الإنتقالي واللعبة الأخيرة !

ناصر التميمي

نحن في الجنوب لنا تجارب كثيرة من قوى الشمال في الحوار فبعد الغلطة التاريخية الكبيرة التي إرتكبتها قيادة الجنوب في العام 90م بإعلان قيام الوحدة مع الشمال وهي أسوأ وحدة في تاريخ البشرية وقد قادتنا إلى الجنوب إلى المجهول واللا دولة وبعد أشهر بسيطة من قيامها شعرت قيادة الجنوب حينها بالندم وعضت على أصابعها جراء ما إرتكبوه من خطيئة ومع إشتداد الصراع بين قطبي الوحدة المشؤومة تم إجراء حوارات بين الطرفين الجنوبي والشمالي إنتهت بالتوقيع على وثيقة العهد والإتفاق في الأردن بين جولات ماراثونية من اللقاءات التي تمخضت عنها هذه الإتفاقية إلا أن الطرف الشمالي تنكر من هذه الإتفاقية بعد ساعات من توقيها وأعلن الحرب على الجنوب وكانت إحدى نتائجها إحتلال الجنوب بقوة السلاح.

ومنذ ذلك الحين والجنوب يرزح تحت الإحتلال اليمني الذي طمس الهوية وأكل الأخضر واليابس حتى جاء العام 2007م الذي بدأت فيه عجلة الجنوب تتحرك ضد القوى المهيمنة في ثورة شعبية سلمية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجنوب من قبل.

وعلى مدى السنوات والماضية من عمر الثورة الجنوبية ظل الجنوبيين ينادون سلطة نظام صنعاء بالجلوس على طاولة الحوار الندي فلم تستجب لهذه الأصوات المنادية بند يد السلام والتسامح وصمت آذانها وأخذتها الكبرياء وتجاهلة مايحدث من واقع جديد على أرض الجنوب وأخذت الأمر بنوع من السخرية والإستخفاف وعندما دخل نظام الإحتلال في أزمة 2011م راح النظام يبحث عن مخرج لتلك الأزمة من خلال حوار عقيم شاركت فية أغلب القوى اليمنية المتصارعة وسيقت إليه بعض المكونات الجنوبية الوهمية التي لاحول لها ولاقوة وقد دخلت حوار الطرشان من أجل تمييع قضية الشعب مقابل حفنة من الأموال بينما بقية القوى المؤمنة بإستعادة الدولة بعيدة عن ماسمي بحوار موفمبيك وعلى مدى عام كامل خرج المتحاورون بخفي حنين. وفشلوا فشلاً ذريعاً في ضرب القضية الجنوبية بأياديهم المأجورة.

وبعد إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي إستطاع بحنكة قياداته المخلصين الشروع في تشكيل المجالس في المحافظات والمديريات فضلاً عن الجمعية الوطنية وإلتفت الجماهير حوله بكونه المنقذ للشعب والحامل الرئيس لقضية الشعب بعد ان تجاهلت كثير من المكونات الحراكية الجنوبية عن الدفاع عن الشعب وقضيته وإنغمست في جحيم الخلافات والصراعات وإنشغلت في محاربة المجلس الإنتقالي بدلاً من أن تضع يدها في يده رغم ان قيادة المجلس مدت يدها لهم من أجل مصلحة الجميع ولكن لاحياة لمن تنادي !!

بعد سيطرة القوات الجنوبية التابعة للانتقالي الجنوبي على عدن وفرضها أمر واقع وإرتفاع صراخ حكومة الفساد بعد إنكشاف عورتهم لدى التحالف والعالم في المقابل دعت المملكة العربية السعودية لحوار بين الطرفين في جدة وهذا يعد إنتصار كبير للمجلس الإنتقالي يضاف الى كل الإنتصارات والمكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية وبهذا فإن مجلسنا الجنوبي قد إستطاع في فترة وجيزة اللعب بجدارة على كل الأصعدة فعلى الصعيد العسكري تمكن من إنتزاع الأرض وفي الجانب الأمني باتت المحافظات الجنوبية أكثر إستقراراً وفي الجانب الإقتصادي يعمل المجلس جاهداً لاعادة الخدمات لاسيما في العاصمة عدن التي تم إنتزاعها مؤخراً من أعداء الجنوب وفي الجانب السياسي هاهو المجلس الإنتقالي يغادر الى جدة للتحاور مع شرعية الفنادق وهو حامل في جعبته قضية الشعب التي تعرضت للتهميش لسنوات طويلة لكنها اليوم باتت في أيادي أمينة ونحن واثقون في قياداتنا السياسية التي ستلعب بإحترافية وستطرح شروطها بقوة لأنها تستمد شرعيتها من قوة الشعب الذي فوضها وهذه ستكون اللعبة الأخيرة التي ستؤدي في الأخير إلى رسم معالم الطريق التي سيؤدي إلى إستعادة الدولة الجنوبية المستقلة وعاصمتها عدن.


مقالات الكاتب