القمة العربية الأوروبية الأولى.. سياساتها وأبرز ملفاتها

السبت 23 فبراير 2019 15:44:00
القمة "العربية الأوروبية" الأولى.. سياساتها وأبرز ملفاتها
تنطلق القمة العربية الأوروبية، يوم الأحد، لأول مرة في مصر لبحث ملفات مشتركة أبرزها مرتبط بقضايا المنطقة، والأمن والإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إن القمة التي تُعقد على مدار يومين، تحت شعار ”الاستثمار في الاستقرار“ ستركز على ”كيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومخاطر الإرهاب، وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب موضوعات الهجرة غير الشرعية، وتدفقات اللاجئين إلى داخل أوروبا“.
كما حدد الاتحاد الأوروبي، في بيان، أهداف القمة في نقاط عدة، أهمها:“تعزيز العلاقات المشتركة، ودفع التعاون بمجالات التجارة والاستثمار، والهجرة، والأمن، بالإضافة إلى الوضع في المنطقة“.
وتعتبر الموضوعات الأمنية، والاقتصادية، الأبرز في أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى، فيما تحدثت مصادر دبلوماسية عربية عن إدراج موضوعات اجتماعية على جدول القمة، ورغم عدم إعلان تفاصيلها، أكدت أنها ”لا تقل أهمية عن الجانب السياسي“.
وقبل انعقاد أعمال القمة، عُقد اجتماعان بين الجانبين العربي والأوروبي، الأول على مستوى الخبراء في مقر الجامعة العربية، نهاية الشهر الماضي وآخر وزاري في بروكسل مطلع شهر شباط/ فبراير الجاري.
وتجري وزارة الخارجية المصرية، مباحثات مع المشاركين ليكون التمثيل على أرفع المستويات، حتى تخرج القمة بالشكل المطلوب بعد حديث عن عدم حضور بعض الدول.
جدول الأعمال
تنطلق القمة العربية الأوروبية الأولى في منتجع شرم الشيخ السياحي على مدار يومي الأحد والإثنين 24 و25 شباط/ فبراير الجاري.
وتعقد الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة، مساء الأحد، تعقبها جلسة مفتوحة بين القادة المشاركين فيها، أو منصة حوارية للاتفاق على المسائل المهمة التي سيتم البدء بتنفيذها.
وتتواصل الجلسات في اليوم التالي (الإثنين)، على أن يُعقد مؤتمر صحفي مساء ذات اليوم، وإعلان البيان الختامي.
أبرز الحضور
قال رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي في القاهرة، إيفان سوركوش، إن 24 من رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سيشاركون في القمة.
وأضاف سوركوش، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر“، أن القادة الأوروبيين مهتمون بقوة بتعزيز التعاون مع جيراننا العرب“.
وأشار إلى أن ”24 من أصل 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ستحضر إلى شرم الشيخ هذا الأسبوع لحضور القمة الأولى لدول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية“، فيما قالت وسائل إعلام محلية مصرية إن 16 دولة عربية ستشارك في القمة.
ويمثل الاتحاد الأوروبي في القمة دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، وفيدريكا موغريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد.
ومن أبرز الحضور: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا، ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، جوزيب بوريل، والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز، وبيتر بيليجريني رئيس وزراء سلوفاكيا، ورئيس وزراء إستونيا يوري راتاس.
ومن بين القادة العرب المقررة مشاركتهم في القمة: العاهل السعودي الملك سلمان (بحسب صحيفة عكاظ) والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، والعراقي، برهام صالح، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، ووزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
ويتشارك كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، رئاسة القمة.
تشديدات أمنية
وتُعقد القمة وسط تشديدات أمنية مكثفة، حيث دفعت وزارة الداخلية المصرية بألفي ضابط وفرد أمن لتأمين المؤتمر، وتم إعداد خطة أمنية محكمة بالتعاون بين أجهزة الأمن جنوب سيناء (شمال شرق)، والقوات المسلحة لإحكام السيطرة الأمنية على مداخل ومخارج مدينة شرم الشيخ، وأيضًا المدقات الجبلية المؤدية إليها.
كما رفعت وزارة الطيران المدني درجة الاستعداد القصوى في مطار شرم الشيخ الدولي، من أجل استقبال الضيوف المشاركين.
ملفات بارزة
وقالت مصار دبلوماسية أوروبية وعربية إن القمة ستناقش تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، بالإضافة إلى الأمن، ومكافحة الإرهاب، والهجرة، والتغيرات المناخية، والأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية.
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مصدر دبلوماسي أوروبي، لم تسمه، أن“القمة ستناقش خمسة موضوعات رئيسة، هي: الشراكة العربية الأوروبية، والتحديات الدولية، والملفات الإقليمية، إلى جانب الهجرة، ومكافحة الإرهاب“.
وبحسب الدبلوماسي فإن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتصدر جدول أعمال القمة، لافتًا إلى أن القمة لا تتمحور حول قضية مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهذا الملف لا يعدو كونه أحد أجندتها.
و خلال الأسابيع الماضية، قالت وسائل إعلام أوروبية، إن ملف مكافحة الهجرة هو الملف الأساس على طاولة القمة، وإنها ستشهد توقيع اتفاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول شمال أفريقيا للتعاون حول الأمر.
وفي هذا الإطار، قال الدبلوماسي الأوروبي إن ”القمة هي لقاء متعدد الأطراف بين أعضاء الجامعة العربية وأعضاء الاتحاد الأوروبي، ولذلك لن يتم توقيع أي اتفاقات مع دول منفردة على هامشها“.
وأضاف أن الجانبين فرغا من اللقاءات التحضيرية للقمة، وبات كل شيء جاهزًا لانطلاقها، لكن مازال الطرفان يعملان على الوثيقة الختامية التي ستصدر عنها.
ولفت إلى أن عقد أول قمة عربية أوروبية رفيعة المستوى في شرم الشيخ الأسبوع المقبل، يعد إشارة مهمة وخطوة في اتجاه تعزيز الشراكة بين التكتلين.
وأضاف:“الاتحاد الأوروبي سيقدم للدول العربية خلال القمة مزيدًا من التعاون في مجالات عدة أهمها: الاستثمار، والتجارة، والأمن، والاستقرار“.
وفي العام 2015 وُقعت مُذكرة تفاهم بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، وعلى أساسها يعقد الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لقاءات مُنتظمة على مستويات مختلفة، ويتم تنظيم لقاءات لمسؤولين رفيعي المستوى.