الحاجة أم الاختراع

انتشرت في الاونة الاخيرة حمى البحث عن الأحجار الكريمة في ثنايا الطبيعة/ كما لو أن الناس اهتدوا ولأول مرة أن الطبيعة من حولهم زاخرة بالأنواع الثمينة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة ونحوها من المعادن، إذ يعتبر الألماس والزمرد والياقوت من الأحجار الكريمة غالية الثمن في حين تسمى الأنواع الأخرى أحجار شبه كريمة، وهذه الأخيرة توجد بها أنواع ثمينة ايضاً حتى أنها تباع بالقيراط.. والثابت أننا نجهل أسماء تلك الأحجار المعروفة لدى الجيولوجيين، وأهم المناطق التي تتواجد فيها، فهي تتركز في المناطق البركانية المحددة وفق خارطة الجيولوجيا بشأن أهم مواقعها في الطبيعة.

وعودة إلى حمى البحث عن الأحجار التي انتشرت وبقوة في عموم مناطق الأرياف ربما يحكم الفقر وغياب فرص العمل وبدوافع تحقيق النجاح في اكتشاف بعض انواعها إلا أن معظم هؤلاء الهواة لا يعملون بمعرفة ما يجعل فكرة البحث غير نافعة، الحال الذي تجعل هؤلاء يعزفون عن فكرتها بعد عدة أشهر من البحث،
رغم أن فكرة البحث عن كنوز الارض ليست جديدة بالنسبة للبشر بدليل أن الكثير من المعادن والتي منها النحاس من أقدم المعادن التي اكتشفها الانسان وكانت تصك منها العملات ما قبل الميلاد عند حضارات كثيرة منها بل أشهرها الحضارة اليونانية العريقة ثم تطورت معارف البشر واهتدوا بعد ذلك للحديد والذهب والفضة ونحوها من المعادن، حتى أن معدن الذهب الذي عرف اليهود بصياغته ووضع المصوغات منه، كل ذلك جرى عبر طرق تقليدية في استخلاصه من الطبيعة.. تلك الطرق التقليدية مكننتهم من إنتاج كميات هائلة من معدن الذهب استخدم في صناعة العملات والحلي والتيجان والسيوف الأثرية، كل ذلك تم عبر طرق جداً تقليدية قبل اكتشاف الآلات الحديثة.

فحمى البحث عن المعادن والأحجار ربما وجد لها حديثاً انتشار واسع في الوطن العربي عموماً كما هو حال الأشقاء في السودان وصحاري البحث عن الذهب..
 وأحب أن أشير هنا إلى مقارنة عجيبة في أسواقنا وما يتم بيعه من احجار كريمة معظمها مقلدة مغشوشة تأتي من الخارج، في حين أن تلك الأحجار الكريمة وشبه الكريمة متوفرة على نطاق واسع في بيئتنا، ما يدعونا للحرص على عدم قبول المغشوش فيها التي دون شك تلغي تماماً ما لدينا من أنواعها الثمينة.

وهنا يبرز السؤال: هل اهتدينا بعد كل هذا الزمن إلى كنوز أرضنا الثمينة؟