غلايات الحسوة على أعتاب صيف حار!

بدأت مؤشرات كثيرة توحي أننا أمام تكرار مشكلة الكهرباء بعد أن تبين أن إدارة الكهرباء أمام مشكلات كثيرة لم يتم خلال الفترة الزمنية الماضية العمل على حلها حتى يمكن أن يتبدل وضع الكهرباء وإمكانياتها.. فرغم الحديث عن المنح المقدمة للكهرباء من قبل الأشقاء في التحالف إلا أن تلك الإمكانيات المادية تذهب في نطاق معالجات ترقيعية لم تلامس بعد جوهر المشكلة وفق مؤشرات المعنيين في الكهرباء الذين يوحون بأن الصيف القادم ربما تواجهنا فيه نفس معاناة السنوات الماضية للأسف الشديد.

 فهناك مديونيات باهظة جداً سببها الجانب الحكومي نفسه الذي لا يلتزم بمديونيته للكهرباء، ما يعني أن الجانب الحكومي هو في الأصل لب المشكلة التي لا يمكن تجاوزها بالحديث المتكرر عن غلايات الحسوة العتيقة التي تتكشف حالة اهترائها عند قدوم كل صيف..
 نعم لقد نعمنا بشتاء جميل وهو هبة ربانية في نطاق قوانين الطبيعة، ما يعني أن الأمور ليست كما ينبغي على نطاق الحلول والإمكانيات التي تخصص لهذا القطاع الذي يظهر أن مشكلته تبتلع مبالغ مالية هائلة دون أن تُنتج حلول.

مشكلة الكهرباء ليست ثانوية لارتباطها بمجمل جوانب الحياة والأنشطة السكانية التي عبرها تتخلق موارد آلاف البشر في المجتمعات أن لم يكن الملايين. 
وحين نشير إلى قدوم فصل الصيف مع ملازمة أزمة الكهرباء فإننا أمام واقع معاناة بل وضحايا كثر من كبار السن والأطفال، ناهيك عن وضع المستشفيات بدون كهرباء. الأمر الذي يجعلنا نشك في حكمة السلطات من عدم التفكير بوضع معالجات جدية لهذه المؤسسات التي تشكل قاعدة الاستقرار السكاني ومحور عملية التحديث، هذا إذا ما تحدثنا عن ارتباطنا بثورة العصر التي لا يمكن أن تكون في بلدان تعاني من حالة الانطفاء والانكفاء غير المسبوق ما يجعلها تداري صعوباتها الحياتية بمعزل عن العالم، علماً أن مديونية الحكومة بالإضافة للمتنفذين منذ عقود هي التي خلقت هذا الوضع الفوضوي الذي معه تعذر تحديث الكهرباء وتطويرها.