عاصفة الحزم أربع سنوات من الإنجازات والنجاح

في السادس والعشرين من مارس 2015م انطلقت عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن من همجية الحوثيين ولصد المد الإيراني وعرقله أطماعة في السيطرة على المواقع الاستراتيجية والقضاء على خططه في تحويل المنطقة إلى قاعدة للنفوذ الإيراني ، وكبح عبثهم بمقدرات البلد وتحطيم حياة ومستقبل الشعب وتحويله إلى خنجر مغروس في خاصرة الدول العربية.
أربع سنوات مضت منذ انطلاق عاصفة الحزم كان فيها الكثير والكثير من الأحداث والإنجازات التي كانت في صالح الشعب والأرض وساعدت على التخفيف من المعاناة والاستبداد التي فرضتها الحرب العبثية ، وكل هذه الصعوبات والعقبات خلقت إرادة فولاذية لدى الشعب في مواصلة الحياة وفرض سياسة الأمر الواقع والتعايش مع ظروف الحياة الجديدة والتي دعم التحالف كل مظاهرها وساعد على تثبيت قواعدها المتينة ، وكان له الدور الأبرز في مساندة الشعب والتخفيف عنه وعلى رأس دول التحالف دولة الإمارات العربية المتحدة صاحبة البصمة والدور المشرق في أحياء ودعم كافه مجالات الحياة .
عاصفة الحزم قرار تاريخي :
عشر دول تحالفت لصد وردع الظلم في البلد الشقيق في قرار تاريخي كان الأهم والسبب لعودة الأمل لملايين من الناس تحولت حياتهم في لحظات لدمار وتحطمت أمالهم لان الحوثيين أرادوا انتزاع الأمن والأمان واللهث وراء أطماعهم وأطماع الدولة التي تحركهم ألا وهي إيران ، عاصفة الحزم قادتها المملكة العربية السعودية وكانت معها بالروح والدم دولة الإمارات العربية المتحدة وكلا من مصر والكويت والبحرين والسودان والأردن والمغرب ، وبهذا التدخل العسكري المتمثل في الغارات الجوية ضد الحوثيين والحرس الجمهوري المتحالف معهم التابع لعلي عبدالله صالح .
فقد سيطر سلاح الجو السعودي على أجواء اليمن ودمر الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال السويعات الأولى لانطلاق عاصفة الحزم ، وقد أعلنت وزارة الدفاع السعودية بإن الأجواء اليمنية أجواء محظورة .
وبعد أربع سنوات من انطلاق عاصفة الحزم تم أستعادة أكثر من 80% من الأراضي المحتلة من قبل الحوثيين، وانهزم الحوثيين هزيمة تلو الهزيمة واستطاعت القوات الجنوبية المدعومة من التحالف من تحرير عدن ولحج وأبين وشبوة لتلحق بالضالع التي حررها أبنائها من براثن الحوثيين وقوات صالح وتأمين مضيق باب المندب وتحرير المخا والساحل الغربي والوصول إلى الحديدة ومحاصرة الحوثيين وردع عبثهم وإطماعهم .
أجزاء كبيرة من الأرض تحررت وعادت لها الحياة وكلما تذكرنا تلك اللحظات الرهيبة التي أعلنت فيها جماعة الحوثي وقوات صالح شن الحرب عشنا ذكريات أليمة وانبثق نور الأمل بانطلاق العاصفة التي دعمت وساندت وخلقت القوة والأمل للمقاومة وللشعب الأعزل .

