تخوفاً من سيناريو حجور.. تحرُّك استباقي حوثي في الحديدة

الأربعاء 13 مارس 2019 02:53:00
تخوفاً من "سيناريو حجور".. تحرُّك استباقي حوثي في الحديدة

فيما بدا أنّه تحرُّك استباقي لمواجهة الطوفان، نظّمت مليشيا الحوثي الانقلابية ندوةً لحشد القبائل في مديرية كمران بمحافظة الحديدة إلى صفوفها تخوُّفاً من اندلاع انتفاضة كالتي أقامتها قبائل حجور في محافظة حجة.

وأظهرت هذه الفعالية، مدى الخوف الحوثي من انتفاضة قبلية تُكبّدها خسائر فادحة كما حدث في حجة، بالإضافة إلى خوفها من تعري وجهها الحقيقي وكشف زيف الإدعاء بأنّ "حاضنة شعبية" تقف وراءها.

وحرصت المليشيات على توجيه القبائل ضد الحكومة والتحالف العربي، ودعت إلى الانضمام إلى صفوفها بل وتمويل عملياتها الإرهابية أيضاً، في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل جرائم المليشيات المكتظ بهذه الجرائم.

ونالت المليشيات الحوثية خسائر هائلة في حجة، وفي وقتٍ من سابق اليوم شيّع الانقلابيون أكثر من 30 جنازة من مستشفيات صنعاء لعناصرهم الذين سقطوا في المعارك هناك.

وقالت مصادر لـ"المشهد العربي" إنّ المليشيات شيَّعت اليوم أكثر من 30 قتيلاً من عناصرها من ثلاجات مستشفيات الكويت، والعسكري و48 والثورة، والشرطة، وجميعهم سقطوا خلال الأيام الماضية في حجور.

وإجمالاً، سقط المئات من عناصر الحوثي بين قتيل وجريح خلال المعارك في مناطق قبائل حجور بمحافظة حجة، والتي استمرت أكثر من شهرين.

وإزاء ذلك، لم تجد المليشيات سبيلاً إلى الانتقام من المدنيين، فارتكبت جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية أسقطت مئات الشهداء والجرحى.

وفي تحرّك دولي يرمي إلى ردع مليشيا الحوثي الانقلابية عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين، وجّهت الحكومة - السبت الماضي - رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن باعتباره الراعي لتطبيق اتفاق السويد، بشأن المجازر المروعة التي ارتكبتها المليشيات في حجور بمحافظة حجة.

وجاء في الرسالة أنّ المليشيات الحوثية فتحت خطوط مواجهة جديدة ضد المدنيين في منطقة حجور في محافظة حجة، وأشارت إلى أنّ قرى حجور تتعرض لعمليات إبادة جماعية وخروقات مريعة.

كما أوضحت الرسالة كذلك أنّ الحصار الخانق الذي تفرضه المليشيات الحوثية على منطقة حجور، نتج عنه القطع الكامل لدخول إمدادات الغذاء والماء والدواء.

وناشدت الحكومة، في رسالتها، مجلس الأمن بتحمل بمسؤولياته وبتوجيه شجب شديد اللهجة للخروقات الحوثية، ومطالبة الميليشيات الحوثية بالوقف الفوري لأعمال الإبادة الجماعية، التي يستخدمون خلالها الأسلحة الفتاكة ضد الأهالي في حجور.

وباتت مديرية كشر بمحافظة حجة هدفاً حوثياً لارتكاب جرائم إبادة جماعية قورنت بالنازية التي رسخت في العقول والأذهان عن أدلوف هتلر.

واقتحمت المليشيات الحوثية منطقة العبيسة وعدداً من القرى بمديرية كشر، وذلك بعد قصف عنيف بالدبابات والصواريخ استمر لعدة أيام، وأدى إلى تدمير وإحراق عدد من القرى وتشريد أكثر من 2000 أسرة.

وتزامنت عملية الاقتحام مع كثافة نيران أطلقتها المليشيات، تضمَّنت إطلاق صواريخ بالستية، على مواقع المقاومة القبلية والقرى في ظل حصار خانق فرضته الميليشيات الانقلابية على منطقة العبيسة من أربع جهات.

وأشارت تقديرات أولية إلى أنّ عدد الضحايا من المدنيين حتى الآن يتخطى 150 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة لمئات الجرحى.

في سياق متصل، أصدر شيوخ قبائل حجور بياناً، جاء فيه أنّ مليشيا الحوثي تشن "حرب إبادة" ضد السكان في مديرية كشر، حيث اقتحمت القرى وقامت بتفجير المساكن على رؤوس ساكنيها.

وكانت مصادر قبلية تحدّثت الأربعاء الماضي، عن تعرُّض قبائل حجور لخيانة من شخصيات محسوبة على الحزب الاشتراكي، ما تسبَّب في سقوط مناطق كانت القبائل قد دحرت المليشيات منها.

المواقع التي أضاعتها "الخيانة" على القبائل، هي جبل المنصورة ومناطق الحديتين والقيم وبلاد بني مسلم والقومي والقميمه بيد الحوثيين، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصبحت مناطق أخرى عرضةً لأنْ تستعيد المليشيات السيطرة عليها، بالرغم من التضحيات البطولية التي قدّمتها القبائل في مواجهاتها مع الحوثيين.

وقالت مصادر مطلعة إنّ من قاد هذه المؤامرة هو خالد القاضي أحد مشايخ كشر، ومسؤول الحزب الاشتراكي في المديرية قاد هذه المؤامرة، وهو أيضاً رئيس ما تُسمى اللجنة الثورية الحوثية هناك، بدءاً من وادي سودين في عزلة العبيسة بمديرية كشر.

ومن هذا الوادي دخلت المليشيات الحوثية إلى بني شهر ومنها إلى قرية النامرة التي فجّرت المليشيات كل بيوت أهلها "قبيلة بني جبهان"، ومن النامرة صعدت إلى حصن وجبل المنصورة.