بجولات خاطفة.. غريفيث يبحث عن دعم دولي قبل استئناف مفاوضات الحديدة
هناك أسئلة عديدة طرحتها زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث إلى موسكو في هذا التوقيت تحديدا، قبل أن يبدأ جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة والمليشيات الحوثية بشأن الانسحاب من الحديدة، في وقت اختفي فيه عن الأنظار لأكثر من شهر على إثر الخلاف الذي نشب بينه وبين الشرعية.
وبدا واضحا أن المبعوث الأممي يبحث عن دعم دولي أو حد أدني من التوافق حول خططه المستقبلية بشأن المفاوضات، ومحاولة تحسين صورته التي اهتزت كثيرا بعد أن وقف في صف المليشيات الانقلابية وسمح لها بالمراوغة مرات متعددة، وبالتالي فإن إشراك أطراف دولية بتفاصيل التفاوض والوضع الراهن على الأرض قد يجنبه كثيراً من الحرج حال اتخذ قرارات تشي بأنها تصب في صالح الحوثيين.
ويذهب البعض للتأكيد على أن غريفيث قد يكون لديه خطة جديدة يسعى لتسويقها والحصول على الحد الأدنى من التوافق الدولي حولها، والارتكان على الأطراف التي من الممكن أن تتدخل لإقناع هذا الطرف أو ذاك بأهمية ما يدور في ذهنه، وبالتالي توسيع دائرة المفاوضات بدلاً من أن تكون مقتصرة فقط على الحكومة والمليشيات الحوثية فقط.
قال المبعوث الأممي إلى اليمن، "مارتن غريفيث"، اليوم الاثنين، إنه عقد اجتماع مثمر مع وزير الخارجية الروسي في العاصمة "موسكو"، وأكد بيان للبعثة الأممية على صفحتها الرسمية بالفيسبوك، أن الاجتماع الذي عقده "غريفيث" مع وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" كان مثمرا.
وأبدى المبعوث الأممي- الذي يطلق عليه أغلب اليمنيين بـ"منقذ الحوثيين"- في بيانه "امتنانه" لاستمرار الدعم من روسيا ، ورحب بمشاركتها البناءة في جهود تحقيق السلام في اليمن.
وبدء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في وقت سابق اليوم الاثنين، جولة مكوكية جديدة افتتحها بزيارة روسيا لإنعاش الملف السياسي لحل الأزمة اليمنية. وكان مكتب البعثة الأممية قد أعلن اليوميين الماضيين، انه بعد انتهاء زيارة "غريفيث" لروسيا، سيتجه صوب الإمارات، وسلطنة عمان.
وكان المبعوث اجتمع الأسبوع الماضي مع الحكومة اليمنية بعد "سحابة عتب" إزاء أدائه الذي وصمه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، بالتجاوزات.
وأوضح المبعوث الأممي في بيان صحفي أنه "مصمم على التوصل إلى حل سياسي شامل للنزاع في اليمن، ويشجعه التزام الأطراف وأصحاب الشأن على الانخراط معه"، وكان غريفيث استهل جولته الجديدة من المملكة العربية السعودية، وذلك بلقاء مسؤولين يمنيين وسعوديين.
والأربعاء الماضي، أعلنت الرئاسة اليمنية استئناف التعاون الكامل مع جريفيث بعد قطعية استمرت نحو شهرين، وذلك بعد التزام الأمم المتحدة بالعمل بحيادية في ملف الحديدة.
وكانت الحكومة الشرعية أوقفت التعامل مع جريفيث قرابة شهرين، وأكدت أنه يحابي الحوثيين ويتماهى مع إجراءاتهم الأحادية، لكنها تراجعت في إطار حرصها على تحقيق السلام، بعد تعهد المبعوث الأممي بـ"عملية سياسية محايدة" في اليمن، واعتراف الأمم المتحدة بانتهاكات مليشيا الحوثي.
كما كذبت الأمم المتحدة الأسبوعين الماضيين الخطوات الحوثية الأحادية والانسحاب الوهمي، وكشفت أن الانتشار العسكري الحوثي لا يزال موجوداً إلى حد كبير.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قد أكد في رسالته أن "الحكومة الشرعية هي الممثل الوحيد للشعب اليمني وأن العلاقة الإيجابية معها هي مفتاح حل الأزمة واستئناف عملية السلام".
وجدد التزام الأمم المتحدة بمواصلة العمل مع الأطراف، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل بقيادة يمنية في اليمن.
وقبل أيام أكدت مصادر حكومية، أن هناك توافقاً مبدئياً لعقد اجتماع يضم ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين في لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، بعد توقف الاجتماعات فترة ليست بالقصيرة، بيد أن تحديد المكان والزمان لم يجر بعد.