شعب أعزل يواجه ترسانة مسلحة:
فرضت حرب 2015م على الشعب مواجهة لم تكن بالحسبان ، وخياران لا ثالث لهما أما أن تدافع عن أرضك ومدينتك أو تستسلم وترضخ للحوثيين ، ولكن الحقيقة أن الشعب الجنوبي سطر أروع البطولات الملحمية التي يذكرها الجميع بالشواهد والأدلة
وأن معظم المدافعين عن عدن كانوا من السكان المدنيين الذين حملوا السلاح ضد الغزاة الحوثيين ووقفت إلى جانبهم المقاومة الجنوبية وشكلوا قوة لا يستهان بها ، حملت السلاح وعملت حزام قوي لصد العدوان وتأمين السكان الآمنين في مدينة عدن في المناطق التي لم تسقط بيد الحوثيين ، وحتى المناطق التي استولى عليها الحوثيين قاوم فيها الشباب والكبار وتبادلوا أسلحتهم البسيطة محاولين بكل ما أوتوا من قوة ردع هذه الجيش المدجج بالأسلحة التي روعت النساء والأطفال ، وقتلت وسلبت الحياة من الكثير ، فسقط الشهداء شهيد تلو الشهيد .
أما بالرصاص الحي أو عن طريق القناصين او الموت تحت الأنقاض بسبب "الهاونات"، وقذائف الدبابات وتعددت أساليب القتل والتنكيل بالشعب الأعزل ولكن الهمة والحماس لم يضعف أبدا، وبرغم انتشار الأمراض كحمى الضنك والكوليرا التي فتكت بالناس والجوع جراء الحصار الخانق، إلا أن الناس صمدت وقاومت الظلم واختارت الحياة والاستمرار في الدفاع عن عدن والجنوب وتكاتف الجميع يد بيد للعبور من المحنة الصعبة .
حتى رأت عدن النور في 14 يوليو 2015م بالنصر الكبير الذي غاب عنه كل من أستشهد ودفع حياته فداء للوطن وفي اللحظات الحرجة أثبت أنه بطل يضيء أسمة بنور الحرية .

تحرير عدن:
سيطر الحوثيون وقوات صالح على مناطق من العاصمة عدن وعلى مطار عدن الدولي وأصبحت عدن مدينة منكوبة جراء هذا العدوان الآثم الذي أستمر أكثر من ثلاثة أشهر وظلت المقاومة الجنوبية تقاوم بقيادة أبو الشهداء اللواء على ناصر هادى حتى لحظة استشهاده، رغم قله العتاد العسكري والأسلحة ونقص الخبرة لدى الشباب إلا أنهم استمروا في المقاومة حتى قيام عملية السهم الذهبي في منتصف يوليو العملية المشتركة التي قادتها المقاومة الجنوبية بأشراف الشهيد اللواء جعفر محمد سعد مسنودة بغطاء جوي لمقاتلات التحالف العربي ، وبمشاركة قوات برية إماراتية واستخدمت الأسلحة الحديثة كالصواريخ الموجهة والمضادة للدبابات من طراز (جافلين)، وتمكنت المقاومة من السيطرة على مطار عدن وتحرير عدن ومطاردة فلول الحوثيين وتوسعت دائرة التطهير لتشمل لحج وأبين وشبوة ، لتعلن القوات بداية جديدة لفرض الأمن والأمان في المحافظات المحررة ولكن المهمة ليست هينة فالموت والعبث الذي خلفه الحوثيين لم يكن بالشيء السهل .
فقد زرعوا الألغام في كل مكان ومنها ألغام مضادة للأفراد في عدن وأبين وبحلول 12 أغسطس استطاعت الفرق المختصة في إزالة 91 لغما مضاد للأفراد وألغام أخرى 666 لغما مضاد للعربات و316 عبوة ناسفة بدائية الصنع ، وقد تسببت الألغام بمقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 332 آخرين في عدن ولحج وأبين ، وقدرت أعداد الألغام بحوالي 150 ألف لغم كانت كفيلة بحصد الكثير من الأرواح البريئة .

إعداد وتكوين القوات الجنوبية:
استطاعت عاصفة الحزم ورجال المقاومة من إنهاء التمدد الإيراني في عدن والمحافظات المجاورة لها ونجح التحالف في قطع يد إيران العابثة من اللعب في المنطقة العربية ووأد طموحاتها المشبوهة ، واستطاعت المقاومة الجنوبية بأن تخلق جواً من الثقة المتبادلة بينها وبين التحالف العربي الذي ساعد على مد المقاومة بالأسلحة النوعية والعتاد العسكري .
ودرب الشباب لتكوين قوات قادرة على حماية المحافظات المحررة وساعد على نشرها لتأمين الأرض من أطماع الحوثيين والجماعات الإرهابية ، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية تكون الحزام الأمني والنخب الحضرمية والشبوانية والمهرية والأمن العام ، وسخر التحالف الدعم الكامل لهذه القوات بالأسلحة والمدرعات والذخائر والمرتبات الشهرية للأفراد، وحققت القوات النجاحات الباهرة في صد العدوان ومكافحة الإرهاب وتأمين الحدود ومحاربة الحوثي حتى في مناطق نفوذه .
والقوات العسكرية الجنوبية تتلقى دعمها الكامل من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تكافح الإرهاب وتساعد على تحقيق الانتصارات الكبيرة على أرض الواقع .

