نحن على مقربة من استعادة دولتنا

تاريخ نضال الشعوب في سبيل استعادة أوطانها وحقوقها مليء بالكثير من العِبَر والمآثر والبطولات والتضحيات والخيانات والخذلان؛ لا بل أن تاريخ العملاء جزء من واقع معاناتها، إلا أن هؤلاء لا يمثلون نموذجاً للقياس ولا على أساس مصالح القلة المستفيدة التي تسعى وتتحرك في الأوقات المفصلية الدقيقة لبث سمومها ومحاولة خلخلة الصفوف عبر أساليب تشويه إعلامية الهدف منها توجيه الاهتمامات لغايات أخرى، فكثيرا ما يجد هؤلاء في المناطقية ضالتهم، غير أن الماضي للتذكير بأحقاد الماضي ويمضون في تشويه العناصر الوطنية عبر عدة طرق وأساليب خبيثة، وقد تنطلي أساليبهم على بعض البسطاء كما هو الحال بالنسبة للقضية الجنوبية التي تواجه منذ عقود بأعداد كثر يمتلكون المال والإعلام ولا يتورعون عن توظيف كل ما يملكون في طريق هذا الحق، ناهيك عن ترتيب التاريخ وقلب الحقائق وتكريس مفاهيم جدًا مغلوطة أملاً منهم أن تغدو تلك المغالطات حقائق ثابتة، وكثيرا ما راهنوا على ذلك بالنسبة للجنوب في ظل غياب الإعلام الجنوبي الذي يمكنه أن يواجه ذلك؛ لا بل وظف الإرهاب وجماعاته وجرى تفريخ قوى إرهابية بهدف الإساءة للجنوب.

كل ما سلف واقع مؤلم عشنا تبعياته، ومع ذلك مضت نضالات شعبنا باتجاه استعادة الدولة وتجاوز حلقات النهب التي سعت إلى ترتيب صفوفها في مواجهة ثورتنا السلمية.

مضت ثورتنا عارمة باتجاه تحقيق الاستقلال والحرية وتجاوزت عقبات كثيرة ومتنوعة إلا أن الحق يفرض نفسه، فما تحقق على مدى سنوات مضت وضع الجنوب على الواجهة وأجهض جملة أشياء زائفة سعى إلى تكريسها أعداء قضيتنا وهذا هو بعد كل هذا الزمن والتضحيات.. الجنوب أمام عناوين نجاح لافتة أبرزها مجلسه الانتقالي الذي يواجه حقد تلك القوى الشريرة وتسعى لتشويه صورته إلا أن ليل العملاء والحاقدين قد ولّى إلى غير رجعة ولم تعد الجنوب تحت وطأة ووصاية كل هؤلاء.