25 عاماً على يوليو الأسود.. الجنوب من الانكسار إلى الانتصار
رأي المشهد العربي
مرت 25 عاماً على أحداث يوليو الأسود في العام 1994 حينما احتلت القوات الشمالية أرض الجنوب بذريعة الوحدة التي تحولت بعد سنوات من الانكسار إلى ثورة جنوبية حاشدة في العام 2007 لتستمر آثارها حتى وقتنا هذا بعد أن نجح أبناء الجنوب في تطهير أراضيهم من المحتل الإخواني والمليشيات الحوثية في أعوام 2015 و 2016، وتستمر الانتصارات حتى الآن وتجسدها القوات الجنوبية في معركة الضالع.
استمرار الانتصار الجنوبية بحاجة إلى استمرار جملة من العوامل الحالية واستحداث أخرى في مواجهة المؤامرات التي يتعرض لها الجنوب، أول العوامل التي يجب التمسك ودعمها شعبيَا ترتبط بحالة التكاتف الحالية حول الأهداف المرحلية للجنوب، وهي حالة يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يجيد الترويج لقضية الجنوب سياسيًا ودبلوماسيًا بالداخل والخارج، واستطاع أن يقود أبناء الجنوب نحو هدف واحد وهو استعادة الدولة.
العامل الثاني الذي بحاجة للاستمرار أيضًا يرتبط بتوجيه دفة اهتمامات أبناء الجنوب ناحية الدعم العسكري للقوات في ظل حملات التبرع الشعبي سواء بالمال أو العتاد أو حتى بالأفراد من خلال تزايد أعداد المتطوعين في جبهات القتال، وهو عامل يؤكد على مدى إدراك المواطنين العاديين لقداسة الدور الذي تقوم به القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة المحتل الحوثي والإخواني أيضًا.
أما ثالث العوامل فيتعلق باستمرار الحالة الثورية الحالية لاستئصال الإخوان بشكل جذري من محافظات الجنوب، واستكمال حالة الحشد الشعبي السلمي في الشارع لحين التخلص من القيادات التنفيذية التي زرعتها الشرعية أولاً ثم التخلص من الخلايا النائمة التي تثير القلائل بين الحين والآخر تمهيدا لسيطرة جنوبية كاملة مع استعادة الدولة، لأن إقصاء الإخوان يكون ناجحا حال كان الأمر مثار ترحيب شعبي كما هو في حالة الجنوب الآن وكما كان سابقاً في مصر على سبيل المثال.
العامل الرابع الذي بحاجة أيضَا ليستمر أيضا يرتبط بالتعاون القوي مع دول التحالف العربي وفي القلب منها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تضفي ثقلاً على القضية الجنوبية التي تدعمها منذ العام 2015 حين بدأت تطهير محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية وتستمر حتى وقتنا هذا، كما أن العلاقة ما بين التحالف العربي والقوات الجنوبية هي علاقة تكاملية يندمج فيها القوى العسكرية الجنوبية على الأرض بالقوى الجوية والاستخباراتية للتحالف العربي.
وعلى الجانب الآخر فإن ما تحتاجه القضية الجنوبية بشكل عام لاستكمال خطوات الانتصار حتى استعادة الدولة يقتضي تزايد الترويج الإعلامي لإنجازات القوات الجنوبية على مدار السنوات الماضية والتعامل مع شائعات الإخوان التي لا تتوقف وتحاول أن تضرب العلاقة ما بين الجنوب والتحالف العربي، وعدم السماح بنجاح هذه المخططات لأنها تمثل الحرب الأكثر عنفًا حتى من المعركة العسكرية التي يكون فيها العدو ظاهرا ويمكن التعامل معه بالسلاح.
وكذلك فإن محافظات الجنوب بحاجة إلى الاستقرار الأمني الذي يساهم في استعادة الدولة وهو دور منوط لقوات الحزام الأمني والنخب الأمنية ويتطلب تعاونًا أكبر من جانب المواطنين وكذلك من حكومة الشرعية لطرد العناصر التي تحاول إثارة المشكلات الأمنية بين الحين والآخر وتطهير مؤسسات الأمن التابعة للشرعية من الموالين للإصلاح والذين يكون هدفهم الأساسي عدم استقرار الجنوب.