السعودية تعلن تمسكها بعودة الفلسطينيين إلى وطنهم
جددت المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، تمسكها بحق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، وطالبت بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم؛ لحل قضية ملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في دول العالم.
وقال بيان صادر عن اجتماع لمجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، إنّه ”يجدد التأكيد على أن المملكة ستظل رائدة في دعمها للاجئين الفلسطينيين“.
وأضاف البيان أنّ مجلس الوزراء، ”يشدد في هذا الصدد على مضامين كلمة المملكة أمام مؤتمر دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في نيويورك، وما اشتملت عليه من تأكيد على أن حق الفلسطينيين وذرياتهم في العودة إلى وطنهم غير قابل للتصرف، وهو من الحقوق الثابتة والراسخة“.
وكان المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، قال في كلمته الأسبوع الماضي، إنّ حق الفلسطينيين وذرياتهم في العودة إلى وطنهم غير قابل للتصرف، وهو من الحقوق الثابتة والراسخة ولا ينقضي بمرور الزمان ولا يسقط بالتقادم.
وأضاف المعلمي في المؤتمر، الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنه فضلًا عن كون حق العودة حقًا إنسانيًا وأخلاقيًا، فهو حق قانوني وسياسي كفلته لهم القرارات الدولية.
وقال: ”يجب التأكيد على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر القضية الفلسطينية، وأن نعي تمامًا أن أزمة اللاجئين الفلسطينيين ليست أزمة إنسانية بقدر ما هي أزمة سياسية لن يتم معالجتها إلا بمعالجة السبب الرئيس وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وبقية الأراضي العربية، وفقًا للقرارات الدولية والمبادرة العربية“.
ودعا الدبلوماسي السعودي إلى ”إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وتمكين أبناء الشعب الفلسطيني من العودة إلى وطنهم الأصلي وفق قرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار الجمعية العامة رقم 194 لعام 1948“.
ووصف تهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو 70 عامًا بأنه ”إحدى أكبر المآسي التي شهدها التاريخ المعاصر التي أصبحت تعرف بالنكبة، مشيرًا إلى أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين قد بلغ أكثر من 5.4 مليون فلسطيني في مخيمات اللجوء بعيدًا عن الديار التي شردوا منها، وهم محرومون من أبسط سبل العيش الكريم، تحييهم آمال العودة إلى وطنهم وفقًا لقرارات الأمم المتحدة التي كفلتها لهم“.
وأشار المعلمي إلى أنّ ”معاناة اللاجئين الفلسطينيين تزداد على المستوى الإنساني والاقتصادي والاجتماعي يومًا بعد يوم؛ بسبب تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف، وتسجل فيها معدلات مرتفعة فيما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي والفقر والتشريد ونضوب القدرات على التحمل وزيادة في حالات اليأس والبطالة لدى الفلسطينيين؛ بسبب الحصار والممارسات الإسرائيلية غير القانونية على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، وانتهاكاتها المستمرة لقرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية“.
وقال إنّ ”السعودية من أكبر الدول دعمًا للشعب الفلسطيني، وأكبر الدول المانحة لوكالة (الأونروا)، حيث ”قدمت السعودية لوكالة (الأونروا) منذ العام 2000 وحتى العام 2019 ما يقارب المليار دولار؛ لدعم برامجها النبيلة وتوفير المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، وإن مجموع المساعدات المقدمة من المملكة لفلسطين بلغ ما يقارب الـ 7 مليارات دولار خلال نفس الفترة، عبر دعم أكثر من 200 مشروع إنساني وتنموي وخيري“.
وأكد المعلمي أنّ بلاده ”ستظل رائدة في دعمها للاجئين الفلسطينيين الذين عانوا وما زالوا يعانون من فقدان ديارهم وأراضيهم وسبل عيشهم على مدى أكثر من سبعة عقود من الزمن“، مشددًا على أن ”المملكة ستبذل جميع مساعيها لإيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه (الأونروا)“.