المفرطون بالدماء الجنوبية يتباكون على البسطات الشمالية
د.عبده يحيى الدباني
ارتفعت هذين اليومين بعض الأصوات الجنوبية تندد ببعض الإجراءات الأمنية التي قامت بها أجهزة الأمن في أوساط النازحين من الشمال، أو لما حدث من تصرف فردي هنا أو هناك بسبب غليان الشارع في الجنوب، هذه الأصوات الجنوبية النشاز لم ترفع عقيرتها يوما دفاعا عن الجنوب واحتجاجا وغِيرة على ما جرى ويجري لشعبه المظلوم منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، ولعلها شاركت في صنع ذلك. ولم تندد بجرائم الإصلاح في الجنوب واحتفالاته في تعز شماتة وتشفيا بالجنوبيين لما أصابهم من ضر في صباح الخميس الأسود.
المسألة وما فيها نحن ندركها تماما، وهي تقع في مجال المناكفات السياسية تحريضا على المجلس الانتقالي الجنوبي والحزام الأمني والمقاومة الجنوبية، فهذه الأصوات صادرة عن خونجية جنوبية شاذة وبقايا عفاشية ومجموعة دنابيع حمق، فحتى إذا قال هؤلاء كلمة حق فإنما يريدون بها باطلا.
نحن نعرف أن أكثر هذه البيانات الصادرة عن الشيخ زعطان أو الشيخ فلتان أو قبيلة فلان أو عشيرة مهران هي من صناعة الإصلاح الذي ليس له من الصلاح والإصلاح إلا الاسم، ولكن مع هذا ندرك أن هناك أصواتا جنوبية نشازا تحركها أسيادها عند أي استحقاق سياسي أو ثوري جنوبي لخلط الأوراق والتغطية والتمويه والتعمية على جرائمهم في الجنوب، هؤلاء هم المرزوء بهم شعبنا، المصاب بهم العاقون لتراب أرضهم والمتاجرون بدماء أبناء الجنوب. هؤلاء المتباكون هم الذين أعادوا الشماليين إلى عدن بعد الحرب في 2015م، وهم الذين يحرسون مصالح وعقارات الفاسدين الناهبين من أبناء الشمال في عدن وغيرها من محافظات الجنوب مقابل الفتات أو أنهم مثلهم ناهبون وشركاء معهم. هؤلاء جنوبيون في الانتماء الجغرافي ولكنهم مزايدون أكثر من الشماليين وهم ضد قضية شعبهم، وقد ذقنا على أيديهم الأمرين ولا نزال ولكم أرادوا أن يلبسونا ثوب العار، وهم الذين يعرقلون انتصار قضية شعب الجنوب لتستمر مصالحهم بقوى الشمال وعصاباته، وهم الذين يتجمعون اليوم فيما يسمى بالائتلاف الجنوبي سيئ الصيت، وموقفهم واضح لشعبنا مهما ارتدوا الأقنعة أو حتى لبسوا براقع سيدهم حرم السفير..
من حق الجنوبيين أن ينظموا ظاهرة الوجود الشمالي في عدن، وأن يثبتوا الأمن في بلادهم مع ضرورة العمل حسب الأولويات التي يجب اتخاذها، فما دام القرار ما يزال بيد (معين) فالأولوية هي طرد حكومة المعاشيق التي تعد امتدادا للاحتلال الشمالي للجنوب.
نحن أيضا لنا علاقات بإخوة شماليين وهذا أمر طبيعي أصدقاء وزملاء وطلابا، ولكن لم تكن ولن تكون هذه العلاقة على حساب قضية شعب الجنوب أبدا، فالأوطان ليست للمجاملة أو المهاداة أو التواطؤ، فلكل أمر طريقه ومجاله.
فيا أبناء الجنوب أمضوا في انتفاضتكم المشروعة ولا تلتفتوا إلى هذه الأصوات المسعورة الناعقة المرعوبة سواء أكانت من قِبل عصابات الشمال أو من قِبل متمصلحين جنوبيين باعوا القضية وتاجروا بها ولم يشعروا بجنوبيتهم إلا حين يخدمون بها الشمال، أمضوا في انتفاضتكم بعد ما جرى لكم من نكبات مزلزلة في صباح الفاتح من أغسطس وتقطع جسد رمزكم القائد الخالد (أبو اليمامة) أشلاء وعشرات من فلذات أكبادكم في صلاح الدين وعمر المختار.
أمضوا بانتفاضتكم يا أبناء الجنوب فأنتم أصحاب ثورة وليس أصحاب ثأر، أنجزوا مهام المرحلة، وابسطوا سلطانكم على كل أرضكم، وأديروا أنفسكم بأنفسكم، فإنه من الخذلان المبين أن تقاتلوا الحوثيين وأنصارهم في حدود الضالع بينما يحكمكم الإصلاح وأنصاره في عدن وفي كل محافظات الجنوب، وقوات علي محسن تحفر لكم الخنادق في عدن وما حولها وتطرد العوائل من بيوتها في محيط معسكراتها.
أمضوا بقيادة المجلس الانتقالي وعليه أن يرتقي إلى مستوى المسوؤلية التاريخية لقيادة انتفاضتكم سياسيا وتنظيميا وإعلاميا ولوجستيا ودبلوماسيا.أمضوا وتجنبوا الأخطاء لأن أعداءكم يتربصون بكم ويترصدون أي خطأ فيجعلونه حجة عليكم لأنهم ليسوا رجال ميدان ولكنهم وطاويط وغربان فقد طردوا من الشمال واقتحمت بيوتهم ونزحوا واستقبلتهم عدن ومحافظات الجنوب بكل إنسانية ولما أراد الأمن أن يتخذ إجراءات تشمل الجميع ارتفع عويلهم الماكر ليجرجرونا إلى مربعات أخرى بعيدا عن جريمتهم وانتفاضتنا.
قال تعالى: "اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين".