مهمة غيرت وجه البشرية.. احتفالات بالذكرى 50 على إطلاق مهمة أبولو11
في مثل هذا اليوم قبل 50 عاماً، أقلع ثلاثة رواد فضاء أميركيين من فلوريدا إلى القمر في مهمة غيّرت وجه البشرية، واليوم الثلاثاء، يجتمع اثنان منهم في منصة الإطلاق نفسها للاحتفال بهذه الذكرى.
ففي 16 يوليو 1969، انطلق نيل أرمسترونج وباز ألدرين ومايكل كولينز في مهمتهم التاريخية إلى القمر.
واليوم، تقام احتفالات ونشاطات احتفاء بالذكرى الخمسين لانطلاق هذه المهمة، ومن أبرزها اجتماع ألدرين (89 عاما) وكولينز (88 عاما) وهما الرائدان اللذان ما زالا على قيد الحياة في منصة الإطلاق في فلوريدا، في غياب أرمسترونج الذي توفي في العام 2012.
وقد استغرقت رحلتهم أربعة أيام للوصول إلى القمر، قبل أن تلامس الوحدة القمرية المعروفة باسم "إيغل" سطح القمر في 20 يوليو 1969. وبعد ساعات قليلة، خرج أرمسترونغ منها وأصبح أول رجل يسير على القمر.
أما كولينز فبقي في وحدة "كولوكبيا" في مدار القمر، وهو الجهاز الوحيد الذي كان من شأنه أن يعيدهم إلى الأرض.
وقال للصحافيين في نيويورك في مايو في حدث ضمن سلسلة فعاليات منظمة للمناسبة "كانوا يعلمون وأنا كنت أعلم أنهم إذا فشلوا في الخروج لسبب ما، لا أستطيع فعل شيء لهم... لم يكن لدي معدات هبوط في كولومبيا، ولم يكن في وسعي النزول لإنقاذهم".
وألدرين، الذي لم يشارك في كثير من النشاطات، حضر بعض الأحداث المهمة بما في ذلك عشاء أقيم يوم السبت الماضي، بلغ سعر أرخص بطاقة لحضوره ألف دولار.
وقد واجه ألدرين الناشط على "تويتر" رغم تقدمه في السن والذي دائماً ما يرتدي جوارب بألوان العلم الأميركي، مشكلات صحية وخلافات عائلية بلغت ذروتها في قضية قضائية حول شؤون مالية جرت تسويتها في مارس.
وسيكون نجم الاحتفالات اليوم باعتباره الرجل الثاني الذي تطأ قدماه سطح القمر. وما زال هناك أربعة فقط من الرجال الـ 12 الذين ساروا على القمر، على قيد الحياة.
لم تتمكن الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى من إعادة البشر إلى القمر منذ العام 1972 حين نفذت مهمة "أبولو" الأخيرة.
وقد وعد الرئيس الأميركي جورج بوش القيام بذلك في العام 1989، وكذلك وعد نجله جورج بوش الابن في العام 2004، متعهداً الوصول إلى المريخ، لكنّ كليهما تصادما مع الكونجرس الذي رفض تمويل تلك المغامرات.
من جانبه، أعاد الرئيس دونالد ترامب تنشيط السباق إلى القمر والمريخ بعد توليه منصبه في العام 2017. لكن الأثر الفوري لذلك كان إحداث اضطراب داخل وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".
وطرد رئيس "ناسا" جيم برايدنستاين، الأسبوع الماضي، رئيس قسم استكشاف الفضاء في "ناسا" وليام غيرستنماير على الأرجح بسبب خلافات حول موعد العام 2024 الذي حدده ترامب لإرسال رواد أميركيين إلى القمر.
ويبدو من غير المحتمل أن تكون خمس سنوات كافية لرحلة جديدة إلى القمر نظراً إلى أن الأجزاء الأساسية، أي الصاروخ والكبسولة ومركبة الهبوط، ما زالت غير مكتملة وبالتالي غير جاهزة.
وقال برايدنستاين لشبكة "سي أس بان" الأسبوع الماضي "ليس لدينا الكثير من الوقت لنضيعه، وإذا كنا في حاجة إلى التحلي بحس قيادي، فلا بدّ من التحرك الآن".