الربيعي ورفاقه... المعادن التي تلمع بطولة في شدائد المحن
عماد حيدرة
"عند الشدائد تظهر معادن الرجال"، مقولة عند العرب تقولها لدلاله على نوع الرجال عند تغير سير المعارك خاصة وفي اوقات المحن بشكل عام، فعندما يتعرض القادة لنار الشدائد منهم من يذوب وينصهر، ومنهم من يزيده الاحتراق شجاعة، وتبرز قيمة القائد عندما يضع مابين المطارق والسنادين، فمنهم من يهتز ويضعف، ومنهم من تخرج منه أروع البطولات.
القائد جلال الربيعي أحد هؤلاء الرجال، فمن منا رأى ذلك المواقف الشجاع وتلك التصريحات التي الهمت الكل للصمود أو الموت في أرض المعركة دون ذلك وما أعلنه من خلال تلك الكلمات بإن لامجال للتراجع ولامكان للأيدي المرتعشة ، وهو الامر الذي بعث في النفوس أن اشراق فجر نور النصر قريب.
أن تلك الرسائل التي رأيناها ذلكم اليوم العصيب في تلك الفيديوهات والتي تحدث فيها الربيعي وبجانبه القائد ابوهمام اليافعي والقائد صالح السيد، اعادت لي ولكل من شاهدها الروح والاطمئنان بعد لحظات من الفزع نتيجة غياب القادة على أرض الميدان ولما سببته الالة الاعلامية المضادة من اخبار نشرت عبر القنوات الفضائية ووسائل الاعلام من حالة من تثبيط عزائم المقاتلين واصبت الكثير من المتابعين بالذهول.
لطالما كان جلال الربيعي قليل الظهور الاعلامي وبعيدا عن البهرجة الدعاية التي تستخدمها الكثير من القيادات السياسية والعسكرية، فهكذا هم الابطال عند الكثرة والغلبة يقل كلامهم وظهورهم وعند الشدة يسمع زئيرهم، فبكل المعارك المصيرية والمهام الصعبة في لحج وعدن ويافع وحدود البيضاء تجد للربيعي وقواته اسهام كبير ودور قوي وببطولات حقيقة لو نشرت للعامة من خلال وسائل البهرجة الاعلامية تلك، لعرف الناس دور هذا القائد ولقيمة جنوده الحقيقة.
وحديثي هنا لا أقصد منه التقليل من قيمة الغير وشأنهم، ولكن قد يتعرض بعض القادة في لحظة ما للفعل المتردد أو قد يؤدي الفزع لعدم حسن التصرف وغيرها من ردود الافعال فيما يبرز البعض بقدرتهم على رد الفعل الصائب في تلك المواقف العصيبة، وتاريخنا الاسلامي غني بمثل هذه المواقف فعمر بن الخطاب رضى الله عنه هدد وتوعد كل من يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات في حين كان لابوبكر الصديق رضى الله عنه قول اخر كان لزام لذلك الموقف، وهذا الموقف لا يعني التقليل من قيمة قيمة ابن الخطاب ولا يحسب عليه بقدر ماهي ردة فعل لصدمة الموقف والامر طبيعي ولا يحتاج الوقوف عنده.
حضرتني الكثير من المواقف مع القائد جلال الربيعي ورفاقه والحقيقة التي يجب أن اقولها أنني لم أجد من هذا القائد وجنوده الا المواقف الشجاعة وتقدم صفوف المعارك وحسن ادارته في اللحظات الصعبة والنجاح الدائم في كل المهام التي يكلف بها، ويعود ذلك لما يتميز به جلال الربيعي من قوة الشخصية والأقدام وروح البطولة فطالما كان يسبق الكل في التضحية.
أخيرا، لايسعني هنا إلا ان اشير بإن قوات الحزام الامني بلحج خاصة كانت ولازالت الرقم الصعب والعلامة الفارقة في تحقيق الكثير من الانتصارات بشكل أو باخر، وذلك للدور البارز للقائد جلال الربيعي ولاركان القوات حسين السعيدي وكليب الداؤودي وثابت العلوي وعلي السنيدي وتوفيق الهابون وللاعلامي وائل الجحافي وبقية تلك الكوكبة من ضباط وافراد تميزوا بالتضحية، فنرى بكل معركة أو انتصار بانهم من يدفعون التكلفة الباهضة من الشهداء والجرحى.