ألاعيب الحوثي.. مجرمو الحرب يتحدثون عن دعم متحدي الإعاقة

الثلاثاء 12 مارس 2019 22:22:00
ألاعيب الحوثي.. مجرمو الحرب يتحدثون عن دعم متحدي الإعاقة

فيما بدا أشبه بالكوميديا السوداء، تناست مليشيا الحوثي الانقلابية عديد جرائمها ضد الشعب مروجةً مزاعم وأكاذيب عن تقديم الدعم لمتحدي الإعاقة.

الأبواق الإعلامية الناطقة بلسان المليشيات زعمت اليوم الثلاثاء، أنّه تمّ تنظيم مشروع تدريبي لدعم من أصيبوا بإعاقات دائمة في الحرب التي أشعلتها هي تنفيذاً لأجندات خارجية.

الكذبة الحوثية التي تعلقت بصنعاء، جاءت بعد أيامٍ قليلة من جرائم حرب ترتكبها المليشيات على جبهة أخرى تضاف إلى تاريخ المليشيات المكتظ بآلاف الانتهاكات ضد المدنيين.

منظمة حقوقية دولية حذّرت اليوم الاثنين، من جرائم حرب يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين في منطقتي حجور بمحافظة حجة، والحُشا بمحافظة الضالع، عبر عمليات قنص وقصف عشوائي وتهجير للسكان وتفجير للبيوت.

وقالت "منظمة سام للحقوق والحريات"، ومقرها جنيف، في بيان لها، إنّ هذه الجرائم والانتهاكات أدت حتى اللحظة إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن هدم أكثر من 17 منزلاً في منطقة حجور، منها 13 منزلاً بقرية التامرة، إضافة إلى تفجير مسجد ومدرسة وتضرر مئات المنازل بسبب القصف، وتهجير ما يزيد عن 2700 أسرة.

وأكّدت المنظمة أن الانتهاكات في منطقة حجور بدأت عندما قصفت ميليشيا الحوثي في 10 يناير الماضي قرية "شليله" بصاروخين من نوع كاتيوشا، ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين نصفهم من النساء، وجرح 5 آخرين.

وفي 26 يناير الماضي، قصفت ميليشيا الحوثي مخيما للنازحين من قرية "شليله" بصاروخ أسفر عن مقتل 8 مدنيين، وجرح ما يقارب 24 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

وبيّنت أن مليشيا الحوثي شنت في بداية شهر فبراير الماضي، هجوماً شاملاً، من ثلاث جهات، على منطقة حجور، مستخدمةً كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بما فيها الدبابات ومدافع الهاون، والصواريخ البالستية.

كما رصدت المنظمة إطلاق مليشيا الحوثي ثلاثة صواريخ بالستية في الرابع والخامس من مارس الجاري، أطلقت من منطقتي عبس الساحلية وجبل حديد في مديرية خيران المحرق، على منازل المدنيين، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، ونزوح أكثر من 2000 أسرة إلى مناطق أكثر أمناً، منهم 425 أسرة لجأت إلى القرى المجاورة، و225 أسرة إلى المدارس.

وذكرت المنظمة أن ميليشيا الحوثي فرضت حصاراً اقتصادياً شاملاً على المنطقة، ثم قامت بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عنها، سعياً منها إلى التعتيم على جرائمها. كما منعت مليشيا الحوثي دخول المواد الإغاثية والأدوية للسكان المحاصرين في قرى حجور.

وأشارت إلى توقّف الحركة التجارية والحياة العامة، إضافةً إلى تعطل العملية التعليمية في أغلب مدارس المنطقة، حيث توقفت أكثر من 100 مدرسة عن التعليم، مما أضاف أكثر من 2000 طالب إلى قائمة الأطفال اليمنيين المحرومين من التعليم. كما لحقت الأضرار بما يزيد عن 150 مزرعة تعود ملكيتها للمدنيين.

ونقلت المنظمة الحقوقية الدولية عن شهود عيان تأكيدهم أن ميليشيا الحوثي منعت إسعاف بعض المصابين جراء القصف، ما أدى إلى وفاتهم.

ولفتت إلى انتقام مليشيا الحوثي بشكل واسع من الخصوم من خلال تفجير منازلهم، وإحراق مزارعهم ومواشيهم، واستهداف منازلهم بالقصف العشوائي، مما يشي بوجود سياسة ممنهجة ومتعمدة ضدهم، ما يجعل هذه السياسات ترقى إلى أن تكون جرائم حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها والآمرين بها.

وذكرت المنظمة أنها رصدت تفجير 16 منزلاً في منطقة حجور، وتضرر أكثر من 1500 منزل منذ بدء العملية في المنطقة، مما يعقد الوضع الإنساني بصورة كبيرة، ويعرقل عملية عودة النازحين إلى قراهم في القريب العاجل.

من جهة أخرى، بيّنت "سام" أن منطقة الحُشا في محافظة الضالع تتعرض هي الأخرى لهجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث قُتل 8 مدنيين، وجُرح أكثر من 30، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى تفجير منزلين، كما أغلقت 4 مدارس، وهو ما حرم 1500 طالب وطالبة من الدراسة، بينما أجبر القصف 700 عائلة من قرى سناح وقعطبة والفاخر والزقمة على ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أقل خطراً.

في سياق متصل، قالت الحكومة أمس الاثنين، إنّ صمت الأمم المتحدة حيال ما يتعرض له سكان حجور من قصف وحصار من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية "غير مقبول"، ودعتها للضغط الحازم على الحوثيين لفك الحصار عن أبناء مناطق حجور والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية للمتضررين.

جاء ذلك على لسان وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن، عبدالرقيب فتح، أثناء لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، ممثل برنامج الأغذية العالمي محمد محمود، لمناقشة الترتيبات العاجلة لتقديم الدعم الإغاثي والإنساني اللازم للمنكوبين في مناطق حجور.

وشدد فتح على أهمية ممارسة أساليب الضغط على الانقلابيين لفك الحصار والوقف الفوري لعمليات استهداف السكان وزيادة معاناة السكان في محافظة حجة.

بدوره، أكَّد المسؤول الأممي، استعداده الكامل لتقديم الدعم الكامل والتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة والسلطات المحلية وكافة الجهات ذات العلاقة بتنفيذ المشاريع وتقديم المساعدات الإغاثية.