ثراءٌ فاحشٌ من تجارة الموت.. استنساخ حوثي لـمخدرات حزب الله

الأحد 3 مارس 2019 01:28:43
ثراءٌ فاحشٌ من تجارة الموت.. استنساخ حوثي لـ"مخدرات حزب الله"
"هل خيل لأحدٍ يوماً أن تكون المخدرات - تلك الآفة اللعينة، مُغيِّبة العقول، فاقِدة الوعي - سلاحاً يُقتل به الناس قصفاً وإمراضاً وتجويعاً".. يحدث  ذلك في اليمن، وهو جُرمٌ ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية، تكراراً لما تقوم به نظيرتها في لبنان (حزب الله).
منذ أن أشعلت مليشيا الحوثي الانقلابية حربها العبثية في البلاد في صيف 2014، اعتمدت على المخدرات كوسيلة لتمويل لعملياتها الإرهابية ضد الشعب، تنفيذاً لسياساتها الإيرانية، وتحقيق الثراء الفاحش لقادتها.
أحدث جرائم الحوثي في هذا السياق أحبطتها أجهزة الأمن في محافظة حضر موت، حيث ضبط 20 طناً من المخدرات، في واحدة من أكبر الكميات التي يتم ضبطها في تاريخ البلاد.
في التفاصيل، أوضحت المنطقة العسكرية الأولى للجيش اليمني - مقرها سيئون وسط وادي حضرموت - أنّها قامت مع قيادة مكافحة المخدرات في حضرموت بإتلاف 20 طناً من المخدرات المتنوعة بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بناء على توجيهات من النائب العام الدكتور علي الأعوش وبإشراف رئيس النيابة الجزائية المتخصصة. 
وبحسب البيان، تمّ ضبط هذه الكميات في عملية استخباراتية نفذتها المنطقة العسكرية الأولى والأجهزة الأمنية اليمنية بدعم قوات من التحالف العربي بمديرية زمخ ومنوخ القريبة من الحدود السعودية، حيث تمّ إحراق وإتلاف أكبر كمية من المخدرات على مدى تاريخ القضاء اليمني التي تمّ ضبطها من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية بالوادي والصحراء في محافظة حضرموت. 
الكمية المضبوطة من المخدرات كانت في طريقها إلى المليشيات تموِّل بها حربها العبثية ضد الشعب، حيث تقوم بالإتجار فيها وتهريبها عبر السواحل الجنوبية الشرقية لليمن مروراً بحضرموت ومأرب وشبوة والجوف عبر طرق صحراوية.
المخدرات تعدّ أهم الوسائل التي تعتمدها إيران لتمويل الانقلابيين، حيث وصل قادة المليشيات إلى حد الثراء الفاحش على حساب اليمنيين الذين باتوا على حافة المجاعة، كما أنّ تجارة الحشيش ازدهرت فى عهد الانقلاب الحوثي، وكثَّف تجار المخدرات الحوثيون نشاطهم للتهريب والتسويق فى الأعوام الثلاثة الماضية، وباتت بعض المدن الرئيسية أسواقاً مفتوحة للعرض والطلب، أسوةً بما تقترفه مليشيا حزب الله في لبنان.
ولطالما تورَّط حزب الله في شبكات الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال، وكان دائماً يتملص من هذه الادعاءات، غير أن الملفات التي تم فتحها عام 2016 والاعتقالات التي طالت أشخاصاً محسوبين عليه لم تدع له فرصة لإثبات البراءة أو النفي، فقد كانت أكبر من أن يتم دحضها أو تكذيبها.
ويتذرع الحزب بأنّه يحصل على التمويل من مشروعات خيرية ومتبرعين بعد الإدراج المتكرر لشخصيات لبنانية على لوائح الإرهاب والمطلوبين عربياً وعالمياً.
وبيّنت تقديرات اقتصادية، صدرت في نهاية العام الماضي، أنّ حجم الأموال المتدفقة فى خزائن الانقلابيين الحوثيين من المخدرات تصل إلى ستة مليارات دولار سنويًّا.
وكانت منظمات مجتمع مدني ووكالات إغاثة في مجال مكافحة المخدرات قد حذّرت من أنّ تدفُّق الأدوية المزيفة الرخيصة والمخدرات غير المشروعة، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة وتزايد شعور المجتمع بخيبة الأمل، تؤدي إلى تعاطي المخدرات في اليمن، وتفرض ضغطاً متزايداً على الخدمات العامة التي تعمل بأقصى طاقتها بالفعل.
وفي نهاية العام الماضي، كشف التحالف العربي بالأدلة كيفية استخدام المليشيات للمخدرات، حيث قال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي إنّ مليشيا الحوثي الموالية لإيران تتاجر بالمخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية.  
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أنّه تمّ ضبط أكثر من 275 كيلوجراماً من المخدرات، التي تمّ تسهيل دخولها إلى بعض المناطق التي يشرف عليها الحوثيون، لافتاً إلى أنّ هذه المليشيات تتاجر في المخدرات لتمويل عملياتها، متابعاً: "المخدرات تستهدف الشباب للسيطرة على عقولهم حيث يتم تهريبها إلى صنعاء بالتعاون مع جهات خارجية مثل حزب الله الإرهابي". 
وفي نوفمبر الماضي، أعلن متحدث التحالف أنّ المليشيات الحوثية تقوم بتهريب وترويج المخدرات للحصول على الدعم المالي، وذلك عن طريق استخدام صناديق المساعدات الإنسانية لإخفاء المخدرات داخلها، ودعا المنظمات المعنية للقيام بواجبها في وقف تهريب الميليشيات لآثار اليمن التاريخية. 
وتعد إيران البؤرة الأساسية ومستنقع تهريب المخدرات الأساسي لمليشيا الحوثي، إذ أنّ المخدرات المهربة من طهران تحتل طليعة مصادر الحوثيين والتي يجنون من ورائها ملايين الدولارات عبر التجارة بها وترويجها بالداخل اليمني.