الحوثي ليس مجرد قاتِل
نبيل الصوفي
حسب الزميل محمد الخامري، فقد سأل المحقق الأبَ الذي أغرق بناته الثلاث في خزان الماء بدعوى الخوف عليهن من الجوع:
ألا تخاف من الله؟
فرد عليه: قولوا للذي قطع رواتبنا ودمرنا يخاف الله.. الله أكبر منكم كلكم، وهو عارف إيش اللي عملته، وهو كريم رحيم مش مثلكم، وأنا أنتظر أموت بعد بناتي".
هوس العار عند الذكور فاجر.
لو كان فعلاً خائفاً من الجوع وحده كان رمى نفسه معهن في نفس الخزان..
لو كن أولاداً ما كان ليفعل ذلك..
الجوع والفقر أفزعه، ووعي العار الفاجر أصاب عقله بالانهيار..
لم تفزعني الحادثة على حكاية الفقر والجوع، هي موجعة في أنها واحدة من أدلة انهيارنا العقلي والنفسي وليس فقرنا وجوعنا..
لا يكترث الحوثي ولا الشرعية بما يحدث لوعي الناس ونفوسهم وعقولهم خارج جبهات الحرب.
أقصى ما سيقوله الحوثي هنا أن الأب "مش مؤمن بالله"، ولن يكترث أن خطابه عن "الله" هو واحد من أسباب هذا الانهيار..
خطاب الحوثي، يتحدث عن الله بقلة دين، وقلة أدب ووقاحة، لا يتفاعل معها إلا من التحق بالقتال أو بالمصالح المرتبطة به، تديُّن الحوثي تدين حربي دموي، فاجر يعرِّي الناس ويتركهم بلا دين، فتصبح حياتهم قاسية وموجعة وبلا يقين..
لا يفجِّر الحوثي، فقط، بيوتنا ودولتنا وجماجمنا.. هو يفجِّر وعينا وإحساسنا وعقلنا وعاطفتنا، يهدم تديننا ووطنيتنا وسلامنا وحتى أبوتنا واخوانيتنا وعائلاتنا..
لعنة الله عليك يا عبدالملك الحوثي.. يا أس القذارة والفجور..