الإمارات في الجنوب .. دور مشرق وحليف قوي:
دور الإمارات في الجنوب كان ولا زال ذو أهمية كبيرة ، فيد الإمارات تساند وتدعم الشعب في كل ما يحتاج ، ووقفت موقف لا ينساه التاريخ منذ اللحظة الأولى ولبت نداء الواجب ونجحت في أمور عجزت فيها حكومة الشرعية من التخفيف عن المواطنين .
وصفحات مشرقة ومشرفة رسمتها دولة الإمارات في دعم الشعب ومساندته والوقوف معه في أحلك الظروف ، وهذا ليس بالشيء الغريب أو الجديد فالدولة التي تعيش على نهج الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله ستكون من أوائل الدول الداعمة للأشقاء فهي تحترم الدول المجاورة لها وتتعاون معها ، وجهودها الجبارة ذات أهداف ومبادئ سامية وخالدة تصب في مصلحة الشعب وتنطلق من الحس الكبير بالمسؤولية تجاه الغير .
فالإمارات شريك النصر الكبير من تحرير عدن وكل المحافظات الجنوبية حتى مكافحة الإرهاب في كل ركن وزاوية ، فأفعالها واقع نعيشه بشكل يومي ويرن على مسامعنا ، فهي من سلحت المقاومة والجيش وساندت بالغطاء الجوي ووفرت المعدات والأسلحة ، وما زالت تدعم كل جبهات القتال في المخا والساحل الغربي والحديدة وضحت بخيره أبنائها في سبيل هذه الأرض .
وكانت أول من كسر الحصار عن مدينة عدن فقد وفرت الحماية لسفينة جبل علي ونجحت في إيصالها إلى ميناء الزيت في البريقة في حرب 2015م لتخفف من معاناة أبناء عدن ، وقامت بتأهيل مطار عدن وصيانته واستقبال طائرات الإغاثة ونظمت عمليات إجلاء الجرحى عبر مطار عدن الدولي ، وأجلت أكثر من 1500 جريح عقب الحرب مباشرة وتكفلت بعلاج الجرحى حتى اللحظة .
أن جهود دولة الإمارات جهود مضيئة ومتنوعة في مختلف المجالات وتسعى إلى الخير وإعادة الأمل والاستقرار ، فالقوافل التي سيرتها كثيرة جدا ساعدت على توفير احتياجات الناس من الغذاء والدواء والتنمية وفتح المشاريع الصحية والتعليمية والأعمار وتأهيل المستشفيات والمدارس بأكثر من 100 مدرسة في عدن ، ودعم لا محدود في مختلف القطاعات وقدمت أكثر من 120 سيارة لأمن عدن وتأهيل فرق الدفاع المدني .
ومن مظاهر الدعم رفد القوات في جبهات القتال بالزوارق والسفن الحربية وعملت على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع ، وزودت الكهرباء بالمولدات والمعدات في عدن وأبين ولحج والمخا والساحل الغربي وحضرموت .
وخلال عام التسامح ساعدت على إيصال المساعدات الإنسانية فقد وزع الهلال الأحمر الإماراتي 8300 سلة غذائية استفاد منها نحو 54 ألف شخص في شبوه ، ومشاريع للمياه في مناطق كثيرة ، الأمثلة كثيرة للعطاء الإماراتي الداعم للشعب ومنها توزيع 300 سله غذائية مستهدفا 1500 فردا من ذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية الطموح في المكلا ويشار إلى أن السلال الغذائية بلغت في عام التسامح حوالي 6702سله استهدفت 33510 من أفراد الأسر المحتاجة في حضرموت .
وكرم الهلال الإماراتي أمهات وزوجات الشهداء ، ودعم الجامعات الحديثة كجامعه أبين ، وتم تلبية نداء العاصمة عدن إلي تجتاحها حمى الضنك بعمل حملة الرش الضبابي لمكافحة الحمى .
تظل الإمارات الشقيقة العون والسند رغم محاولات إخوان اليمن وقطر البائسة لتشويه دورها النابض بالحياة ، وتصوير دولة الإمارات كعدو للشعب وتزييف الحقائق ونشر الأكاذيب التي يقومون بتلفيقها ويعيشون جو الكذبة ويصدقونها ، فمكافحتها لإرهابهم أوجعهم وزاد من أنينهم وأصبحوا يتخبطون دون هدى ، أذن فدولة الإمارات منبرا للخير والدعم اللامحدود والشقيقة المعطاءة .