مكرٌ ثم افتراس.. كيف تلاعبت المليشيات بالمجتمع الدولي منذ 18 ديسمبر؟

الأربعاء 13 مارس 2019 22:52:34
مكرٌ ثم افتراس.. كيف تلاعبت المليشيات بالمجتمع الدولي منذ "18 ديسمبر"؟

منذ توقيع اتفاقية السويد في 18 ديسمبر من العام الماضي، لم تتوقف مليشيا الحوثي الانقلابية عن التلاعب بالمجتمع الدولي في أي فرصة تجاه الحل السياسي.
المليشيات الحوثية حسبما تقول صحيفة الاتحاد، لم تترك أي فرصة للحل السياسي إلا واستغلتها في اتجاهين، الأول خداع الوسيط الأممي والمجتمع الدولي، والثاني إعادة ترتيب أوضاعها على الأرض.
منذ توقيع اتفاق ستوكهولم، لم تحترم المليشيات الهدنة بقدر ما اخترقتها عبر الانتهاكات اليومية، وآخرها ما حدث بالأمس من استهداف فريق الحكومة في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار بشأن الحديدة بصواريخ الكاتيوشا، أثناء اجتماع كان هدفه الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار.
لكنّ الانتهاكات - والكلام للصحيفة - لم تواجه إلى الآن برد فعل غاضب من الوسيط الأممي، وإنّما تمّ الرد عليها بمواقف باردة سرعان ما يستفيد منها الحوثيون في ارتكاب المزيد من الجرائم.
وأشارت "الاتحاد" إلى أنّ التفاف المليشيات الحوثية على الاتفاق واضح ومستمر إلى درجة أنّه لم يعد هناك وجود لهذا الاتفاق الذي لم ينفذ منه أي شيء حتى الآن، سواء لجهة الانسحاب من موانئ الحديدة، أو إطلاق سراح المعتقلين والمخفيين قسراً، أو غير ذلك من انتهاكات لدرجة أنه لم يتعدّ الحبر على الورق.
واختتمت الصحيفة افتتاحية اليوم بالقول: "الحوثيون لا يفهمون إلا لغة واحدة هي المواجهة".
وكان الأعضاء الخمسة دائمون العضوية بمجلس الأمن قد عبّروا عن قلقهم إزاء تواصل عدم تنفيذ اتفاق السويد الذي تم بين الحكومة والمليشيات الحوثية برعاية الأمم المتحدة، ودعوا إلى تطبيق اتفاق السلام بمدينة الحديدة، وهي خطوة يأملون أن تؤدي إلى نهاية للصراع الدائر منذ أربع سنوات.
وقال سفراء الصين وفرنسا وروسيا بريطانيا والولايات المتحدة لدى اليمن - في بيان - إنَّهم يشعرون بقلق بالغ إزاء عدم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ستوكهولم في ديسمبر التي تمّ الاتفاق خلاله على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات من الحديدة وتبادل الأسرى وإعادة فتح ممرات إنسانية لمساعدة ملايين اليمنيين الذين يعانون الجوع مع نشر مراقبين دوليين للإشراف على الوضع.
وصرح السفراء: "نحن نحث الطرفين على البدء في تنفيذ الاتفاق بنية حسنة ودون مزيد من التأخير وندعو الجميع إلى ضمان قدرة بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة على تأدية عملها بأمان ودون تدخل".
وانتهك الحوثيون مراراً الاتفاق بعد أيام قليلة من توقيعه حيث أكّدت مصادر حينها أنّ المليشيات سارعت لاستئناف حفر الخنادق وإقامة الحواجز الإسمنتية في الطرقات الرئيسية إضافةً إلى شنها هجمات على قوات الحكومة اليمنية كما نفذت عمليات قنص واعتداءات بطائرات مسيرة.
واستغلّ الحوثيون الاتفاق لإعادة ترتيب صفوفهم بعد هزائم متتالية في المدينة الساحلية على البحر الأحمر والتي يشكل ميناؤها منفذاً حيوياً لإمدادات السلاح الإيرانية للمتمردين وأيضاً شرياناً حيوياً للمساعدات الدولية وإمدادات الغذاء والدواء.
ويمكن القول إنّ انتهاكات الحوثيين ومناوراتهم السياسية دفعت اتفاق الحديدة إلى حافة الانهيار فيما تستمر الجهود الأممية لإنقاذ الاتفاق الذي شكّل في لحظة ما اختراقاً في جدار الأزمة اليمنية ومهد لتسوية سياسية، لكن آمال التسوية سرعان ما تبخرت على وقع الخروقات الحوثية.