حرب عملات مشتعلة بين الصين وأمريكا.. وخبراء يحذرون من مخاطرها
في خضم الحرب التجارية المشتعلة، اشتعلت حرب العملات بين العملاقتين "أمريكا والصين" وفي ذات السياق حذر مسؤولو البنك المركزي الصيني السابقين، اليوم السبت، من مخاطر حرب العملات مع الولايات المتحدة، وذلك بعد تصعيد مباغت للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم هذا الأسبوع.
وأعلن صندوق النقد الدولي، الجمعة، بأن قيمة اليوان الصيني متماشية إلى حد كبير مع الأسس الاقتصادية، لكن مسؤولا بالصندوق قال إن صندوق النقد يشجع الصين على أن تنتهج سعرا للصرف أكثر مرونة، مع تقليل التدخل في سوق العملات.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء أن تشين يوان النائب السابق لمحافظ بنك الشعب الصيني قال أمام مؤتمر "التمويل الصيني" بمدينة ييتشون إن وصف الولايات المتحدة للصين بأنها متلاعبة بالعملة، "يعني أن الحرب التجارية بينهما آخذة في التحول لتصبح حربا مالية وحرب عملات"، وأنه يجب على صناع السياسات الاستعداد لنزاعات بعيدة المدى..
وذكر تشو شياوتشيوان المحافظ السابق لبنك الشعب الصيني (البنك المركزي) أمام المؤتمر أنه يمكن أن يتسع مجال النزاعات مع الولايات المتحدة، ليمتد من الجبهة التجارية إلى مجالات أخرى، مثل المجالات السياسية والعسكرية والتكنولوجية.
ودعا إلى بذل الجهود لتحسين دور العملة الصينية اليوان، من أجل التعامل مع تحديات النظام المالي الذي يهيمن عليه الدولار.
وكان البنك المركزي الصيني قد سمح بتراجع سعر اليوان أمام الدولار بسبع نقاط هذا الأسبوع، ما دفع الولايات المتحدة إلى اتهام الصين بالتلاعب في العملات، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يمكن إلغاء المباحثات المقرر إجراؤها مع الصين الشهر المقبل.
ومن الناحية الداخلية، تضيف هذه النزاعات بعدا جديدا لجهود الصين لإحداث توازن، بين دعمها لاقتصادها، ومحاولة تجنب سعر صرف يوسع من شقة الخلاف بينها وبين الولايات المتحدة.
وأوضح تشين يوان، السبت، أن اتهام واشنطن لبكين بالتلاعب بالعملات هو جزء من استراتيجيتها في الحرب التجارية، وهذا الاتهام سيكون له تأثيره على الصين "بشكل أكثر عمقا واتساعا" مقارنة بالخلافات التجارية.
وقال إنه بينما يجب على الصين أن تسعى لتجنب مزيد من توسيع النزاعات يتعين على صانعي السياسات أن يستعدوا لمنازعات بعيدة المدى مع الولايات المتحدة حول العملات.
ودعا الصين إلى العمل على زيادة استخدام اليوان في العمليات التجارية الدولية مثل شراء السلع.