جوجل يحتفل بالأديبة المصرية جميلة العلايلي

الأربعاء 20 مارس 2019 14:29:04
جوجل يحتفل بالأديبة المصرية جميلة العلايلي
يحتفل محرك البحث العالمي "جوجل"، اليوم الأربعاء، بالذكرى الـ 12 لميلاد الأديبة المصرية جميلة العلايلي، بوضع صورتها بشكل كاريكاتيري على صفحة البحث الرئيسية، ولدت جميلة في 20 مارس 1907 في المنصورة وفارقت الحياة 11 أبريل 1991، عن عمر يناهز 84 عاما.
ومن المنصورة توجهت جميلة للقاهرة، حيث استقبلها الدكتور أحمد زكي أبو شادي رائد مدرسة "أبولو" الشعرية، والدكتور إبراهيم ناجي، وعلي الجندي، والدكتور زكي مبارك، والدكتور محمد مندور، وصالح جودت، وغيرهم من النقاد، شعرها بطريقة طيبة وأثنوا عليها كشاعرة، فشجعها ذلك على الانتقال من المنصورة إلى القاهرة للإقامة الدائمة فيها، بعد أن كانت زياراتها خاطفة ومحدودة وتقتصر على دار الأوبرا الملكية.
ويضم العالم الشعري لجميلة العلايلي دوائر عديدة متداخلة، تجمع بين شعر الحب والطبيعة والشكوى والتأمل والشعر الصوفي الإيماني والوطني والاجتماعي، علي غرار ما تميز به شعراء جماعة "أبولو" من أمثال ناجي وصالح جودت ورامي وغيرهم. ويظل طابع التأمل ـ في الكون وأسراره ـ طابعاً عاماً يكسو شعرها بغلالة من الحيرة والشجن والإحساس العميق بالأسر، والرغبة في الانطلاق وتحطيم القيود، كما تظل الصياغة القريبة من لغة الكلاسيكية الجديدة في كثير من قصائدها، لتصبح جامعة ومازجة بين فضاءين شعريين: كلاسيكي ورومانسي.
كما أن مقالاتها الشهرية في مجلتها الأهداف (1949 1975) التي تهدف فيها إلى الإصلاح والتذكير بالقيم والمثل وتناول قضايا الأخلاق والآداب ومنزلة الأمومة، ولها أيضا عديد من الروايات الطويلة التي يمتزج فيها السرد القصصي مع الشعر.
أصدرت جميلة ديوانها الأول “صدى أحلامي” عام 1936، فيما أصدرت الثاني “صدى إيماني” عام 1976، بعد أربعون عامًا من ديوانها الأول، وجمعت فيه شعرها الصوفي والإيماني.
ونجحت الأديبة المصرية في تشكيل الكثير من الصور الفنية الناجحة في أشعرها، حيث استخدمت وسائل التشبيه والاستعارة وتراسل الحواس، وجمعت في موسيقى أشعارها بين الاحتفاء بنهج المدارس المحافظة في مراعاة وحدة الأوزان والقوافي، وبين التجديد في الشكل الشعري والموسيقي باستلهام أنماط الموشحات والمسمطات والمربع والمزدوج، والإكثار من الشعر المقطعي مع تنويع القوافي.
نظمت جميلة صالونًا أدبيًا باسم "المجمع الأدبي" وساهمت في إخراج جيلًا جديدًا من الشعراء، وكانت مثالا للفتيات الريفيات اللائي ناضلن من أجل الوصول لحلم الكتابة والتواجد وسط القاهرة بؤرة انتباه العالم العربي لكونها مركز الثقافة المشع.
تعرضت "جميلة" في أيامها الأخيرة إلى معاناة من أمراض الشيخوخة ولزمت مقعدها بسبب كسور تعرضت لها أثناء سقوطها بمنزلها، وظلت تحافظ على عادة الكتابة والشعر حتى رحلت عن عالمنا في 11 أبريل من العام 1991، تاركة خلفها بصمة وإرثًا ثقافيًا هائلًا.