رفع الحجب الإلكتروني يكشف المحظور في العلاقة بين الحوثي والإصلاح
أقدمت مليشيا الحوثي على خطوة كشفت المحظور في علاقتها بتنظيم الإخوان ممثل في حزب الإصلاح، بعد أن رفعت الحجب عن المواقع الإخبارية الإلكترونية، التابعة لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، وكذا مواقع الصحف والفضائيات القطرية، وهو ما يبرهن على العلاقة المفضوحة بين الدوحة وطهران,
وكانت ميليشيا الحوثي، المسيطرة قد حجبت جميع المواقع الإخبارية المحلية المخالفة لتوجهاتها، وكذا مواقع الصحف والقنوات الإخبارية الخليجية والعربية والدولية، القريبة من توجه التحالف العربي في اليمن، عقب سيطرتها على صنعاء.
غير أن متابعين للمواقع الإلكترونية أكدوا أنهم بدءوا، اليوم الاثنين، بتصفح مواقع الإصلاح، وفي صدارتها الموقع الرسمي للحزب ”الإصلاح نت“ وموقع الصحيفة الناطقة باسمه ”الصحوة نت“، بدون استخدام تطبيقات كسر الحجب والمواقع الوسيطة (البروكسي).
وقالت مصادر محلية، إن الميليشيات الحوثية، رفعت الحجب على مواقع وسائل الإعلام القطرية، بما في ذلك موقع قناة الجزيرة على شبكة الانترنت ”الجزيرة نت“ و”العربي الجديد“، إضافة إلى النسخ الإلكترونية للصحف الورقية القطرية.
في المقابل، أبقت ميليشيا الحوثي، الحجب، المفروض على المواقع الإخبارية الإلكترونية المحلية والخليجية والعربية، المخالفة لها، من غير التابعة للإخوان وعناصرهم.
وتأتي خطوة الحوثيين لرفع الحجب عن وسائل إعلام الإخوان وقطر، عن المتصفحين داخل اليمن، في سياق التنسيق بين الطرفين، خاصة فيما يتعلق بالحملات الإعلامية الموجهة ضد دول التحالف العربي، بقيادة السعودية.
وتأتي الخطوة الحوثية في وقت نشرت فيه صحيفة "العرب" اللندنية، تقريرا أشارت فيه إلى ارتفاع مستوى التنسيق الإعلامي خلال الآونة الأخيرة بين الدوحة ومسقط في ما يتعلق بالملف اليمني، مشيرة إلى أن الحملات المتصاعدة ضد التحالف العربي في الأيام الماضية هي إحدى نتائج هذا التنسيق الذي حشدت له الدولتان الكثير من إمكانياتهما الإعلامية والمادية.
وأشارت المصادر إلى نقل معظم النشاط الإعلامي الموجّه ضد التحالف العربي إلى مدينتي مسقط وصلالة العمانيتين، تحت إشراف مشترك من عمان وقطر، ومشاركة العديد من الناشطين والإعلاميين والسياسيين اليمنيين الذين تم استقطابهم وتوفير الإمكانيات المادية لهم.
ونوهت مصادر بحسب ما نشرت صحيفة “العرب” إلى أن الحملات الإعلامية المنتظمة ضد الرياض وأبوظبي على الصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت تصاعدا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، هي أحد مخرجات الخلية الإعلامية التي تجتمع بشكل متواصل في العاصمة العمانية، لتنسيق جهود الدعاية وتوحيد الخطاب الإعلامي المعادي لدول التحالف، وتضم إعلاميين وناشطين يمنيين.
ويتكون أعضاء خلية مسقط الإعلامية من ناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي اشتهروا بمعاداتهم للتحالف العربي والإساءة له، يقيمون في الولايات المتحدة ومدن أوروبية وتركيا وقطر، إضافة إلى إعلاميين عاملين في الحكومة الشرعية ممن تخصصوا بمهاجمة دولة الإمارات فقط وانتقل بعضهم للعيش مؤخرا في مسقط فيما لا يزال البعض الآخر يقيم في الرياض، ويقوم بزيارات سرية لسلطنة عمان.
ووفقا للمصدر فقد شهد نشاط هذه الخلية تطورا لافتا بعد انضمام إعلاميين وسياسيين محسوبين على الشرعية اليمنية إليها وانتقال بعضهم للعيش في مسقط، في محاولة لتحاشي الحساسية السعودية من الارتباط المباشر بالدوحة التي باتت تدرك كما يبدو أهمية استخدام أدواتها داخل الشرعية مع الحفاظ على مصالحهم وإظهارهم كأصوات تمثل الحكومة اليمنية فقط.
وأشارت المصادر إلى أن عمل “خلية مسقط الإعلامية” يتمحور حول تشويه دور التحالف العربي وشيطنة وجوده خصوصا في سقطرى والمهرة، من خلال الحديث عن وجود مطامح إماراتية في سقطرى وسعودية في المهرة وإطلاق حملات إعلامية متتالية في هذا السياق.
وبينما ينخرط كل المنتمين إلى هذا النشاط بمن فيهم الإعلاميون المحسوبون على الشرعية في الهجوم على الإمارات، يكتفي البعض منهم بإثارة اللغط حول وجود القوات السعودية في المهرة في مسعى لتقاسم الأدوار وتوزيع المهام والاختصاصات.
وإضافة إلى حملات سقطرى والمهرة التي تقف خلفها الخلية، والتي يحضر أعمالها ممثلون عن مسقط والدوحة، يتم التركيز وفقا للمصادر على إظهار وجود صراع خفي بين أطراف التحالف العربي وتحديدا السعودية والإمارات، حيث يتعمّد بعض أعضاء الخلية المنتمين إلى الشرعية الإساءة للإمارات من داخل السعودية، فيما يعمل فريق آخر على محاولة تصوير ذلك بأنه يتم بموافقة الرياض وبضوء أخضر منها.
وساهمت وسائل الإعلام المحسوبة على قطر في تنفيذ خطة الحوثي الساعية لغض الطرف عن هزائمها المتلاحقة التي تواجهها في الضالع، ما ظهر من خلال ترويج الشائعات الحوثية بشأن الوصول إلى مناطق داخل المملكة العربية السعودية ولم تكتفي بهذا الأمر بل أن قناة "الجزيرة" على سبيل المثال أفردت تغطية واسعة للشائعة الحوثية الخبيئة ما يعني أن المليشيا الانقلابية تقوم بتوظيف الإعلام القطري لتحقيق مصالحها.
وخلال الشهر المنقضي ركزت الأبواق الإعلامية التابعة لقطر على نقل شائعات ترتبط بدولة الإمارات العربية المتحدة وتصوريها كأنها هي العدو الأول لليمنيين في وقت لم تتوانى فيه عن تقديم الدعم العسكري والمالي والإنساني في المحافظات المحررة، بل أن دعمها كان سببا رئيسيا في نجاحات القوات الجنوبية من جانب والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي تمر بها اليمن على الجانب الآخر.
وسائل الإعلام القطرية حاولت أيضا نقل صورة مغايرة عن العلاقة ما بين دول التحالف العربي في محاولة فاشلة لاختراقها، وكذلك فإنها عمدت على قلب الحقائق فيما يتعلق بمواجهة جرائم الانقلاب الحوثي، وجيمعا أدوار حاولت طهران من خلال دبلوماسيتها وأذرعها الإعلامية القيام بها منذ انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015 لكن من دون أن تحقق نتائج.