية.. كذبة حوثية لإخفاء جرائم سرقة المساعدات ومنع التعليم

الأربعاء 20 فبراير 2019 02:16:05
"الحرب الثنائية".. كذبة حوثية لإخفاء جرائم سرقة المساعدات ومنع التعليم

اعتادت مليشيا الحوثي الانقلابية على ممارسة كافة صنوف الكذب والتضليل؛ في محاولة عابثة سعت من خلالها لتزييف الحقائق وتجميل صورتها الملوثة بمختلف أشكال الانتهاكات ضد الشعب اليمني.

وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات الحوثية ومروّجة لسياساتها الإرهابية، تحدّثت اليوم الثلاثاء، عن توزيع مساعدات إنسانية وأدوات منزلية لكادر كلية العلوم والإدارة بجامعة الحديدة بمديرية بيت الفقيه.

الكذبة الحوثية تضمّنت شقين، أحدهما يتعلق بوهم توزيعها مساعدات إنسانية والثاني دعم العملية التعليمية، وكلاهما عملٌ مفضوحٌ كشفت زيفه وإدعاءه الانتهاكات المليشيات في هذه المجالين.

المليشيات أجرمت في حق الشعب عندنا سرقت شحنات مساعدات الإغاثة والأغذية المخصصة للشعب الذي يواجه معاناة إنسانية، حيث ذكر بيانٌ صدر عن برنامج الغذاء العالمي - قبل أسابيع - أنّ الحوثيين يسرقون الأغذية من أفواه الجائعين ويحوِّلون شحنات الطعام، مؤكدًا وجود أدلة على استيلاء الانقلابيين على شحنات الإغاثة، وارتكابهم هذه الانتهاكات فى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

وطالب البرنامج، بوضع حد فوري للتلاعب في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن، وأضاف: "تمّ الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية، في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي خلال الأشهر الأخيرة، وأجريت هذه المراجعة بعد ازدياد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة".

اكتشف البرنامج هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها، المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.

وفي هذا السياق، صرح ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى.. يحدث هذا في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ، يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي".

اللافت أنّ المليشيات أخذت تبيع هذه المنتجات في السوق السوداء بالأسواق لتحقيق أرباح حتى وإن كانت على حساب أوجاع الشعب، ورغم المزاعم الحوثية بنفي تورطها في هذه الجرائم، لكنّ المليشيات حاصرتها أدلة كثيرة على سرقتها لطعام المواطنين وتحويل المساعدات إلى وسيلة للابتزاز والضغط على الأسر المحتاجة للدفع بأبنائها للانخراط معسكرات الحوثيين وإرسالهم إلى جبهات الموت.

وفي شأنٍ غير بعيد، اتهمت الحكومة - في مطلع يناير الماضي - مليشيا الحوثي بنهب واحتجاز نحو 697 شاحنة تحمل موادًا إغاثية، ومنع 88 أخرى من الدخول، خلال أكثر من ثلاث سنوات.

وقال بيانٌ صدر عن اللجنة الإغاثية العليا التابعة للحكومة، إنّ مليشيا الحوثي احتجزت ومنعت دخول أكثر من 88 سفينة إغاثية وتجارية ونفطية إلى مينائي الحديدة والصليف بمحافظة الحديدة في الفترة من مايو 2015 إلى ديسمبر 2018.

ومن بين هذه السفن، 34 سفينة احتجزها الحوثيون لأكثر من ستة أشهر حتى تلفت معظم حمولاتها، إضافةً إلى استهداف سبع سفن إغاثية وتجارية ونفطية بالقصف المباشر، وخلال نفس الفترة، قام الحوثيون بنهب واحتجاز 697 شاحنة إغاثية في الطرق الرابطة بين محافظات الحديدة وصنعاء وإب وتعز وحجة وذمار، ومداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

أمّا قطاع التعليم، فقد نال قسطاً كبيراً من الانتهاكات الحوثية في حق الشعب، فقد ذكرت تقارير أممية أنّ 4.5 مليون طفل حُرموا من مواصلة التعليم عام 2017 نتيجة إضراب المعلمين المطالبين بدفع رواتبهم بعد سرقتها من قبل المليشيات الانقلابية، كما دمرت الكثير من المدارس سواء جزئياً أو كلياً بفعل القصف منذ بداية الانقلاب.

وذكرت الأمم المتحدة - في وقت سابق - أنّ عدد الطلاب الذين لم يحضروا المدارس في عام ٢٠١٥ بلغ 2.9 مليون طالب، في حين أنّ ١.٨ مليون طالب تسربوا من المدارس لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة، فيما أشارت إحصائيات إلى أنّ القصف الحوثي منذ بداية الانقلاب استهدف ما يقرب من 2000 مدرسة تضرر بعضها كليًّا والبعض الآخر جزئيًّا.