امتحانات الثانوية العامة بلحج .. الغش الفاحش برعاية المراقبين
المشهد العربي - تقرير - خاص
"عام بلا غش" شعار أطلقه مكتب التربية والتعليم محافظة لحج العام الماضي فيما سمي بجدية الإدارة في القضاء على ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة لتصحيح مسار التعليم، وتجويد المخرجات لمستقبل أفضل للطلاب والوطن، إلا أن الشعار كان مجرد كلام بدون تطبيق منذ إطلاقه في العام 2017-2018م.
وشهدت أغلب المراكز غشا عبثيا امتدادا للأعوام السابقة، وكان من المنتظر في ذلك العام بمركز مدرسة عباس الحسيني تطبيق الشعار عليه فيما عرف بالتضحية أو الفداء لخلق الرهبة في باقي المراكز بهدف الالتزام مستقبلا ولكن لم يحدث ذلك.
عام الغش
كان المتوقع أن العام الدراسي 2018-2019م سيكون أكثر تشددا في مكافحة ظاهرة الغش لتأتي الفاجعة هذا العام في تسجيل خروقات كثيرة في مختلف المراكز الامتحانية وخاصة في مديريتي الحوطة وتبن باعتبار أن المديريتين تمثل واجهة المحافظة. .
وسارت الامتحانات معززة بالغش الفاحش في الكثير من المواد الامتحانية في مختلف المراكز والتي لم يعكرها سوى زيارات مشرفي اللجنة الإشرافية في المحافظة والتي استهدفت مراكز الحوطة وتبن، وتخلت عن زيارة المراكز البعيدة نظير ما عانته تلك اللجان من مضيفات في بعض المراكز خارج إطار الحوطة وتبن، ما أجبر لجنة المحافظة عدم إرسال المشرفين إلى المديريات البعيدة أو امتناع المشرفين عن الذهاب حفاظا على ماء وجوههم .
حقائق امتحانية
منذ أول أيام الامتحانات ظهرت الأخبار عن وجود غش فاضح برضى روؤساء المراكز والمراقبين، بمقابل مادي يدفعه الطلاب نظير التسهيل ، ولكن حرصا على استمرار تلك الحالة رفض العديد من الطلاب إفشاء تلك الأسرار خوفا من تعنت قد يطالهم بحرمانهم من الغش وإفشالهم وهو ما أكدوه في نهاية الامتحانات .
تأكيدات على الغش
لقد تعالت أصوات العديد من العاملين في الحقل التربوي من الوهلة الأولى، مؤكدة على حضور ظاهرة الغش في الامتحانات من منطلق ملامستها ورؤيتها لعمليات الغش في المراكز، بتواطؤ كل الجهات مدموغة بالأدلة التي تؤكد على انفتاح الغش على مصراعيه في ظل محاولة التعتيم من اللجنة الفرعية بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، في فضاء تعليمي أفسد هوائه وفاحت ريحته في أرجاء المحافظة .
آخر فضائح الغش
بعد المحاولات العديدة من قبل اللجنة الإشرافية الفرعية بالمحافظة، إظهار سلامة الامتحانات وخلوها من ظاهرة الغش وانتهائها بردا وسلاما، جاءت الأنباء من بعيد عن اكتشاف غش منظم وفاضح إدارة أحد المراكز الامتحانية في مديرية تبن بكل حنكة واقتدار، كان نتيجتها مئات الآلاف صرفت وهدايا ثمينة لمعلمين أنهوا مهمتهم على أكمل وجه في تغشيش الطالبات بحسب الخطة المتفق عليها، مع مجلس آباء ذلك المركز المحترم والذي هو واجهة المحافظة تعليميا وانضباطا فإن كانت اللجنة الفرعية تعلم فتلك مصيبة وإن لم تك تعلم فالمصيبة أعظم .