شعارات الإصلاح في الكتب المدرسية
د.عبده يحيى الدباني
لا حظوا الصورة أدناه في غلاف كتاب مادة القرآن الكريم للصف التاسع من التعليم الأساسي إصدار وزارة التربية والتعليم قطاع المناهج والتوجيه الإدارة العامة للمناهج في عدن 2019م فعلى الغلاف صورة لعلم الجمهورية اليمنية كتب تحته (مخرجات الحوار الوطني) و (يمن اتحادي جديد) . هذه الدعايات الرخيصة للوحدة وعلمها وحوارها لم نجدها حتى في زمن الرئيس عفاش ولم تصدر من صنعاء ولكنها جاءت من عدن هذه المرة من وزارة التربية والتعليم الإخوانية التي لا تهتم لا بالتربية ولا بالتعليم بقدر حرصها على ترويج سياسة حزب الإصلاح في ميدان التربية والتعليم مع أن كوادرها أكثرهم جنوبيون للأسف ولكن الإخوان لا وطن لهم ولا هوية وإن زعموا ذلك أحيانا لغرض في نفس يعقوب.
لماذا هذا الحرص على استفزاز الجنوبيين وإيصال هذه الدعاية السخيفة المسيئة إلى كل بيت جنوبي في حين أن الشمال نفسه قد انفصل سياسيا وتعليميا وإداريا وغير ذلك وفي حين أن الجنوبيين قد قدموا قوافل من الشهداء رفضا لهذه الوحدة التي تحولت إلى احتلال بغيض على يد الإخوان أنفسهم بقيادة زعيمهم عفاش الذي انقلبوا عليه فيما بعد كعادتهم.
هذا العلم البائس الذي مات في قلب كل جنوبي وطني حر وأصبح رمزا للاحتلال والظلم والقمع والإرهاب والظلام والتخلف . ومثل هذه الدعايات في الكتب المدرسية تدل هي نفسها على فشل الوحدة والاتحاد والحوار وانتحار الجمهورية نفسها وإلا لما اضطروا إلى نشر هذه الدعايات في الكتب المدرسية في حين أن مبنى الوزارة نفسه في عدن يرفف فوقه علم الجنوب خفاقا . فهذه الدعايات تذكرنا بالنجمة السداسية الإسرائيلية (نجمة داؤد ) التي يروج لها اليهود بطرق خفية وخبيثة ويحاولون إيصالها إلى كل مكان لكنها مرفوضة وملفوظة وتبعث في النفوس التقزز والاشئمزاز ، فليس غريبا على الإخوان أن يكثفوا من هذه الشعارات في أماكن لا تخطر على بال تعويضا عن هزيمتهم في الواقع الجنوبي وفي الواقع الشمالي على حد سواء بل وفي بلدان أخرى كثيرة بعد أن عرفت الشعوب انتهازيتهم وفسادهم وبيعهم للأوطان وأهدافهم المشبوهة.
أما مخرجات الحوار او مخلفاته
– لا فرق- المسمى بالوطني (حوار موفنبيك) فإنها قد رفضت في الشمال والجنوب وهي التي فجرت الحرب ولم يشارك الجنوبيون في هذا الحوار إلا الذين نصبهم الاحتلال بتمثيل شعب الجنوب مع تقدرينا للذين انسحبوا من الحوار من الجنوبيين برئاسة
( أبو سند) بعد أن عرفوا اللعبة القذرة .
وأما اليمن الموحد أو اليمن الاتحادي فلم يعد الأمر إلا مزايدة سياسية ورغبة في إطالة الحرب والهروب إلى الأمام خاصة من الاستحقاق السياسي والوطني لشعب الجنوب في قيام دولتة المستقلة .
اما العلم فقد كنا نحترمه كحدث تاريخي شاركنا في صناعته ورفعه ذات يوم في عدن بينما رفضته حين ذاك القوى الظلامية في الشمال وعلى رأسها الإخوان المسلمون
ولكن حين تمكنت قوى القبيلة والعسكر والإسلام السياسي والإرهاب من السيطرة على الوحدة وتصفية الشريك الجنوبي وتدمير مؤسسات دولته حينها رفضنا هذا العلم وصار راية ورمزا للاحتلال والإرهاب والتصحر الحضاري .
ومن يومها آمن المتاسلمون بالوحدة لأنها صارت جزءا من غنائمهم ونفوذهم وخصخصوها كما خصخصوا القطاع العام في الجنوب .
من هنا ندعو الدوائر المختصة
في المجلس الانتقالي في رئاسة المجلس وفي الجمعية الوطنية والأمانة العامة وقيادات المحافظات والمديريات ونقابات المعلمين الجنوبيين إلى تحرير أطفالنا وطلابنا من أجندات وسياسات
ودعايات حزب الإصلاح الذي يتربص بنا الدوائر عسكريا وأمنيا واقتصاديا وإداريا وتعليميا وغير ذلك تحقيقا
لإرادة شعب الجنوب واحتراما
وتقديرا لدماء الشهداء الأبرار.